أكد رئيس حزب "التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط، بعد الاجتماع الاستثنائي للهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي، على "الحراك السلمي في جبل العرب "السويداء" وتفادي الصراعات الداخلية وغير الداخلية".
وقال: "إجتمعنا في هذه الدار الكريمة وتشاورنا حول شتّى الأمور الداخلية التي تتعلّق بطائفة الموحدين الدروز والبلاد وكانت جلسة مفيدة ولا بدّ من تكرار مثل هذه الجلسات".
وشهد الإجتماع حضور شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، الذي شدد على "ضرورة تعيين رئيس للاركان في الجيش احتراماً للموقع واحتراماً للمؤسسة العسكرية"، معرباً عن أسفه، "لما آلت إليه الأمور السياسية في لبنان".
وأكد أهمية هذا اللقاء، في ظل "ما نشهده في بلدنا والجوار وفي المنطقة بأسرها والعالم من تغيرات وتجاذبات في أكثر من قضية وأكثر من بلد، وفي ظل ما نواجهه من هموم وتحديات اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية ومعيشية، وحتى مناخية وبيئية، نرى أن هناك مسؤولية محتمة علينا جميعا، كقيادة سياسية ومشيخة روحية ومجلس مذهبي ومجتمع توحيدي وطائفة وطنية عربية إسلامية أصيلة ولاحمة، مسؤولية وواجبا بأن نتصدى لجملة مواضيع عامة لا يمكننا تجاهلها، ولا بد من بحثها ومعالجتها، تبصرا بالواقع واستدراكا لما هو آت".
وتابع: "لن أتكلم طويلا في الموضوع السياسي، فأنتم أدرى به، والواقع السياسي المأزوم على مرأى ومسمع من الجميع، لكن لا بد من الإعراب عن أسفنا لما آلت إليه الأمور السياسية في لبنان من تعقيد وتعنت وانسداد أفق وغياب للحوار وعجز عن التفاهم وإفشال لكل مساعي التسويات المطروحة والممكنة لسد الفراغ الرئاسي وتسيير عجلة الدولة ووقف الانهيار المالي. وفي الوقت نفسه، لا بد من تقدير الدور الوطني الوسطي المتوازن الذي تقومون به في مقدمة عقلاء هذه البلاد، حصرا للتجاذبات وسعيا لإنقاذ الوطن من الفراغ والفوضى وانهيار المؤسسات، على أمل أن يبادر جميع المسؤولين في الداخل إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا وتسهيل سبل الحلول لتمهيد الطريق للتدخل الخارجي المطلوب".
وأردف ابي المنى: "سأحاول أن أطرح بعض الأفكار تمهيدا لنقاش مجد ومفتوح حول الوضع الراهن، ورغبة في الاستماع إلى رأي وليد بك في الدرجة الأولى، وهو الأكثر إلماما وحرصا على مستويي الطائفة والوطن، بما لديه من تجارب ومن بعد نظر، وما يتحمله من مسؤوليات ويبذله من تضحيات ويوفره من تقديمات، وهو المعرض دائما لعيون الحساد الداعشيين من كل اتجاه والمتربصين به وبمواقفه شرا، وهو الضنين بوطن التنوع والحوار، والساعي الدائم لصون المصالحة وترسيخ العيش الواحد في الجبل، كما في كل لبنان، والحريص على المؤسسات الدستورية والرسمية حرصه على مؤسسات الطائفة وعلى كل ما يسهم في نهضة الجبل والوطن، وعلى كل ما يحفظ كرامة العائلة المعروفية أينما وجدت".
وعن موضوع الحراك المطلبي في السويداء، أكد بأنه "موضوع أساسي نقاربه باعتبار أن الموحدين الدروز عائلة توحيدية معروفية عربية واحدة، وأن هناك قرابة روحية ودموية وثقافية وتاريخية في ما بينهم، غير أنهم يعيشون في أوطان لها سيادتها واستقلالها وحدودها. وإذا كنا لسنا في وارد التخلي عن أهلنا هنا وهناك وهنالك، فهذا لا يعني أننا في وارد التدخل المباشر في شؤون أوطانهم التي يعيشون فيها، فهم أدرى بحالهم، ونحن قلنا منذ اليوم الأول للتحرك: إنه لا بد من التعاطي مع الأمور والقضايا بوعي وحكمة، وأكدنا مع أصحاب السماحة في الجبل الأشم أحقية المطالب الشعبية وضرورة احترام كرامة الجبل، إذ هو جبل العروبة والثورة ضد الاستعمار، وعنوان وحدة سوريا".
وأضاف: "في المقابل، نبهنا إلى أهمية عدم خروج التحرك عن طابعه الوطني السلمي، وألا يكون فيه أي مجال للكلام المسيء والتهجم المقيت على أي من المرجعيات الروحية أو السياسية في الطائفة، فهذا أمر مستنكر إن حصل، فالحرية المضبوطة بالوعي تتيح التعبير عن المطالب الواقعية والمشروعة التي أهملتها الدولة طويلا وعجزت عن تحقيقها أو توانت، ولكنها لا تبيح الاعتداء أو التطاول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وهو ما لا نعهده في مجتمعنا المعروفي المحافظ، والذي أكد، بما لا يقبل الشك، أن التحرك الشعبي المطلبي الراقي كان عنوانه منذ البداية وحدة الشعب ووحدة البلاد، وهو ما لمسناه وما أكدناه مع قيادة الجبل الروحية، من ضرورة التشديد على وحدة أبناء السويداء لتكون سبيلا للوحدة الوطنية، بعيدا من أي شعارات انفصالية دخيلة لم تكن يوما مطلب طائفتنا في أي مكان وزمان".