ما أن أعلن الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية في تغريدة له على موقع "أكس" (تويتر)، قبل أن يقوم بحذفها لاحقا، عن لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اجتمع مع نظيرته الليبية في إيطاليا الأسبوع الماضي، وأنهما ناقشا سبل التعاون المحتمل. حتى صدر بيان عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة يعلن فيه أنه أوقف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل احتياطيا وأحالها للتحقيق، وكلف وزير الشباب فتح الله الزاني مؤقتا بتسيير العمل بوزارة الخارجية.
وزارة الخارجية بحكومة الوحدة أكدت من جهتها عن "التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهذا موقف راسخ لا تراجع عنه".
وأعلنت في بيان نشرته على صفحتها الالكترونية، "أن الوزيرة نجلاء المنقوش رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرفٍ ممثلٍ للكيان الإسرائيلي ومازالت ثابتة على ذلك الموقف بشكل قاطع، ووفقا لنهج حكومة الوحدة الوطنية الليبية، والمواقف الراسخة في وجدان الشعب الليبي".
وبحسب البيان فإن ما حدث في روما هو "لقاء عارض غير رسمي وغير مُعَدْ مسبقاً، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات" وأضاف أن المنقوش أكدت فيه على "ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكل جَليْ و غير قابل للتأويل واللبس".
ونفت الخارجية الليبية، جملة وتفصيلا "ما ورد من استغلال من قبل الصحافة العبرية والدولية ومحاولتهم إعطاء الحادثة طابع اللقاء أو المحادثات أو حتى الترتيب أو مجرد التفكير في عقد مثل هكذا لقاءات".
#بيان | تؤكد الخارجية الليبية التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتشدد على تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهذا موقف راسخ لا تراجع عنه. pic.twitter.com/2FNnKkxCTx
— وزارة الخارجية والتعاون الدولي - دولة ليبيا ?? (@Mofa_Libya) August 27, 2023
والاعلان عن هذا اللقاء آثار موجة احتجاجات في الشارع الليبي مطالبة باقالة الوزيرة من منصبها. وقد تظاهر عدد من الاشخاص أمام مبنى وزارة الخارجية في العاصمة طرابلس.
#شاهد: إحتجاجات شباب مدينة #صبراتة ضد لقاء #نجلاء_المنقوش بوزير خارجية الكيان الإسرائيلي#ليبيا pic.twitter.com/Zz0ahm2OD4
— ليبيا لحظة بلحظة (@3dhzn) August 27, 2023
وفي السياق عينه، دعت رئاسة مجلس النواب الى عقد جلسة اليوم الاثنين لمناقشة تداعيات لقاء المنقوش مع وزير الخارجية الاسرائيلي.
وأثار الاجتماع الجدل لأن ليبيا لا تعترف رسميا بإسرائيل وهناك دعم شعبي واسع للقضية الفلسطينية. ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة لهم على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
وأدى الخلاف حول الاجتماع إلى تأجيج الأزمة السياسية في ليبيا، مما أعطى معارضو الدبيبة فرصة لانتقاده في وقت تثور فيه التساؤلات حول مستقبل حكومته المؤقتة.
ولا تزال ليبيا بدون حكومة مركزية مستقرة منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011. ولا تعترف بعض الفصائل الرئيسية بحكومة الدبيبة المؤقتة، التي تتولى السلطة منذ عام 2021، وهناك زخم سياسي متزايد لاستبدالها بإدارة جديدة بهدف إجراء انتخابات وطنية.
وحاول مكتب المنقوش في ساعة متأخرة من مساء الأحد تهدئة الغضب بالبلاد فقال إن الوزيرة رفضت طلبا لعقد اجتماع رسمي مع كوهين لكنهما التقيا خلال "لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقا أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي" أنطونيو تاياني.
لكن المسؤول الإسرائيلي شكك في هذه الرواية. وقال "تم التنسيق للاجتماع على أعلى المستويات في ليبيا واستمر قرابة ساعتين. يرى رئيس الوزراء الليبي أن إسرائيل هي جسر محتمل إلى الغرب وإلى الإدارة الأميركية".
وقال مسؤول ليبي ثان إن الدبيبة طلب من إيطاليا ترتيب الاجتماع أملا في الحصول على دعم أميركي ودولي أقوى لحكومته المؤقتة.
وأضاف المسؤول "الحكومة متخوفة أن الدعم الدولي يضعف او يختفي".
ومنذ عام 2020 طبعت إسرائيل العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان في إطار ما تسمى "اتفاقيات إبراهيم" التي توسطت فيها الولايات المتحدة.