في إسبانيا جدل علمي منذ زمن بعيد، عقدوا الأربعاء الماضي مؤتمرا صحافيا عبر الفيديو بشأنه، وتساءلوا فيه عن جنسية الرجل الذي اكتشف القارة الأمريكية في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1492 وغيّر بمغامرته العالم، وجاء لمناسبة مرور 515 سنة على وفاة كريستوفر كولومبوس في 20 مايو/ايار 1506 بمدينة اشتقت اسمها من اسم الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، هي Valladolid عاصمة مقاطعة Castilla y León بالشمال الإسباني.
ملخص ما تناوله المؤتمر الذي بثت الوكالات خبره مختصرا، هي 3 أسئلة: هل كان كولومبوس إيطاليا، ولد في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1451 باسم Cristóforo Colombo في مدينة Genoa المطلة بالشمال الإيطالي على البحر الأبيض المتوسط، كما الشائع عنه للآن، أم برتغاليا اسمه Cristovao Colom وفقا لبعض المؤرحين، أو لعله ولد باسم Cristóbal Colón لعائلة من النبلاء في إسبانيا؟
يريد الحيارى من الباحثين هذه المرة حسم الخلاف نهائيا بشأن أصول الرحّالة الشهير، بعد أن أشارت فرضيات مختلفة إلى أنه ينحدر من البرتغال أو إسبانيا، ولم يكن إيطاليا، بحسب ما تلخص "العربية.نت" ما ورد في المؤتمر الذي تناول دراسة قام بها فريق من جامعة غرناطة، يرأسه البروفسور José Antonio Lorente المتخصص بالطب التشريحي، والذي ذكر أنه لا يشك في أصل كولومبوس الإيطالي "لكننا يمكن أن نقدم بيانات موضوعية يمكن أن تضع حدا لسلسلة النظريات الموجودة" وفق تعبيره.
أين دفنوا كولومبوس؟
متخصصون آخرون بالرحالة، يعتقدون أنه ولد في مدينة Valencia الساحلية بإسبانيا أيضا، أو ربما في Galicia بأقصى شمالها الغربي، أو حتى في جزيرة "مايوركا" الإسبانية بالمتوسط، فيما يميل آخرون إلى أنه من منطقة Alentejo السياحية في الوسط الجنوبي البرتغالي، وبعضهم يظن أن أحدا لن يتمكن من معرفة جنسيته الحقيقية.
كل هذه التكهنات، وغيرها، ستحسمها نتائج نهائية سيتم نشرها في أكتوبر المقبل لفحص يجري حاليا في مختبرين بإيطاليا وثالث في الولايات المتحدة، إضافة لرابع بالمكسيك، على حمض نووي لأربع عيّنات من عظام كولومبوس الذي أكدت أبحاث أجرتها الجامعة نفسها في 2006 أن رفاته مدفونة في كاتدرائية شهيرة بمدينة إشبيلية في الأندلس، مع أنها بعيدة أكثر من 587 كيلومترا عن حيث توفي بعمر 54 سنة. كما يشمل فحص الحمض النووي 7 عيّنات من عظام وضرس ابنه فرناندو، إضافة لعينات من رفات أخيه دييغو.
العربية