تكنولوجيا

ميكروبات الأمعاء ودورها في فقدان الشهية

وجدت دراسة بريطانية جديدة أن ميكروبات الأمعاء قد تلعب دوراً هاماً في اضطرابات الأكل المختلفة، بما في ذلك فقدان الشهية.

ميكروبات الأمعاء ودورها في فقدان الشهية

حيث راجع باحثون من جامعة أكسفورد الأدلة المتوفرة التي تشير إلى أن الميكروبات المعوية لدى الأشخاص المصابين بفقدان الشهية يمكن أن تؤثر على الشهية والوزن وحالات الصحة العقلية مثل القلق والسلوك القهري.

ونشرت النتائج على الإنترنت يوم أمس الثلاثاء الموافق 12 يناير في مجلة Frontiers in Psychiatry العلمية المرموقة.

وقالت "آنا غينسيوليسكو"، الباحثة المشاركة في الدراسة، من كلية كوربوس كريستي في جامعة أكسفورد: "إن فقدان الشهية العصبي هو اضطراب نفسي شائع للغاية ويمكن أن يكون منهكاً بشكل لا يصدق أو حتى قاتلاً، لكن للأسف لا يزال من الصعب جداً علاجه".

وأضافت : "علاوة على ذلك، كان هناك مؤخراً قدر كبير من الإثارة بشأن فكرة أن ميكروبات الأمعاء تؤثر على العديد من جوانب صحتنا، بما في ذلك صحتنا العقلية، وأن هذه العلاقة تسير في كلا الاتجاهين".

ويشار إلى أن الأشخاص المصابون بفقدان الشهية يقيدون طعامهم ويصبحون نحفاء بشكل خطير، ومع ذلك قد يعتقدون أنهم سمينون.

ففي حالة فقدان الشهية، يبدو أن المجتمعات الميكروبية المعوية تكون أقل تنوعاً، حيث تكون الأنواع الضارة أكثر شيوعاً، وذلك بحسب ما قاله المؤلف المشارك في الدراسة "فيل بورنت"، الأستاذ المشارك في قسم الطب النفسي في جامعة أكسفورد.

فعلى سبيل المثال، وجد بورنت أن مرضى فقدان الشهية قد يكون لديهم المزيد من البكتيريا التي تستهلك الطبقة المخاطية الواقية في الأمعاء، وهذا يجعل القناة الهضمية مترسبة ويساهم في الالتهابات المزمنة المرتبطة بأعراض الصحة العقلية.

كما وقد تؤثر الميكروبات الأخرى الموجودة لدى مرضى فقدان الشهية على الشهية والتمثيل الغذائي، وكلاهما يمكن أن يساهم في فقدان الشهية العصبي المزمن.

ومع ذلك من غير الواضح ما إذا كانت الاختلالات الميكروبية المعوية لدى مرضى فقدان الشهية تساهم في المرض أم أنها ناجمة عن نظامهم الغذائي المقيد بشكل كبير، ويقول الباحثون إن الدراسات التي أجريت على الفئران قد توفر بعض الأدلة.

وقالت "غينسيوليسكو": "في دراسة أجريت على الفئران، نقل الباحثون عينات براز من مرضى فقدان الشهية إلى أحشاء الفئران التي لا تحتوي على ميكروبيوم خاص بها، وقد اكتسبت هذه الفئران وزناً أقل وطورت سلوكيات أكثر قلقاً وقهرية مقارنة بالفئران التي تلقت برازاً من أشخاص أصحاء، وهذا يشير إلى أن بكتيريا الأمعاء المتغيرة قد تساهم في ظهور أعراض مماثلة في مرضى فقدان الشهية أيضاً ".

كما وقال الباحثون أن تعزيز و الحفاظ على توازن أفضل لميكروبات الأمعاء من خلال تدابير مثل تناول مكملات البروبيوتيك أو إجراء عمليات زرع البراز قد يقلل من بعض أعراض فقدان الشهية.

ومع ذلك، فقد شددوا على أنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن العلاقة بين ميكروبات الأمعاء وفقدان الشهية.

شبكة نيوز ماكس

يقرأون الآن