رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن "إسرائيل تتقاسم مع الدول العربية الكثير من المصالح المشتركة، ممّا سيسمح بالتوصل لسلام أوسع نطاقًا".
وأضاف نتنياهو في خطابه أمام الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الجمعة، أن "السلام مع الدول العربية سيزيد من احتمالات التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين".
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه "يجب ألا تحظى فلسطين بحق النقض على اتفاقيات السلام مع الدول العربية".
ولفت إلى أنه "نقترب من التوصل إلى السلام مع المملكة العربية السعودية، ممّا سيفتح المجال أمام السلام في عموم المنطقة، والسلام بين السعودية وإسرائيل سيخلق شرق أوسط جديدًا".
ودعا نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى "التخلي عن بث الكراهية"، كما دعا الفلسطينيين إلى "الإعتراف بحق اليهود في قيام دولتهم".
وفي ما يخص إيران، قال نتنياهو إن طهران ستعمل على تقويض السلام واتهمها بانتهاك الإتفاق النووي بدون فرض أي عقوبات عليها.
ومن المرجح أن يتطلب مثل هذا الاتفاق المعقد دعما كبيرا من المشرعين الأميركيين، وهو أمر صعب مع الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024.
وبينما نسب نتنياهو الفضل إلى ترامب في الاتفاقات السابقة، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يأمل أن تتوصل الإدارة الأميركية الحالية إلى هذا الاتفاق على الرغم من إصرار المسؤولين الأميركيين على أن الطريق لا يزال طويلا وأنه لا يوجد ضمان للنجاح.
وقال "أعتقد أنه يمكننا تحقيق السلام مع السعودية بقيادة الرئيس بايدن".
ورغم إعلان نتنياهو استعداده للسعي نحو التوصل إلى تسوية ما مع الفلسطينيين، الذين ترفض الحكومة الإسرائيلية المنتمية لليمين المتطرف إقامة دولة لهم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "يتعين ألا نعطي للفلسطينيين حق الاعتراض على معاهدات السلام الجديدة مع الدول العربية".
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "واهم من يظن أن السلام ممكن أن يتحقق في الشرق الأوسط دون أن يحصل شعبنا على كامل حقوقه".
* مسعى إيراني لإفشال المساعي
قال نتنياهو إن إيران تسعى لإفشال اتفاق السلام مع السعودية. وكثيرا ما يستخدم نتنياهو منصة الأمم المتحدة للتحذير من إيران.
لكنه قال إن التطبيع يجري العمل عليه بالفعل، مشيرا إلى الممر الجوي الحالي لشركات الطيران الإسرائيلية فوق الأراضي السعودية والخطة الطموح التي أعلنها بايدن هذا الشهر لجعل البلدين جزءا من شبكة للسكك الحديدية والشحن من شأنها أن تمتد من الهند إلى البحر المتوسط.
وأوضح نتنياهو مشروع السكك الحديدية من خلال رسم خط أحمر على خريطة للمنطقة في محاكاة لخطاب ألقاه في الأمم المتحدة عام 2012 رسم خلاله "خطا أحمر" لمسعى إيران النووي.
وقال "اليوم أحمل هذا القلم الأحمر لإظهار نعمة عظيمة"، واصفا التطبيع مع السعودية بأنه "تغيير استثنائي، وتغيير هائل، ومحور آخر للتاريخ".
وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، قال نتنياهو إنه "مسرور" لسماع التصريحات الإيجابية التي أدلى بها ولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للملكة، في مقابلة سابقة مع الشبكة الأميركية.
وقال نتنياهو في أجزاء من مقابلة ستبث بالكامل في وقت لاحق اليوم الجمعة "(أريد) استعارة عبارة، وهي أنني أعتقد أننا نقترب من السلام في كل يوم".
وأضاف نتنياهو أنه لا يريد "التقليل من العقبات التي تواجهنا". لكنه شدد على أنه وبايدن ومحمد بن سلمان "يريدون بشدة التوصل إلى نتيجة"، قائلا "أعتقد أن هذا يزيد حقا من احتمال نجاحنا".
وبعد وقت قصير من خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، قال مكتبه إن رئيس الوزراء أخطأ عندما قال إن "إيران يجب أن تواجه تهديدا نوويا حقيقيا" لمنعها من الحصول على سلاح نووي.
وقال مكتب نتنياهو إنه أخطأ في قراءة النص الذي أعد مسبقا والذي يدعو إلى "تهديد عسكري حقيقي" ضد البرنامج النووي الإيراني.
وكانت تلك الكلمات متوافقة مع ما صرح به نتنياهو في كثير من الأحيان قبل ذلك.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك قنبلة نووية. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف امتلاكها أسلحة نووية لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط.