إعتبر النائب ملحم الحجيري أنه "في زمن العزة مع عبد الناصر كانت اللاءات الثلاث "لا صلح لا تفاوض لا اعتراف بالعدو الصهيوني" و "ما أوخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، أما في زمن الخيانة فبلغنا منحى خطيرا حيث تشرع عواصم عربية أبوابها للعدو وتهرول دول عربية إلى التطبيع والتحالف مع هذا الكيان الغاصب لأرضنا في فلسطين".
وقال في ذكرى رحيل جمال عبد الناصر: "في مثل هذا اليوم قبل 53 عاماً رحلَ عنا بطل العروبة الثائر وأشرف رجالات الأمة العربية جمال عبد الناصر، الذي أحوج ما نكون اليوم لاستعادة نهجه الثوري التحرري ومشروعه النهضوي والعودة إلى فكره ومبادئه في هذه المنعطفات الحادة والمصيرية التي تمر بها أمتنا العربية. جمال عبد الناصر الرجل الذي غير مجرى التاريخ، أنفقت المخابرات المركزية الأميركية والبريطانية والعالمية وبسخاء مالي رجعي عربي قل نظيره، المليارات لتشويه صورته وثورته. لكنهم عبثا حاولوا، فبقي هذا الرجل بعد مضي أكثر من نصف قرن على رحيله رمزا للكرامة ورمزا لكل الأحرار والثوار ليس في عالمنا العربي وحسب، إنما على مستوى أحرار العالم. ويكفيه فخرا ما يقوله عنه اليوم ثوار إفريقيا المنتفضين بوجه الإستعمار الغربي وهم يستلهمون ثورته من أجل حرية الإنسان وكرامته. وبقيت صورته ترفعها الجماهير العربية في ميادين النضال العربي من أجل حريتها وتحررها والعدالة الاجتماعية وحق الشعوب في التحرر والتنمية والثروة الوطنية وبناء مجتمع الكفاية والعدل، ومن أجل تحرير فلسطين. نعيش راهناً مأسوياً وكأن عصور الرد والخيانة والانحطاط قد تجمعت جميعها في هذا الزمن الرديء. أين كنا وأين أصبحنا؟".
أضاف: "في هذا الزمن نعيش مأساة التشظي والعصبيات الإثنية والطائفية والمذهبية والكيانية على حساب وحدة العرب وموقفهم وتسرق الثروات وتبدد الأموال وتدمر الدول وتحتل من العراق الى ليبيا وتكثر الفتن والحروب الأهلية، وقد هالنا ان لوثة النظام الرسمي الرجعي العربي قد انتقلت عدواها إلى قوى ثورية عربية، وقد هالنا ان بعض من حملوا يوماً راية الناصرية، باتوا من حيث لا يحتسبون ابواقاً للمستعمرين الجدد وانقلبوا على المبادئ ينشدون عصبيات كيانية ومذهبية، كأنهم لم ينهلوا يوما من معين فكر عبد الناصر الثوري التحرري الوحدوي التقدمي الاشتراكي المواجه للمستعمرين ومن أجل تحرير فلسطين ومن أجل اقامة عدالة اجتماعية. ان الفرق بين زمن كان فيه للعرب قوتهم وكرامتهم وعزتهم وكلمتهم وشموخهم و"ارفع رأسك يا أخي فقد ولى عهد الاستعمار" وزمن عار مثقل بالردة والذل والتخلف والاستباحة والاحتلال، الفرق هو.. جمال عبد الناصر حي جمال عبد الناصر ميت. يعيش جمال عبد الناصر ولتخلد ذكراه".