عربي دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

"طوفان الأقصى" في يومه السادس.. اسرائيل وسياسة الأرض المحروقة

تتواصل العمليات العسكرية بين حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي في غزة وغلافها، يترافق ذلك مع قصف إسرائيلي عنيف للقطاع المحاصر.

وأعلنت "حركة المقاومة الإسلامية- ​حماس​"، أنّ "أمام المشهد البطولي الّذي ترسمه ​المقاومة الفلسطينية​ و"​كتائب القسام​"، وتصدّيها الأسطوري لحرب الإبادة الّتي يشنّها جيش الإسرائيلي على شعبنا في ​قطاع غزة​، فإنّنا نوكّد أنّ مزاعم الجيش عن استهداف قوّات النّخبة بـ"كتائب القسام" في كلّ أنحاء القطاع، لا أساس لها من الصحّة".

وأشارت في بيان، إلى أنّ "ما يتمّ استهدافه، هو المربّعات والأحياء السّكنيّة، ومسحها وتسويتها بالأرض، واستهداف مؤسّسات مدنيّة ومساجد ومنازل وبنايات سكنيّة، يتمّ هدمها على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنّساء ودون سابق إنذار".

وأكّدت الحركة أنّ "مقاومة شعبنا و"كتائب القسام"، تقوم بواجبها في الدّفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدّساتنا، وتقود المعركة بكلّ اقتدار، وستبقى صاحبة اليد العليا في هذه المعركة"، مشدّدةً على أنّ "كلّ هذه المجازر وحرب الإبادة الّتي يشنّها جيش الاحتلال المجرم، لن تفلح في النّيل من عزيمة شعبنا وشوكة مقاومتنا المستمرّة حتّى تحرير الأرض والمقدّسات".

وأفادت وسائل إعلام تابعة لحركة "حماس"، بأن "15 فلسطينيا في مخيم للاجئين بغزة قُتلوا في ضربة جوية إسرائيلية".

كما وأشار فلسطينيون إلى أن "الضربة الجوية هي الثالثة خلال الساعات القليلة الماضية على المباني السكنية في أنحاء القطاع"، وأضافوا أن "السكان لم يتلقوا أي تحذير من الأمن الإسرائيلي قبل قصف منازلهم".

ونقل تلفزيون "الأقصى" اليوم الخميس عن متحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 1200، بينما بلغ عدد المصابين نحو 5600.

في المقابل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن عدد قتلى إسرائيل ارتفع إلى 1300 على الأقل منذ انطلاق هجوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يوم السبت.

وتواصل الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، حيث كشف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، عن "5 آلاف صاروخ أطلقت بإتجاه إسرائيل ألفان منها سقطت في مناطق مفتوحة".


كما وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن "إسرائيل تمكنت من تأكيد هويات 97 شخصا محتجزين رهائن في قطاع غزة منذ هجوم نفذته حركة "حماس" يوم السبت".

وأضاف في إفادة صحافية بثها التلفزيون أن "الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة يهدف إلى القضاء على قدرة حماس على إدارة القطاع والسيطرة عليه".

وقال: "الجيش يستعد للمرحلة المقبلة من الحرب"، مشيرا إلى أن "222 جنديا قتلوا منذ يوم السبت".

نادي الأسير الفلسطيني

وفي سياق متصل، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن "السلطات الإسرائيلية قطعت الماء والكهرباء عن 5252 معتقلا فلسطينيا في سجونها فيما لم يصدر أي تعقيب إسرائيلي حول ذلك".

وذكر في بيان له: "أكثر من 5250 أسيرا، من بينهم 39 أسيرة، وأكثر من 170 طفلا، يواجهون كارثة حقيقية".

وتابع النادي أنه إلى جانب قطع الماء والكهرباء منذ أمس الأربعاء تواصل "إغلاق الكانتينا (المقصف)، وسحب المواد الغذائية وأدوت الطبخ المحدودة، التي يستخدمها الأسرى في إعداد الطعام". وأوضح "أن الكارثة في تصاعد مع ارتفاع حملات الاعتقال في الضفة والتي طالت منذ السابع من أكتوبر أكثر من 200 معتقل".

وأشار إلى أن "الارتفاع في عمليات الاعتقال سيؤدي تلقائيا إلى حالة اكتظاظ كبيرة في مراكز التوقيف والتحقيق والسجون التي تستقبل المعتقلين الموقوفين".

