على غرار ما يرسمه الكثيرون لحياتهم عقب التقاعد من الوظيفة ظل لاعب فريق تشيلسي الإنجليزي، الأسكتلندي ستيف كلارك يقضي الساعات الطوال وهو جالساً في الأريكة في غرفة المعيشة بمنزله في منطقة بيركشاير وهو يستمتع بمشاهدة مباريات كرة القدم على التلفاز ويتفاعل معها بصوت مرتفع لكون أنه قضى 35 عاما من عمره كلاعب ومدرب ومدير رياضي وكان يعتقد أن ما يقوم به هو أفضل ختام لمسيرته الرياضية إذ لديه أيضاً فرصة اللعب مع احفاده وممارسة لعبة الغولف وصيد الأسماك.
ظل كلارك على تلك الحال لفترة طويلة من الزمن لكن يبدو أن الكيل طفح لدى زوجته في عام 2017 إذ شعرت بالملل من وجوده في المنزل من دون عمل وقضاء الوقت أمام شاشة التلفاز وقررت الزوجة وقتها أن على الزوج أن يغادر الاريكة وأن يبحث عن عمل.
وفيما كان ستيف الذي لعب لنادي تشيلسي الإنجليزي يعتد أنه نجح في تأمين مستقبله بشراء منزل وعيش حياة مستقرة إلا أن قرار زوجته حول حياته رأساً على عقب وتدرج مجدداً في التدريب قبل أن يصبح مدرباً للمنتخب الأسكتلندي ويقوده للتأهل لأول بطولة كبرى منذ مشاركته في كأس العالم 1998 وذلك بعد أن صعد بالمنتخب لنهائيات يورو 2020 التي تنطلق في شهر يونيو المقبل.
يروي مدرب منتخب إسكتلندا الواقعة بالقول: "كنت استمع تماماً بالوقت، أقضي وقتي على النحو الذي أحب، لكن زوجتي كان لها رأي أخر، ربما كانت تشعر بالملل والإحباط من وجودي خاصة حينما أشاهد المباريات، كانت ترى بأنني أصغر من التقاعد وأن علي العودة للعمل وقامت باقناعي بذلك".
ويضيف ستيف كلارك في قصته التي يرويها لصحيفة "الديلي ميل": "في البداية كنت أفكر في العمل في الدوري الأمريكي وهو نفس فكرة زوجتي ولكن شقيقي الأكبر اتصل بي واخبرني بأن هنالك نادي كيلمارنوك يرغب في التعاقد معي ولديهم لاعبين لائقين ويرغبون في تحقيق الإنجازات، قررت الحصول على الوظيفة وكان في ذهني أنه في حال لم أحقق النجاح سأعود للجلوس قريباً في الاريكة".
وسارت الأمور على النحو الذي كانت ترغب زوجته إذ نجح كلارك في الموسم الأول في قيادة الفريق من قاع الدوري الأسكتلندي إلى المركز الخامس، بينما في الموسم الثاني انهوا المسابقة في المركز الثالث برصيد تاريخي من النقاط وهو ما قاد الاتحاد الأسكتلندي للاتصال به وعرض وظيفة المدرب عليه التي قبلها ولكن البداية لم تكن جيدة إذ خسر 4 مباريات وفاز في لقاء واحد.
يقول ستيف كلارك: "كان الناس يطلبون مني أن لا أقبل الوظيفة، في تقديري أنه كانت وظيفة من الصعب رفضها، أنا شخص لدي تفكيري الخاص، إذا كان الناس يقولون لا تأخذ الوظيفة لا تأخذها فعندها أفكر لما لا أخذها".
وكانت قرعة المسابقة أوقعت المنتخب الأسكتلندي إلى جوار إنجلترا وكرواتيا والتشيك.
ومن بين الأشخاص الذين كانوا يطلبون منه عدم قبول الوظيفة كان والده، يقول كلارك: "لم يرغب والدي أن اقبل الوظيفة بسبب الضغوط التي ستقع على عاتقي والتي يمكن أن تؤثر على حياتي مستقبلاً لكنه كان يعلم أنني عنيد بما يكفي وبالنسبة لي فأنا سعيد لأننا تأهلنا للنهائيات.
ويضيف: "والدي بلغ عامه الـ 90، بدأ يعاني من الخرف قليلاً لكنني أعلم أنه فخور جداً بي، أنه يتمتع بصحة بدنية جيدة وأنا متأكد من أنه سيشاهد مباريات إسكتلندا في اليورو وينتقد كل قراراتي خلال المباريات".
الإمارات اليوم