احتجزت قوات أمن إيرانية والد مهسا أميني لفترة وجيزة اليوم السبت وسط وجود أمني مكثف في المناطق التي يقطنها غالبية من الأكراد في البلاد في الذكرى الأولى لوفاة ابنته أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها، ما أشعل فتيل أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ سقوط نظام شاه إيران عام 1979.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من "المناهضين للثورة" و"الإرهابيين" في مدن إيرانية مختلفة، مضيفة أنها أحبطت مخططات لإثارة اضطرابات حول مظاهرات غير قانونية.
وقالت جماعات حقوقية إن قوات الأمن انتشرت بكثافة في المناطق ذات الغالبية الكردية في إيران اليوم تحسبا لاندلاع اضطرابات في الذكرى الأولى لوفاتها.
وفي مدينة سقز، مسقط رأس أميني في شمال غربي إيران، ذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن طلقة خرطوش أطلقتها الشرطة على رجل "تجاهل تحذيرها" أدت إلى إصابته بجرح بالغ. وأضافت أن الرجل موجود في وحدة للرعاية الفائقة بعد خضوعه لعملية جراحية، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وأظهرت لقطات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ما بدا أنها احتجاجات في مناطق من بينها جوهردشت، وهو أحد أحياء مدينة كرج غربي العاصمة طهران، وفي مدينة مشهد في شمال شرقي البلاد.
وأظهر تسجيل مصور منشور على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من المتظاهرين في جوهردشت وهم يهتفون "نحن أمة عظيمة، وسوف نستعيد إيران" بينما يطلق سائقون أبواق سياراتهم ويهتفون تشجيعا لهم. ولم تتمكن رويترز حتى الآن من التحقق من صحة هذا الفيديو.
ومع حلول المساء، بدا أن الوجود الأمني المكثف في المناطق ذات الأغلبية الكردية في إيران قد ردع خروج مسيرات احتجاجية واسعة النطاق، لكن جماعات حقوق الإنسان أفادت بوقوع مواجهات متفرقة في عدة مناطق بالبلاد.
وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان إن أمجد أميني تلقى تحذيرا من إحياء الذكرى السنوية الأولى لوفاة ابنته قبل إطلاق سراحه. ونفت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء القبض عليه، لكنها لم تذكر ما إذا كان قد احتجز لفترة وجيزة أو تلقى تحذيرا.
وتحدثت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير لجماعات حقوقية في وقت سابق عن تمركز قوات الأمن حول منزل أميني في سقز.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان أمس الجمعة: "قصة مهسا لم تنته بموتها الوحشي. لقد ألهمت حركة تاريخية، المرأة والحياة والحرية، والتي أثرت على إيران وأثرت على الناس في جميع أنحاء العالم".
ونقلت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي عن والد أميني ووالدتها قولهما في بيان الأسبوع الماضي إنه على الرغم من تحذيرات الحكومة، فإنهما سيقيمان "مراسم تقليدية ودينية لإحياء الذكرى" عند قبر ابنتهما في سقز.
وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، عقوبات أخرى على إيران قبيل الذكرى السنوية الأولى لوفاة مهسا أميني، وهي شابة إيرانية كردية لقيت حتفها أثناء احتجاز "شرطة الأخلاق" لها، مما أثار احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت شهورا وهو ما واجهته السلطات بحملة قمع اتسمت في كثير من الأحيان بالعنف.
وتوفيت أميني (22 عاما) في 16 أيلول/سبتمبر الماضي بعد اعتقالها بتهمة مخالفة قواعد الزي الإلزامية في إيران وأشعلت وفاتها فتيل احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت شهورا وتحولت إلى أبرز مظهر لمعارضة السلطات الإيرانية منذ سنوات.
وانتشرت قوات أمن إيرانية في مسقط رأس أميني تحسبا لاضطرابات في اليومين المقبلين.
?According to the received video, the citizens on the road leading to the checkpoint of the IRGC at the entrance of the city of Piranshahr announced their protest through continuous honking.