وطالب نادي الأسير "اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأخذ دورها الحقيقي واللازم في هذه الظروف، والعمل بأقصى الجهود لطمأنه عائلات الأسرى والمعتقلين".

الصليب الأحمر

وفيما يخص الرهائن المحتجزين لدى "حماس"، قال المدير الإقليمي للشرق الأوسط والأدنى بالصليب الأحمر فابريزيو كاربوني إن اللجنة تتواصل مع "حماس" وإسرائيل بخصوصهم".

وأضاف: "كوسيط محايد نحن مستعدون للقيام بزيارات إنسانية وتسهيل الاتصالات بين الرهائن وأفراد عائلاتهم وتسهيل أي إطلاق سراح في نهاية المطاف".

الصين

ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن ثلاثة من مواطنيها قتلوا وفُقد اثنان وأصيب عدد آخر خلال هجوم "حماس" على إسرائيل.

وقال المتحدث وانغ ون بين في مؤتمر صحافي: "ستنسق الصين الجهود لعلاج المصابين، وتدعو السلطات إلى البحث عن الآخرين المفقودين".

مساعدات عربية

ودعماً لفلسطين، ذكر التلفزيون الرسمي الأردني عبر منصة "إكس" أن "الأردن أرسل اليوم الخميس أول المساعدات إلى غزة منذ اندلاع الصراع الأحدث".

وأفاد مصدر عسكري أردني بإن "طائرة عسكرية ستنقل المساعدات إلى معبر رفح الحدودي مع مصر، حيث سيتم نقلها عبره إلى السلطات في غزة إذا تم الحصول على التصاريح".


ولأول مرة منذ انسحابها قبل 17 عاماً، اتخذت إسرائيل قراراً جدياً باجتياح بري لقطاع غزة، وسياسة "الأرض المحروقة" التي تتبعها بالغارات المدمرة. وجلبت لذلك قائداً عسكرياً ذا خبرة في المنطقة من قوات الاحتياط، وعينته لقيادة المهمة، هو العميد احتياط تشيكو تمير (59 عاماً) القائد السابق لفرقة غزة، وكان في السنوات الأخيرة مسؤولاً عن تدريب ألوية المشاة والمدرعات.

ذكرت وكالة الأنباء الهولندية "إيه.إن.بي"، نقلا عن الحكومة أن "هولندا ستواصل تسيير رحلات لإعادة مواطنيها من إسرائيل طالما لزم الأمر".

وهبطت أول طائرة عسكرية هولندية قادمة إسرائيل في هولندا مساء أمس الأربعاء وتتجه أخرى لإسرائيل اليوم الخميس بعد أن سحبت شركة "كيه.إل.إم" الهولندية للطيران عرضا بتسيير رحلة لإعادة المواطنين بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

منصة إكس

ونتيجة لما يحصل في فلسطين، أعلنت الرئيس التنفيذي لشركة "إكس" ليندا ياكارينو أن المنصة حذفت المئات من "الحسابات التابعة لحماس" واتخذت إجراءات لحذف أو تصنيف عشرات الآلاف من المحتويات منذ الهجوم على إسرائيل.

وأخذت الغارات الإسرائيلية في اليوم الخامس للحرب، شكلاً انتقامياً أكبر، بدا معه أن إسرائيل تريد إعادة قطاع غزة عقوداً للوراء. فقد سوّت إسرائيل بالأرض أحياء أخرى، على غرار ما حصل في حي الرمال الراقي، ولوحظ أن ثمة تركيزاً كبيراً على تدمير الأحياء الراقية في القطاع وإلحاق أكبر ضرر ممكن على الأرض، بما يجبر المدنيين على الهجرة والنزوح.

وقالت "حماس"، في بيان، أمس، إن "هجمات إسرائيل المتواصلة لليوم الخامس هجّرت ربع مليون شخص من منازلهم المدمرة". وأبرزت أنه تم قطع الكهرباء وإمدادات المياه عن غزة "بما يهدد بكارثة إنسانية"، فضلاً عن منع دخول المواد الغذائية والطبية "بصورة بشعة ترقى لمستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية". وتوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل، أمس، بعد نفاد الوقود اللازم للتشغيل.

يقرأون الآن