دخل قرار اتفاق وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة، اليوم الخميس، والذي تم التوصل اليه في الاجتماعين اللذين عقدهما رئيس مجلس النواب نبيه بري مع كل من عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق، حيز التنفيذ عند السادسة من مساء اليوم.
ويشهد المخيم هدوءا يخرقه أصوات قنابل بين الفينة والأخرى، على أمل أن لا تنهار الهدنة كما في كل محاولة. وأفادت معلومات بتجدد الاشتباكات مساء على الرغم من سريان وقف إطلاق النار، حيث يتم سماع دوي قذائف ورشقات نارية من داخل المخيم، إلا أن الإشتباكات أقل وتيرة مما كانت عليه قبل موعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت أوساط حركة فتح الى أنها ستعطي الطرف الآخر "فرصة أخيرة لتثبيت قرار وقف النار وتسليم قتلة العرموشي وإخلاء المدارس من المسلحين".
فيصل
وبعد الاعلان عن وقف اطلاق النار، أفاد نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، علي فيصل، أنه اتصل هاتفيا برئيس مجلس النواب نبيه بري، شاكرا له "الجهود المقدرة من الشعب الفلسطيني وقواه، والتي توجت بوقف شامل لاطلاق النار في مخيم عين الحلوة".
واكد بري خلال الاتصال - بحسب البيان الصادر عن فيصل - أنه "سيتابع في شكل شخصي قرار وقف اطلاق النار"، مشددا على "ضرورة التزام الجميع بهذا القرار نظرا لخطورة استمرار الاحداث وتداعياتها على القضية الفلسطينية".
كما وأجرى فيصل للغاية نفسها، عدداً من الاتصالات مع قوى لبنانية وفلسطينية ومع شخصيات وفعاليات نيابية وحزبية وروحية، بهدف "ضمان احترام وقف اطلاق النار وحماية مخيم عين الحلوة واهله من كل عبث بأمنه واستقراره، وتعزيز امن واستقرار الجوار اللبناني".
الاسبوع الاول
وكانت أنهت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بجولتها الراهنة اسبوعها الاول في غياب الحلول وتعثر كل المحاولات لكف الاحداث الدامية واستمرارها في ظل تداعيات الازمة التي تعيشها صيدا والمنطقة بأكملها جراء هذه الاشتباكات التي وصلت الى ذروتها عصر أمس باحتدام جبهات ومحاور القتال دفعة واحدة دامت حتى ما بعد منتصف الليل لتتوقف على جبهة حي حطين - جبل الحليب من الجهة الجنوبية - الشرقية للمخيم وتستمر متقطعة على المقلب الآخر من الجهة الشمالية في محور البركسات - الطوارىء، استخدمت خلالها القنابل المضيئة للمرة الأولى في سماء المخيم وأُدخلت أنواع جديدة من قذائف المدفعية والصاروخية التي كان يسمع دوي انفجارها في أماكن بعيدة من عمق الجنوب، ما أدى الى اشتعال الحرائق داخل المنازل الواقعة في محاور الاقتتال والاماكن المستهدفة، وموجة نزوح كثيفة للأهالي التي شملت احياء جديدة نتيجة اشتداد القصف العشوائي الذي طالها .
الجولة التي وصفت بالأعنف تجددت صباحا على المحاور كافة. أما حصيلتها منذ اندلاعها الخميس الماضي فهي 15 قتيلا وأكثر من 150 جريحًا.
قائد الجيش في صيدا
ولأول مرة منذ اندلاع الإشتباكات تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون لواء المشاة الأول واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل مخيم عين الحلوة.
حركة حماس عند بري
دان عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق بعد لقائه الرئيس نبيه بري، "كل عمليات إطلاق النار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في مخيم عين الحلوة، ونعتبرها عمليات مشبوهة لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، ولا بفرض الأمن ولا بأي شكل من الاشكال أن يهجر الشعب الفلسطيني وان يقصف أبناؤه وأن تراق الدماء من أي طرف من الأطراف هذا ليس عملاً وطنياً وليس له من الأمن نصيب .
الجماعة والتنظيم الناصري
أوضاع مخيم عين الحلوة كان محور اللقاء الذي جمع نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان بسام حمود وأمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد.
وجدد الطرفان" دعوتهما لوقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ مندرجات الإجماع الفلسطيني ببنوده الخمسة والتي جرى التأكيد عليها في إجتماعات هيئة العمل الفلسطيني المشترك وفي اللقاءات الرسمية اللبنانية والسياسية الصيداوية".
وأكدا أن "الخاسر الأكبر من هذه الإشتباكات هي القضية الفلسطينية التي يسعى الكثيرون للقضاء عليها من خلال تدمير مخيم عين الحلوة لما يشكله من عاصمة للشتات الفلسطيني وعنوان للجوء وحق العودة".
وحذّرا من أن "صيدا الضنينة بمخيم عين الحلوة والحاضنة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة لم تعد تستطيع السكوت عما يصيبها في أمنها وإستقرارها وإقتصادها".
وأعلن الطرفان بقاء إجتماعاتهم مفتوحة ووضع جهودهما المشتركة وإستمرار إتصالاتهما مع كل القوى المعنية توصلاً لإعادة تثبيت وقف إطلاق النار والعمل على تنفيذ مقررات الإجماع الفلسطيني وعودة الهدوء والإستقرار إلى المخيم وصيدا والجوار.
الجهاد وحماس
ما يجري في المخيم كان مدار بحث أيضا بين الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" زياد النخالة، ووفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة نائب رئيس الحركة في الخارج وعضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، ضم رئيس دائرة العلاقات الوطنية في الخارج علي بركة، وممثل الحركة في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي.
