يقع المعبر في جنوب قطاع غزة، وهو شريط ضيق من الأرض يسكنه 2.3 مليون نسمة ويقع بين إسرائيل ومصر والبحر المتوسط. وتسيطر مصر على المعبر.
ردا على تسلل مقاتلي حماس عبر الحدود في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر والذي أدى إلى مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي، فرضت تل أبيب "حصارا شاملا" على غزة، وقطعت الكهرباء عن القطاع ومنعت دخول جميع إمدادات الغذاء والوقود إليه.
وهذا يعني أن الطريق الوحيد المحتمل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو عبر رفح من شبه جزيرة سيناء المصرية. كما أن المعبر نقطة الخروج الوحيدة لسكان القطاع الساعين للفرار.
ومن المتوقع أن يُسمح لحاملي جوازات السفر الأجنبية بالخروج بموجب أي اتفاق لإعادة فتح المعبر، ولذلك توجهوا في الأيام القليلة الماضية إلى المنطقة المجاورة سعيا للخروج.
وطلبت إسرائيل أيضا من سكان غزة التحرك جنوبا بالقرب من رفح للاحتماء من القصف لكن السكان يقولون إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع المكتظ.
ما سبب القيود المفروضة على العبور من رفح؟
تشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء حيث واجهت تمردا لإسلاميين بلغ ذروته بعد عام 2013 لكنها أخمدته إلى حد كبير الآن.
ومنذ سيطرة حماس على غزة في عام 2007، شددت مصر القيود على تدفق الأشخاص والبضائع. وكما هو الحال عند المعابر الرئيسية مع إسرائيل، تُخفف القيود في بعض الأحيان لكنها لا تُرفع ويحتاج المسافرون إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة كي يمروا.
وعبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى سيناء في عام 2008 بعدما فتحت حماس ثغرات في التحصينات الحدودية مما دفع مصر إلى بناء جدار حجري وأسمنتي.
وتوسطت مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في فترات سابقة تخللتها صراعات واضطرابات، لكنها تغلق الحدود أيضا في هذه الحالات ولا تسمح إلا بدخول المساعدات وخروج الأشخاص للعلاج وتمنع أي انتقال للأشخاص على نطاق واسع.
وحتى في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل أعنف وأشرس قصف على غزة ردا على هجوم حماس، لم تُظهِر مصر حتى الآن أي إشارة إلى أنها ستغير نهجها. وقُتل نحو ثلاثة آلاف فلسطيني في القصف الإسرائيلي.
ما هي الجهود المبذولة لفتح الحدود؟
حثت الأمم المتحدة إسرائيل على تجنب "كارثة إنسانية" في غزة، وحذرت من أن الغذاء والوقود وحتى إمدادات مياه الشرب تتناقص بشكل خطير.
وتقول المستشفيات إنها تواجه صعوبات بالغة في التعامل مع الجرحى مع نفاد الوقود من المولدات الاحتياطية.
واقتربت شاحنات تحمل مساعدات مصرية من المعبر امس الثلاثاء لكن لم يتضح متى أو ما إذا كان من الممكن عبورها إلى غزة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على وضع خطة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة دون أن تستفيد منها حماس.
لماذا تتردد الدول العربية في استقبال الفلسطينيين؟
تساور الدول العربية مخاوف شديدة من أن تؤدي الحرب الإسرائيلية الدائرة حاليا مع حماس في غزة إلى موجة نزوح دائم جديدة من الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
وحذرت مصر والأردن من إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم. ومصر الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع غزة، كما يقع الأردن على الحدود مع الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن من المهم أن يظل الشعب الفلسطيني باقيا على أرضه، في حين حذر العاهل الأردني الملك عبد الله من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرا من كل الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم داخليا.
وبالنسبة للعرب والفلسطينيين، تحمل فكرة مغادرة الأراضي، التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها أو طردهم منها، أصداء "النكبة" عندما فر الكثير من الفلسطينيين أو أجبروا على ترك منازلهم في حرب عام 1948 التي صاحبت إقامة دولة إسرائيل.
وترفض إسرائيل التأكيد على أنها طردت الفلسطينيين، وتقول إن خمس دول عربية هاجمتها بعد إقامة دولتها.
وتعرض نحو 700 ألف فلسطيني، أي نصف السكان العرب في فلسطين التي كانت تحت الحكم البريطاني، للتشريد والتهجير، وانتقل كثيرون منهم إلى الدول العربية المجاورة حيث يقيمون هم وأحفادهم. ولا يزال كثيرون يعيشون في مخيمات اللاجئين.
ولهذا السبب، يقول الكثير من الفلسطينيين إنهم لا يريدون مغادرة غزة، التي انسحبت منها إسرائيل في عام 2005 بعد احتلال دام 38 عاما، حتى مع تصاعد هذا الصراع الأحدث.