جال رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء، على منصة الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 في المياه الإقليمية اللبنانية، لمواكبة إنطلاق العمل اللوجستي الذي أعلن وزير الطاقة والمياه وليد فياض أنه سيبدأ الخميس المقبل بعد اتفاق تاريخي توسطت فيه الولايات المتحدة العام الماضي بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لأول مرة.
وشارك في الجولة وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، رئيس "هيئة إدارة قطاع البترول" وسام الذهبي، ووفد من شركة "توتال" الفرنسية.
وقد انتقل الوفد اللبناني من مطار رفيق الحريري الدولي إلى منصة الحفر في المياه اللبنانية الجنوبية على متن طوافة تابعة لشركة "توتال".
وقد اطلع الرئيسان بري وميقاتي على الإستعدادات اللوجستية لبدء أعمال الحفر.
ورأى بري من المطار أنه "في هذه العتمة يأتي يوم فرح عملت له سنوات، إلى أن كان إتفاق الإطار الذي أعلنته من عين التينة في الأول من تشرين الأول عام 2020".
وأضاف: "أتوجه إلى الباري عز وجل، أن لا تنقضي بضعة أشهر إلا ويمن على لبنان بدفقٍ من كرمه، ممّا يشكل بداية لإزاحة الأزمة الإقتصادية التي يعيشها لبنان وشعبه، وكذلك بتوافق اللبنانيين على إنتخاب رئيس يقوم بدوره كبداية لحلٍّ سياسي نتخبط به".
ميقاتي
وفي السراي، استقبل ميقاتي، في حضور وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وفدا من شركة "توتال" للنفط، وذلك عقب الزيارة التفقدية التي قام بها ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزيرا الطاقة والمياه وليد فياض والاشغال العامة والنقل علي حمية اليوم الى منصة التنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية اللبنانية.
وفي خلال اللقاء، جدد رئيس الحكومة التأكيد "ان بدء أعمال الحفر في الرابع والعشرين من الشهر الحالي يشكل محطة مضيئة نأمل ان تكون خواتيمها سعيدة في توفير موارد إضافية من شأنها مساعدة لبنان على النهوض من أزماته".
واعتبر ان "على الجميع التعالي عن الحسابات الشخصية والاعتبارات الخاصة والتعاطي مع المشروع بكونه يشكل انجازا لجميع اللبنانيين وركيزة اساسية للنهوض بالاقتصاد الوطني".
كما اجتمع ميقاتي مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان.
#نبيه_بري و #نجيب_ميقاتي يزوران منصّة التنقيب في البلوك 9 https://t.co/tFNjIFDtpk#لبنان #بلوك9 #نفط pic.twitter.com/lFcmiQ0Zdl
— Waradana News (@NewsWaradana) August 22, 2023
بيان توتال إنيرجيز
واعلنت شركة "توتال إنيرجيز" وشريكيها إيني وقطر للطاقة في بيان، "اطلاق اليوم أنشطة الإستكشاف في الرّقعة رقم 9 في لبنان من خلال زيارة إلى منصة الحفر Transocean Barents بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزير الطاقة والمياه وليد فياض، يرافقهم وزير الأشغال العامّة والنّقل علي حميه، وممثلون عن هيئة إدارة قطاع البترول".
وقالت:" تتمركز منصّة الحفر منذ 16 آب في الرّقعة رقم 9 على بعد حوالي 120 كم من بيروت. وخلال الزيارة تم عرض الاستعدادات اللازمة لحفر البئر الاستكشافيّة الذي من المقرر أن يبدأ خلال الأيام المقبلة".
وقال المدير العام لتوتال إنيرجيز إي بي لبنان رومان دو لامارتينيير: "بعد الترسيم السلمي للحدود البحريّة، إلتزمت توتال إنيرجيز مع شريكيها إيني وقطر للطاقة بحفر بئر إستكشافيّة في الرّقعة رقم 9 في أقرب وقت ممكن في العام 2023. ويسعدنا أن نعلن أن عمليّات الحفر ستبدأ خلال أيام قليلة، بفضل إلتزام فرق توتال إنيرجيز ودعم السلطات اللبنانيّة وشريكينا. إن البئر الاستكشافيّة ستسمح لنا بتقييم الموارد الهيدروكربونيّة وإمكانات الإنتاج في هذه المنطقة".
واشار البيان الى ان "شركة توتال إنيرجيز هي المشغّل للرّقعة رقم 9 في المياه اللبنانيّة مع حصّة 35%، إلى جانب شريكيها إيني (35%) وقطر للطاقة (30%)".
وزارة الطاقة
عقد وزير الطاقة والمياه وليد فياض بعد الزيارة التفقدية الى منصة الحفر صباح اليوم في البلوك رقم 9 اجتماعا تقييميا في مكتبه في وزارة الطاقة والمياه مع مسؤولي "توتال" لوران فيفيه (كبير مديري الشرق الاوسط للإستكشاف) وجوليان بوجيه "كبير مديري الاستكشاف والانتاج لمنطقة آسيا" ورومان لامارتينيير (المدير العام لـ"توتال انيرجي" في لبنان).
وتم البحث في إستكمال الإستعدادات والجدول الزمني المقرر لعملية الحفر التي تبدأ في 24 آب/أغسطس الحالي.
وقال الوزير فياض بعد الإجتماع: "بتاريخ 24 آب/أغسطس ستنطلق عملية الحفر وسيكون نهارا تاريخيا نعول عليه وبعد 67 يوما سنكون على موعد مع نتائج هذا الحفر. ونأمل أن تكون بادرة خير للبنانيين". وإن توتال وشركاءها ملتزمون كامل الإلتزام بالعمل المهني كما أن التوقعات حتى يومنا هذا إيجابية جدا. وقد أعربوا من ناحية ثانية عن إهتمامهم بالبلوكات المحيطة بالبلوك 9 وسيكون هناك تطورات في هذا الإطار سنعلن عنها عندما تترسخ وتتبلور بشكل أكبر".
وختم:" تحدثنا ايضا في موضوع الطاقة المتجددة حيث لديهم إهتمام واضح اكان بالنسبة الى مشاريع ال5 ميغاوات او الاكبر حجما اي 100 ميغاوات وقد أرسلوا رسائل في هذا الاطار ولدينا عمل في الوزارة وفي الحكومة وعلى المستوى التشريعي للوصول الى خواتيم جيدة ايضا".
ويأمل لبنان في أن تؤدي اكتشافات الغاز والنفط إلى مساعدته على الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أفقدت العملة المحلية أكثر من 98 في المئة من قيمتها وتسببت في تآكل الاحتياطيات الأجنبية للبلاد وانقطاعات الكهرباء في المدن.