لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

هدوء حذر في "عين الحلوة" .. ووقف إطلاق النار بدأ السابعة مساء

هدوء حذر في

من داخل مخيم عين الحلوة

بعد الاشتباكات العنيفة التي شهدها مخيم عين الحلوة، أكدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في صيدا مساء اليوم الجمعة التزام تثبيت وقف إطلاق النار.

وكان انتقل فتيل الاقتتال خلال النهار بين حركة "فتح" والإسلاميين داخل عين الحلوة من محور البركسات التعمير الطوارئ ليتمركز في محور حي حطين جبل الحليب، مسجلاً سلسلة خروقات لقرار وقف إطلاق النار حيث تسمع اصوات القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة. وبحسب المعلومات، أدت الاشتباكات منذ ليل أمس الى نحو 35 شخصا، واللافت في المعركة الأخيرة بحسب مسؤولين في حركة "فتح" أن المسلحين في المخيم من جنسيات مختلفة، وليسوا فقط من الفلسطينيين. 

وبحسب "المركزية"، أثمرت الاتصالات التي جرت على أعلى المستويات اللبنانية والفلسطينية اتفاقا على وقف اطلاق النار عند السابعة مساء في مخيم عين الحلوة.

وتتردد أصوات الإنفجارات بين الحين والآخر، بعد ليلة عصيبة، عاشها سكان المخيم بفعل الإشتباكات العنيفة التي دارت في أحياء عديدة، لاسيما البريكسات - الطوارئ، بستان القدس - الأمنية – التعمير.

ونهارًا، أدى الرصاص الطائش الذي طاول بعض أحياء مدينة صيدا خلال الجولة الثانية من الإشتباكات في مخيم عين الحلوة، إلى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه حيث تمّ نقله إلى مستشفى حمود في صيدا، وخضع لعملية جراحية في الرأس.

وكانت إحدى قذائف الإشتباكات سقطت صباحًا على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب بأضرار جسيمة في سطح المبنى، وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا.

وسجلت حركة نزوح كبيرة من مناطق الإشتباك باتجاه مناطق أكثر أمنا.

وكان تردد أن حركة فتح شنت هجومًا على مراكز لقوى إسلامية متشددة في المخيم بعد انتهاء المهلة التي منحتها الفصائل الفلسطينية للعناصر الإسلامية لتسليم المتورطين باغتيال القائد الميداني في المخيم اللواء أبو أشرف العرموشي.

ودعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في صيدا إلى ضرورة وقف إطلاق النار فورًا وإفساح المجال أمام الهيئة لأخذ دورها في تثبيت الأمن والإستقرار وتعزيز دورها في معالجة الأحداث الأخيرة في المخيم.

توضيح من "فتح" وفصائل منظمة التحرير

وصدر عن المكتب الإعلامي لقيادة حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان البيان الآتي:

"يتم التداول عبر مجموعات الواتسآب خبرًا مفاده أن الأخ فتحي أبو العردات قال عبر قناة الميادين: قرار الدخول إلى منطقة الطوارئ اتخذ بالإجماع ونحن نعرف مسبقًا نتيجة ماقد يحصل ولكن يجب علينا اجتثاث الإرهاب من جذوره لضبط الأمن في المخيم.

يهم المكتب الإعلامي لقيادة حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان التوضيح أن أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان الأخ فتحي أبو العردات لم يدلِ بأي تصريح لهذه القناة عن هذه القضية، والخبر عارِ من الصحة جملةً وتفصيلًا".

البزري

 واعتبر النائب عبد الرحمن البزري في بيان، أن "أحداث مخيم عين الحلوة الأخيرة والتي سبقتها هي دليل على وجود مشكلة أمنية سياسية في هذا المخيم تؤثر سلبا على سلامة الأهالي سواء في منطقة صيدا ومحيطها أم في مخيم عين الحلوة، وأضاف إن ما جرى بالأمس هو دليل على عدم نجاح مختلف الجهود التي بذلت مشكورة من القوى السياسية اللبنانية المحلية والوطنية والحكومية، إضافة إلى اللقاءات المتعددة في ما بين الفصائل الفلسطينية ، مشددا على أن المواطنين في مدينة صيدا ومنطقتها وفي مخيم عين الحلوة قد فقدوا صبرهم وثقتهم بالحلول المطروحة، ومن المفترض أن تقوم الدولة اللبنانية بمسؤوليتها كاملة تجاه مواطنيها وتجاه المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين في حمايتهم وحماية استقرار أمن ومصالح مدينة صيدا ومنطقتها".

وختم البزري معتبرا أن "الخاسر الأكبر هو صيدا الحاضنة الأساسية للقضية الفلسطينية في لبنان، وأن ما يحدث يصب في خانة العدو الإسرائيلي".

الأمم المتحدة

ووجه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، نداءً عاجلًا لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا.

وجاء في النداء: "إن الإشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين، إلى جانب الإستيلاء المستمر على ثماني مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول ما يقرب من 6,000 طفل إلى مدارسهم على أعتاب العام الدراسي".

وأضاف: "يجب أن تكون المؤسسات التعليمية مساحات آمنة ومحايدة، وهي ضرورة ملحة لتعلم الأطفال وعافيتهم ونموهم. إن استخدام المجموعات المسلحة للمدارس هو بمثابة انتهاك صارخ لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، كما يعرض حقّ الأطفال في الحصول على بيئة تعليمية آمنة للخطر ويهدد مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم ككل".

وطالب ريزا المجموعات المسلحة "بوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء هذه المدارس فورًا، وتسهيل عمل الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية من أجل توفير الحماية والمساعدة الضروريتين لكل العائلات المحتاجة في المخيم".

وأكد أن "حماية المدنيين، بما في ذلك الأطفال، وضمان وصولهم إلى المدارس في مأمن من جميع أشكال العنف والإستغلال، هي مسؤولية مشتركة. يجب على جميع الجهات الفاعلة المعنية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ووضع حدّ لاستخدام البنى التحتية المدنية لأغراض القتال".

المفتي سوسان اتصل برئيس الحكومة 

من جهته، أجرى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، إتصالًا هاتفيًا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي وضعه خلاله بأجواء الوضع في مدينة صيدا أعقاب تجدد الإشتباكات.

وتمنى سوسان على ميقاتي "العمل بكل الوسائل المتاحة للضغط من أجل وقف هذا النزف الأمني لصيدا من خاصرتها الفلسطينية، وأن تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها في هذا المجال".

كما أجرى المفتي سوسان مروحة إتصالات، مع كل من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والنائب أسامة سعد وبهية الحريري ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بسام حمود.

الجامعة اللبنانية

ونتيجة للمستجدات الأمنية في المخيم، أصدرت الجامعة اللبنانية بيانًا أعلنت فيه أنه "بسبب الأوضاع الأمنية المستجدة في صيدا، وحرصًا على سلامة الطلاب والعاملين، تُقفل فروع الجامعة اللبنانية في مدينة صيدا اليوم الجمعة، كما وتؤجل الإمتحانات التي كانت مقرّرة اليوم إلى موعد لاحق على أن تصدر رئاسة الجامعة اللبنانية بيانات لاحقة وفق تطور الأوضاع"، متمنيةً للجميع السلامة والأمان.

يقرأون الآن