وسط أجواء من التفاؤل، وصلت باخرة التنقيب عن النفط والغاز "BARENTS TRANSOCEAN" إلى نقطة الحفر المحدّدة في البلوك رقم 9 المشغل من قبل شركة "توتال إنيرجيز"، لبدء أنشطتها. كما وصلت أوّل طائرة هليكوبتر إلى مطار بيروت، إذ يأمل لبنان أن تساعد إكتشافات النفط والغاز في الخروج من أزمته الإقتصادية.
67 يومًا للعمق الأقصى
في هذا الإطار، كشف عضو مجلس الإدارة في هيئة البترول، وسام شباط، لـ"وردنا"، أن باخرة التنقيب بعيدة 6 كلم عن الحدود البحرية الجنوبية التي رسمت مؤخرًا، حيث عمق المياه يبلغ 1650 مترًا، بينما الحفر سيتم على عمق 2700 متر داخل عرض البحر في حقل قانا المحتمل.
وأشار إلى أن المنصة تحتاج من أسبوع إلى عشرة أيام للتموضع فوق البئر، على أن تزوّد لوجيستيًا وبالمعدات اللازمة والمواد الأولية، من مرفأ بيروت. ليصار بعدها الإنتظار 67 يومًا للوصول إلى العمق الأقصى في الحفر.
وعن إحتمالية أن يكون الجانب الإسرائيلي قد انتهك العمق اللبناني واعتدى على موارده النفطية، أوضح وسام شباط أنه من الممكن أن يقوم الجانب الإسرائيلي بحفرٍ أفقي باستخدام التقنيات المتوفرة، "لكن هذا الأمر غير موجود".
وأضاف: "الحقول النفطية التي اكتشفها الجانب الإسرائيلي غير ممتدة إلى داخل الحدود البحرية اللبنانية، ولكن هناك إحتمال أن يكون حقل قانا المحتمل ممتد جنوبًا ولكن ليس هناك آبار إنتاجية قريبة من هذا الحقل، وكلّ هذه الأمور تؤكدها عملية التنقيب". وأضاف أن كلّ الحقول التي يتم العمل بها في اسرائيل هي مغلقة قبل الخط 23.
هل سيلاقي البلوك 9 مصير البلوك 4؟
من جهته، كشف الباحث والكاتب السياسي الدكتور عمران زهوة لـ"وردنا"، أنه يمكن بعد شهرين أو ثلاثة، أن يصبح هناك معلومات دقيقة عن أرقام وكميات الغاز الموجودة في البلوك رقم 9، مؤكدًا أن أيّ كلام عن هذا الموضوع الآن "هو عبثي"، آملًا أن يكون هناك كميات واعدة وتحديدًا في حقل قانا.
ووسط مخاوف من أن يلاقي البلوك 9 مصير البلوك 4، حيث كثرت التفسيرات والتأويلات لأسباب تعليق "توتال" نشاطها في البلوك رقم 4، أشار إلى أنه حاول الوصول إلى التقرير الفرنسي من هيئة النفط ولكن "بدون جدوى".
وعن إمكانية أن تكون إسرائيل قد وسعت عملياتها التنقيبية باتجاه البلوك رقم 9، لفت زهوة إلى أنه طالب نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وكل من شارك في مفاوضات ترسيم الحدود أن يكون هناك خرائط تحت الماء، برعاية الأمم المتحدة والوسيط الأميركي عاموس هوكستين، لتكون الدولة اللبنانية على علم بالمكامن المشتركة، لكن ذلك لم يحصل.
ورأى زهوة أنه كان يجب على الدولة أن تعيد النظر بالعقد المبرم مع "توتال" لكي يأخذ لبنان حصة أكبر، متسائلًا: "لماذا كل هذا الاستهزاء بموارد الدولة؟".
آملًا ألا يتعرض الصندوق السيادي اللبناني للنفط والغاز للمحاصصة.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة "توتال إنيرجيز" للإستكشاف والإنتاج موجودة في لبنان منذ العام 2018، وهو العام الذي تمّ فيه توقيع اتفاقيتيْ الإستكشاف والإنتاج للرّقعتيْن رقم 4 و 9 وبصفتها المشغّل لهاتيْن الرّقعتيْن أنهت "توتال إنيرجيز" أوّل بئر استكشافيّ تمّ حفره على الإطلاق في المياه اللبنانيّة العميقة، في الرّقعة رقم 4 في أوائل العام 2020.
ووفقًا لالتزاماتها التعاقديّة مع شريكتيْها "إيني" و"قطر للطاقة"، تستعدّ "توتال إنيرجيز" لحفر بئر ثانٍ في الرّقعة رقم 9 خلال العام 2023.
ماذا تعرف عن "BARENTS TRANSOCEAN"؟
TRANSOCEAN BARENTS، هي منصة من الجيل السادس تمّ بناؤها في عام 2009 في حوض بناء السفن Aker Stord في النرويج، وتبحر تحت علم مارشال. تبلغ سعة حملها 64000 طن، ويبلغ طولها الإجمالي 120 مترًا وعرضها 77 مترًا. يمكن أن تستوعب الحفارة 140 شخصًا على متنها، وأن تحفر في أعماق مياه تصل إلى الـ3000 متر وآبار على أعماق الـ10000 متر.