في يوم دام بغزة..مقتل المئات جراء قصف مستشفى

أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن غارة جوية نفذتها إسرائيل أمس الثلاثاء أودت بحياة المئات في مستشفى بالقطاع لكن إسرائيل قالت إن صاروخا أطلقته جماعة فلسطينية هو الذي تسبب في الانفجار.

وعدد القتلى هو الأعلى على الإطلاق في حادث منفرد في غزة خلال أعمال العنف الحالية، وهو ما أثار احتجاجات في الضفة الغربية المحتلة وإسطنبول ولبنان والعاصمة الأردنية.

واتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إسرائيل بارتكاب "مجزرة" في المستشفى الأهلي العربي. وأودت الضربة بحياة المئات ووقعت خلال حملة القصف الإسرائيلية المكثفة المستمرة منذ 11 يوما على غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إرهابيين همجيين" في غزة هم الذين هاجموا المستشفى وليس الجيش الإسرائيلي.

وقال القدرة في وقت مبكر من اليوم الأربعاء إن المئات قتلوا وإن عمال الإنقاذ ما زالوا ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض. وفي الساعات الأولى بعد الانفجار، قال رئيس الدفاع المدني في غزة إن 300 شخص قتلوا، بينما قدرت مصادر وزارة الصحة العدد بنحو 500.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري للصحفيين إن الصواريخ التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي مرت بالقرب من المستشفى وقت الضربة التي قال إنها أصابت ساحة انتظار السيارات بالمنشأة.

وصرح متحدث آخر، اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، لشبكة سي.إن.إن بأن الجيش اعترض محادثة اعترف فيها المسلحون بحدوث خطأ. وأضاف أن الجيش سينشر تسجيلا للمحادثة.

ونفت حركة الجهاد الإسلامي أن يكون أي من صواريخها قد أدى إلى انفجار المستشفى قائلة إنها لم تجر أي أنشطة في مدينة غزة أو حولها في ذلك الوقت. وشاركت الحركة المدعومة من إيران في الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

وأثارت أنباء قصف المستشفى وارتفاع عدد القتلى تنديدات العديد من الدول عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل. وطالبت روسيا والإمارات بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي فيما اندلعت اشتباكات في الضفة الغربية.

وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة ستة وأصابت العشرات بعد أن استهدفت إحدى مدارسها التي تستخدم كمأوى للنازحين. ولجأ إلى المدرسة ما لا يقل عن أربعة آلاف. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في هذا التقرير.

وشكك هاجاري في عدد القتلى الفلسطينيين في قصف المستشفى وقال إن المنشأة لم تستهدفها ضربة مباشرة. وأضاف أن لقطات بطائرات مسيرة عسكرية أظهرت "أن هناك ضربة في ساحة انتظار السيارات".

وقال إن القوات الجوية الإسرائيلية قامت بعملية في المنطقة في وقت قريب من توقيت انفجار المستشفى "لكنها كانت بنوع مختلف من الذخيرة لا... يتناسب مع اللقطات التي لدينا (للمستشفى)".

قال بايدن إنه "غاضب ويشعر بحزن عميق بسبب الانفجار" الذي وقع في المستشفى والخسائر في الأرواح. وأضاف في بيان أنه تحدث مع زعيمي الأردن وإسرائيل و"أمر فريق الأمن القومي بمواصلة جمع المعلومات حول ما حدث بالضبط".

وقالت السلطات الصحية في غزة قبل حادث المستشفى أمس الثلاثاء إن ثلاثة آلاف على الأقل قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 11 يوما.

وتدفق النازحون الفارون من القصف الإسرائيلي على المستشفيات بحثا عن ملجأ في محيطها على أمل أن يكونوا في مواقع أكثر أمانا.

وأمرت إسرائيل الأسبوع الماضي جميع السكان في النصف الشمالي من قطاع غزة، الذي يبلغ طوله 45 كيلومترا فقط ويسكنه 2.3 مليون شخص، بمغادرة منازلهم والتوجه جنوبا.

إلا أن الغارات الجوية قصفت أهدافا في جميع أنحاء الجيب، وعلى الرغم من التوقعات بشن إسرائيل هجوما بريا، بدأ بعض النازحين بالعودة إلى الشمال.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الهجوم على المستشفى "غير مسبوق في نطاقه". وذكرت في وقت سابق أمس الثلاثاء أن منشآت الرعاية الصحية في غزة تعرضت لعشرات الهجمات وأن غالبية مستشفياتها لا تعمل.

يقرأون الآن