— ali_naseri (@alireigns1011) September 15, 2023
Friday evening, September 15, 2023
Source: HengawO #مهسا_امینی#IRGCterrorists pic.twitter.com/uPQMCD4iQx
وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا إلى جانب الاتحاد الأوروبي عدة حزمات من العقوبات على إيران، وعزت ذلك إلى حملة القمع الواسعة والتي اتسمت في كثير من الأحيان بالعنف ضد الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان "إن وفاة مهسا المأساوية وغير المبررة أثناء احتجاز ما تسمى 'شرطة الأخلاق' الإيرانية لها أثارت احتجاجات في أنحاء إيران قوبلت بعنف لا يوصف واعتقالات جماعية وقطع متكرر لخدمات الإنترنت ورقابة من جانب النظام الإيراني".
وأضاف "سنواصل اتخاذ الإجراءات المناسبة، إلى جانب شركائنا الدوليين، لمحاسبة أولئك الذين يمنعون الإيرانيين من ممارسة حقوق الإنسان" مشيرا إلى عقوبات فرضتها كندا وأستراليا وشركاء آخرون هذا الأسبوع.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان منفصل إنها فرضت عقوبات على 29 فردا وكيانا على صلة "بالقمع العنيف" للاحتجاجات في إيران في أعقاب وفاة أميني فضلا عن إسكات طهران للأصوات المعارضة وفرض قيود على الوصول لخدمات الإنترنت.
وذكرت الوزارة أن العقوبات تشمل 18 عضوا بارزا في الحرس الثوري الإيراني وقوات إنفاذ القانون بالإضافة إلى رئيس منظمة السجون الإيرانية. كما تستهدف العقوبات مسؤولين متورطين في قطع خدمات الإنترنت في إيران بالإضافة إلى عدد من وسائل الإعلام.
وشملت قائمة العقوبات المتحدث باسم قوات إنفاذ القانون سعيد منتظر المهدي وقادة آخرين في هذه القوات والحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى رئيس منظمة السجون الإيرانية غلام علي محمدي.
ومن بين المشمولين بالعقوبات أيضا الرئيس التنفيذي لشركة دوران سوفتوير تكنولوجيز علي رضا عبدي نجاد بالإضافة إلى مؤسسات إعلامية تسيطر عليها الدولة مثل برس تي.في ووكالتي أنباء تسنيم وفارس.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية براين نيلسون في البيان "ستواصل الولايات المتحدة... اتخاذ إجراءات جماعية ضد أولئك الذين يمنعون الإيرانيين من ممارسة حقوقهم الإنسانية".
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن واشنطن ستفرض المزيد من العقوبات في الأيام المقبلة.
وأضاف "سنواصل فرض عقوبات على سلوك إيران، سواء كان يمثل انتهاكا للمعايير الأساسية لحقوق الإنسان الواردة في الإعلان العالمي أو كان مرتبطا بالعمل الذي تقوم به إيران بتزويد روسيا بالأسلحة لقتل المدنيين الأوكرانيين، وسنعلن المزيد من العقوبات في الأيام المقبلة".
#Iran #Kurdistan
— Kolbarnews English (@Kolbarnews_En) September 15, 2023
❗️Deploying "#Tank" #armored vehicles by the #Iranians #oppressor #regime in the Aichi Cemetery in #Saqqez.#Aichi Cemetery is the place of #Jina_Amini's grave and several other #Martyrs of the #WomenLifeFreedom movement.#Kolbarnews #JinaAmini #MahsaAmini… pic.twitter.com/Txu9SYZZ6t
واتخذت الولايات المتحدة عدة إجراءات للحيلولة دون تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة، مما يعكس مخاوفها من التعاون العسكري بين طهران وموسكو واستخدام روسيا للطائرات المسيرة إيرانية الصنع في صراعها مع أوكرانيا.
وأعلنت بريطانيا في بيان منفصل فرض عقوبات على كبار صناع القرار الإيرانيين الذين يطبقون قانونا يفرض ارتداء الحجاب في إيران، ومن بينهم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ونائبه ورئيس بلدية طهران ومتحدث باسم الشرطة الإيرانية.
وتضمنت حزمة العقوبات التي أعلنتها كندا اليوم الجمعة ستة أفراد، وهذه الحزمة هي الرابعة عشرة التي تفرضها على إيران منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقالت الحكومة الكندية إن من بين المشمولين بالعقوبات أعضاء في الحرس الثوري الإيراني و"المجلس الأعلى للثورة الثقافية".