توقف الجانبان في بيان مشترك، عند "خطورة ما يحصل في مخيم عين الحلوة من اشتباكات مستنكرة أدت إلى وقوع العشرات من القتلى والجرحى من أبناء المخيم والجوار، وتدمير المنازل والممتلكات، وتهجير أهلنا الشرفاء، وتعطيل حياة الناس والإضرار بمصالحهم، وإقفال المدارس والمؤسسات".
وأكد الجانبان في البيان أن "الاقتتال ضد إرادة الشعب الفلسطيني، ولا يخدم إلا العدو الصهيوني والمشاريع المشبوهة التي تستهدف المخيمات الفلسطينية، من أجل شطب قضية اللاجئين، وتمرير مشاريع التهجير والتوطين المرفوضة جملة وتفصيلاً وأن استمرار الاشتباكات يستهدف الحال الوطنية الفلسطينية في المخيمات، ويستهدف الأمن والاستقرار في لبنان، ويضر بالمصلحة الوطنية والقضية الفلسطينية".
ودان الطرفان "أي اقتتال داخلي من أيٍّ كان"، وطالبا الجميع بوقف فوري لإطلاق النار، وناشدا "قوى المقاومة الفلسطينية إلى رفع الغطاء عن كل المتورطين في هذه الاشتباكات، وإلى رصّ الصفوف وتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني وحده وضرورة توقيف المتورطين في الجرائم، وتسليمهم إلى الجهات اللبنانية المختصة، لا يبرر ما يحدث من تهديد للسلم الأهلي في المخيم والجوار، ولا يمكن أن يكون على حساب مخيماتنا وشعبنا وأشقائنا اللبنانيين".
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
إعتبرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أن "ما يجري في مخيم عين الحلوة، من اشتباكات دموية وما تلحقه من مآس ودمار وسفك للدماء، يسيىء لنضال شعبنا ومسيرته الكفاحية، ويصب في خدمة الأجندات المعادية الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية، وفي القلب منها قضية اللاجئين".
وفي بيان صادر عن قيادتها في لبنان، دعت الجبهة المتقاتلين إلى "الالتزام التام بوقف إطلاق النار، وتطبيق كل ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات المتتالية لهيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، بمشاركة وحضور ممثلين عن القوى والأحزاب والأجهزة الأمنية اللبنانية لا سيما تسليم المتهمين بجريمتي اغتيال أبو أشرف العرموشي ورفاقه، وعبد الرحمن فرهود إلى الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية، وإنهاء كل المظاهر العسكرية، والعمل فوراً على تسهيل عودة النازحين إلى بيوتهم في المخيم"،
ولفتت الجبهة في بيانها إلى ان "اندلاع الأزمة الأخيرة في مخيم عين الحلوة، وفي هذا التوقيت بالذات، يثير العديد من الشكوك وعلامات الاستفهام، خاصةً في ظل ما يعانيه لبنان الشقيق رسمياً وشعبياً من أزماتٍ اقتصادية واجتماعية، وخلو سُدَّة الرئاسة وتداعياتها على مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية، و تصاعد الهجمة الصهيونية الشرسة ضد شعبنا الفلسطيني داخل الوطن المحتل، بهدف كسر إرادة شعبنا وقواه المقاومة، ومحاولات إحياء مشاريع التقسيم والفدرلة، وإعادة رسم خارطة المنطقة وفقاً لرغبات الإدارة الاميركية، وأدواتها في المنطقة والعالم، وعليه دعت الجبهة كل مكونات وقوى شعبنا السياسية والاجتماعية إلى تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا لشعبنا، والحفاظ على أمن المخيم واستقراره، والعمل الفوري على وقف نزف الدماء، وتدمير الممتلكات، والعمل فوراً على إعادة ابناء شعبنا الى منازلهم وبيوتهم، وتأمين الحد الأدنى من العودة الكريمة".
وعبرت الجبهة عن "شجبها واستنكارها الشديدين لما تعرضت له مراكز الجيش اللبناني المحيطة بالمخيم، وأعربت عن تضامنها التام مع جرحى الجيش، متمنيةً لهم الشفاء العاجل".
كما وشجبت "القذائف العشوائية والرصاص الطائش الذي طال مدينة صيدا وقراها وبلداتها، وما ألحقته من اصابات واضرار مادية معنوية"،
وختمت الجبهة بيانها بتأكيد "مواقفها الثابتة بحرمة الدم الفلسطيني، وبأن البنادق الشريفة يجب ان تبقى وجهتها الدائمة صدور الصهاينة"، مشددةً على "أهمية التوافق الفلسطيني الشامل لمحاصرة واسقاط أية أجندات تسيء لوحدة شعبنا وكفاحه العادل"، وأعربت عن "ثقتها بقدرة وصلابة شعبنا لا سيما أبناء شعبنا في مخيم عين الحلوة على تحمل كل الصعوبات رغم مرارتها، وبأنهم سيبقون أبداً متمسكين بالعهد والقسم، وبحلم العودة الى فلسطين مهما طال الزمن وغلت التضحيات".
الملتقى العربي الوحدوي
بدوره،علق الملتقى العربي الوحدوي على "تجدد المعارك الشرسة بين الحين والآخر، بين فصائل فلسطينية مسلحة داخل مخيم عين الحلوة الذي يضم عدد من اللاجئيين الفلسطينين في لبنان"، معلناً أنه "من خلال متابعته للمعارك الاخيرة من الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، توصل إلى أن هذه المعارك قد جرى التخطيط لها من قبل جهات اقليمية ودولية على إرتباط ببعض الفصائل وبإتفاق مع بعض الجهات في السلطة اللبنانية، وقد كان الاستعداد المسبق للاونروا بتأجير مدارس خارج مخيم عين الحلوة إحدى اهم الإشارات على أن مشروع الاقتتال الاخير، مشروع أميركي".