إقتصاد آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

قمة "بريكس" تنطلق بحضور الرئيس الصيني.. ودعوات للتوسع

قمة

 اجتمع زعماء دول "بريكس" في جوهانسبرغ، اليوم الثلاثاء، لحضور قمة يبحثون فيها توسع المجموعة مع سعي بعض الأعضاء لتحويلها إلى قوة موازية للغرب، في سياق من الانقسامات على الساحة الدولية تُغذيها الحرب في أوكرانيا.

ويشارك في القمة قادة كل من الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، في حين اكتفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكلمة عبر الفيديو ويمثّله في القمة وزير الخارجية سيرغي لافروف.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخاطب المشاركين في قمة البريكس المنعقدة في جنوب أفريقيا عبر الفيديو


بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القى كلمته خلال القمة عبر تقنية الفيديو لعدم تمكنه من المشاركة شخصيا على خلفية إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه في آذار/مارس بتهمة خطف أطفال من أوكرانيا.

وعبّر خلال كلمته في قمة "بريكس"، استعداد روسيا للعودة إلى صفقة الحبوب في حال الوفاء الحقيقي بالالتزامات تجاه الجانب الروسي.

وفي معرض حديثه عن صفقة الحبوب، قال في خطابه أمام المشاركين في منتدى أعمال "بريكس"، إنه "لم يتم تنفيذ أي من شروط ما يسمى بصفقة الحبوب فيما يتعلق برفع العقوبات عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية".

أضاف: "لقد تم ببساطة تجاهل الالتزامات تجاه روسيا في هذا الصدد. حتى أنهم منعونا من نقل الأسمدة المعدنية المحتجزة في الموانئ الأوروبية مجانا، على الرغم من أن ذلك كان عملا إنسانيا بحتا، ولا ينبغي أن نخضع لأي عقوبات من حيث المبدأ".

وتابع:"مع الأخذ في الاعتبار الحقائق المذكورة أعلاه، منذ 18 تموز/يوليو، رفضنا تمديد هذا الاتفاق المزعوم وسنكون مستعدين للعودة إليه، ولكن فقط إذا تم الوفاء بشكل واقعي وحقيقي بجميع الالتزامات تجاه الجانب الروسي".

ووصف الرئيس الروسي عملية التخلص من الدولار الأميركي في العلاقات الاقتصادية بين دول "بريكس" بأنها "حتمية ولا رجعة فيها".

وقال إن "العملية الموضوعية التي لا رجعة فيها لإلغاء الاعتماد على الدولار في علاقاتنا الاقتصادية تكتسب زخما، ويتم بذل الجهود لتطوير آليات فعالة للتسويات المتبادلة والرقابة النقدية والمالية".

ووفقا لبوتين، فإن حصة العملة الأميركية في عمليات التصدير والاستيراد بين أعضاء المجموعة آخذة في الانخفاض بشكل مطرد وبلغت العام الماضي 28.7% فقط.

الصين

واستضافت جنوب أفريقيا الرئيس الصيني شي جين بينغ، المؤيد الرئيسي لتوسع بريكس، في زيارة رسمية صباح اليوم الثلاثاء قبل اجتماعات مع قادة المجموعة الآخرين.

وأكد شي أن "الاقتصاد الصيني متين وأن أساسيات نموه على المدى الطويل لم تتغير".

وجاء تصريحه في بيان معد قرأه وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو في منتدى للأعمال.

ويثير بطء تعافي الاقتصاد الصيني بعد جائحة كورونا مخاوف عالمية خاصة في أسواق النفط، إذ يشير إلى احتمال ضعف الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم.

رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا يلقي كلمته الافتتاحية في قمة البريكس في جوهانسبرغ


جنوب أفريقيا

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا الذي كان جالسا إلى جانب شي، إن البلدين لديهما "وجهات نظر مماثلة" فيما يتعلق بالتوسع.

