يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين، وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين دمرت منازلهم جراء تلك الكارثة التي خلفت 2862 قتيلاً و2562 مصابا.
وفي انتظار انتشار فرق الإنقاذ الأجنبية على الأرض، بدأت السلطات المغربية في نصب الخيم في الأطلس الكبير حيث دمرت قرى بكاملها جراء الزلزال.
ويعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة. لاسيما أن الأمل بدأ يتضاءل، إذ تشكل الأيام الثلاثة التي تعقب أي زلزال، مرحلة مهمة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
وبعد استجابة أولية وصفها بعض الناجين بأنها بطيئة للغاية، بدا أن جهود البحث والإنقاذ تتسارع اليوم الاثنين، مع ظهور مخيمات نُصبت بها خيام في بعض المواقع حيث أمضى الناس ثلاث ليال في العراء.
وأظهر مقطع مصور من تصوير القناة التلفزيونية الثانية بالمغرب طائرة هليكوبتر عسكرية تحلق فوق منطقة بالقرب من مركز الزلزال وتسقط بعض حزم الإمدادات الأساسية للأسر المنعزلة.
نظرا لأن معظم المناطق التي ضربها الزلزال تقع في أماكن يصعب الوصول إليها، لم تصدر السلطات أي تقديرات لعدد الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
* تضرر التراث
بسبب الطرق المسدودة أو التي سقطت عليها الصخور، زادت صعوبة الوصول إلى الأماكن الأكثر تضررا.
وتدريجيا، بدأ يظهر الضرر الذي ألحقه الزلزال بالإرث الثقافي في المغرب بالزلزال حيث تضررت بنايات في المدينة القديمة بمراكش المصنفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). كما ألحق الزلزال أضرارا كبيرة بمسجد تينمل التاريخي الذي يعود للقرن الثاني عشر والواقع في منطقة جبلية نائية قرب مركز الزلزال.
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن هذا الزلزال هو الأشد فتكا في المغرب منذ عام 1960 عندما أدت هزة كبيرة لمقتل 12 ألفا على الأقل، وبأنه الأقوى هناك منذ عام 1900 على الأقل.
وقال المتحدث باسم الحكومة مصطفى بايتاس في بيان بثه التلفزيون أمس الأحد إن كل الجهود تبذل على الأرض.
وقال الجيش في المغرب إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ ويوفر مياه الشرب ويوزع الأغذية والخيام والأغطية.
ولم يدل العاهل المغربي محمد السادس بأي بيان إلى الأمة منذ وقوع الكارثة، فيما قال رئيس الوزراء عزيز أخنوش لوسائل الإعلام المحلية إن الحكومة ستعوض الضحايا، لكنه لم يقدم تفاصيل تُذكر.
وقبل المغرب عروضا للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا، اللتين أرسلتا متخصصين في البحث والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب مدربة، ومن الإمارات ومن قطر التي قالت أمس الأحد إن فريقا للبحث والإنقاذ في طريقه إلى المغرب.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيفرج عن مليون يورو (1.07 مليون دولار) مبدئيا لمنظمات إغاثة غير حكومية عاملة بالفعل في المغرب وإنه على اتصال بالسلطات المغربية لتقديم المساعدة الكاملة لها في مجال الحماية المدنية إذا احتاجتها.
وذكر التلفزيون الحكومي أن الحكومة قيّمت احتياجاتها من المساعدات وتأخذ بعين الاعتبار أهمية تنسيق جهود الإغاثة قبل قبول المساعدات وأنها ربما تقبل عروضا بالمساعدة من دول أخرى وستعمل على تنسيقها إذا اقتضت الحاجة.
وقللت فرنسا وألمانيا من أهمية عدم قبول المغرب على الفور لعروضهما لتقديم المساعدات.
وقالت ألمانيا اليوم الاثنين إنها لا ترى ما يشير إلى أن قرار المغرب كان سياسيا لأنها تعلم من واقع خبرتها مع السيول القوية التي تعرضت لها في عام 2021 أن تنسيق المساعدات مهم لتجنب عرقلة فرق الإنقاذ لجهود بعضها البعض، بينما قالت فرنسا أمس إنها مستعدة لتقديم المساعدة متى طلب المغرب منها ذلك رسميا وإن أي جدل بشأن هذه القضية هو جدل "في غير محله".
وتوترت العلاقة بين باريس والرباط في السنوات الماضية خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، وهي منطقة متنازع عليها يريد المغرب أن تعترف بها فرنسا منطقة مغربية. وليس للمغرب سفير في باريس منذ كانون الثاني/يناير.