وأضاف رامابوسا "نشاركك وجهة نظرك أيها الرئيس شي بأن بريكس منتدى شديد الأهمية ويلعب دورا مهما في إصلاح الحوكمة العالمية وفي الترويج للتعددية والتعاون في جميع أنحاء العالم".

ويحضر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي القمة التي تمتد بين يومي 22 و24 آب/أغسطس.

وقال شي بعد وقت قصير من وصوله إلى جنوب أفريقيا "أنا واثق من أن القمة المقبلة ستكون مرحلة مهمة في تطوير آلية بريكس".

وبالإضافة إلى مسألة التوسع، يناقش جدول أعمال القمة أيضا تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء. لكن المنظمين في جنوب أفريقيا يقولون إنه لن يجري مناقشة مسألة عملة لبريكس، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.

نقطة خلاف

تظل بريكس تضم مجموعة متباينة من الدول تمتد من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي يعاني حاليا من التباطؤ، إلى جنوب أفريقيا، مضيف هذا العام الضعيف اقتصاديا الذي يواجه أزمة طاقة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي.

والهند تعزز تقاربها مع الغرب، وكذا تفعل البرازيل في عهد زعيمها الجديد، بينما تعاني روسيا من عقوبات غربية بسبب حربها في أوكرانيا.

وتقع اشتباكات بين الهند والصين على طول حدودهما المتنازع عليها بين الحين والآخر، مما يزيد من صعوبة صنع القرار في مجموعة تعتمد على توافق الآراء.

وكان التوسع هدفا للصين منذ فترة طويلة إذ تأمل أن تضفي العضوية الأوسع نفوذا لمجموعة تضم بالفعل نحو 40 في المئة من سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

الرئيس الصيني شي جين بينغ

ويشارك القادة في اجتماع مغلق وعشاء مساء اليوم الثلاثاء من المرجح أن يناقشوا فيه إطار عمل ومعايير القبول لدول جديدة.

لكن التوسع أصبح نقطة خلاف. فهناك روسيا التي تحرص على ضم أعضاء جدد لمواجهة عزلتها الدبلوماسية بسبب غزوها لأوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الهندي فيناي كواترا أمس الاثنين إن بلاده التي تشعر بالقلق من الهيمنة الصينية وحذرت من التسرع في التوسع، لديها "نوايا إيجابية وعقل منفتح". بينما تخشى البرازيل أن يؤدي توسع بريكس إلى إضعاف نفوذ المجموعة. لكن التوسع المحتمل لمجموعة "بريكس" ما زال معلقا، واعتزام المجموعة أن تصبح نصيرا "للجنوب العالمي" النامي وتقديم بديل لنظام عالمي تهيمن عليه الدول الغربية الثرية يجد صدى بالفعل.

وقال مسؤولون في جنوب أفريقيا إن أكثر من 40 دولة عبرت عن اهتمامها بالانضمام إلى بريكس. ومن بين هذه الدول طلب ما يزيد عن 20 دولة منها رسميا الانضمام ومن المتوقع أن ترسل دول أخرى وفودا إلى جوهانسبرغ.

جدول الأعمال

وتحتل القمة، التي تمتد 3 أيام تحت شعار "بريكس وأفريقيا" أهمية خاصة في ظل حرب روسيا على أوكرانيا والصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، إذ ترفع الدول الأعضاء بالمجموعة شعارات عالم أكثر توازنا وأمنا، وتدعو لإنهاء عصر القطب الواحد.

وسيشمل جدول أعمال القمة هذا العام احتمالات التوسيع المستقبلي للعضوية في بريكس، وهو ما أبدت الكتلة في وقت سابق انفتاحها عليه.

واسم "بريكس" مشتق من الأحرف الأولى لأسماء دولها الأعضاء بالإنجليزية: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

البيت الأبيض يعلق

وفي أول تعليق على انعقاد هذه القمة، رأى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن الولايات المتحدة تستبعد تحول مجموعة دول "بريكس" إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر.

وأضاف في إفادة صحافية "هذه مجموعة متنوعة من الدول.. لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة".


رويترز

يقرأون الآن