كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ما يمكن اعتباره "الخطوط العريضة" لعملية الاجتياح البري الذي تعتزم إسرائيل شنّه في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها تقوم على 5 فرضيات أساسية، وتسعى لتحقيق 5 أهداف ميدانية إضافة إلى 5 أهداف استراتيجية.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس من خلال "هجوم لا هوادة فيه" على قطاع غزة، وسط قلق أميركي من أن إسرائيل "لم تضع بعد استراتيجية للخروج" بعد اجتياح غزة، وتساؤلات لمسؤولين إسرائيليين بشأن عدم وجود تصور واضح لما قد يكون عليه الوضع في المستقبل بعد الحرب.
5 فرضيات أساسية
تقوم الخطة الإسرائيلية على فرضية أولى بأن قدرات حماس والجهاد تشكل تهديداً مباشراً على الإسرائيليين على بعد مئات الأمتار من شمال النقب وعلى بعد 70 كيلومتراً من تل أبيب، ما يعني أن بوسع الفلسطينيين إفساد ووقف الحياة اليومية للإسرائيليين، على غرار ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وبالتالي يرى قادة إسرائيل إنهم بحاجة بشكل عاجل إلى استعادة 3 مكونات مهمة للأمن القومي: الردع الاستراتيجي الذي تآكل بشدة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والأمن المادي الملموس في الجنوب، واستعادة شعور الإسرائيليين بالأمن والثقة في القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية.
وتتعلق الفرضية الثانية بحقيقة أن أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، معظمهم يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية، يشعرون فيها بالأمن، ويحتاجون إلى كسب لقمة العيش وحرية التنقل والخدمات المدنية (الصحة والتعليم والمياه والكهرباء والصرف الصحي العام).
وأقرت الصحيفة الإسرائيلية بأن الفلسطينيين في غزة لا يحصلون على الحد الأدنى من احتياجاتهم تلك، لكنها ألقت بالمسؤولية على حركة حماس التي تحكم القطاع.
وتذهب الفرضية الثالثة في التصور الإسرائيلي إلى أن حماس والجهاد وغيرها من الفصائل الفلسطينية تهدد بذلك قدرة إسرائيل وسكان قطاع غزة على العيش حياة طبيعية. لذلك، فإن تغيير هذا الوضع يتطلب إزالة نظام حماس وتدمير قدراته وبنيته التحتية العسكرية وقدرات التنظيمات الأخرى على الأرض، بل ويجب التأكد من أن حماس والمنظمات الأخرى لا تستطيع إعادة تأهيل قدراتها العسكرية والحكومية أو بناء بنية تحتية جديدة تحت ستار أو تشكيلات جديدة، ولم يوضح التقرير كيف يمكن تحقيق ذلك.
وتقوم الفرضية الرابعة على وجود احتمال معقول بأن ينضم حزب الله وربما إيران وعناصر أخرى إلى الحرب، ليفتحوا جبهة أخرى ضد إسرائيل في الشمال وربما أيضاً في الشمال الشرقي. وترى إسرائيل أن كل ذلك يثبت أنها بحاجة إلى الولايات المتحدة للحصول على دعم سياسي ولوجيستي ودعائي، وربما حتى دعم عملياتي لاعتراض الصواريخ والقذائف.
ويؤكد هذا التصور، بحسب الصحيفة، أن احتياج إسرائيل للأميركيين ظاهرة لن تختفي بل ستزداد، وأن من الأفضل أن يعترف الإسرائيليون بهذه الحقيقة وأن "نساعد الأميركيين على مساعدتنا، دون أن نفقد حريتنا المستقلة في اتخاذ القرار والأمن والعمل السياسي".
أما الفرضية الخامسة فتقوم على الادعاء بعدم وجود تسوية قابلة للتطبيق مستقرة طويلة الأجل للصراع النشط على حدود غزة، أو للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عام.
ويصف التقرير فكرة "دولتان لشعبين" بأنها، في ظل الظروف الحالية في الشرق الأوسط، مجرد شعار أكثر من كونها خطة سياسية يمكن تنفيذها في المستقبل المنظور. وتربط الأمر بعدم وجود سبيل إلى القضاء على فكرة "الإسلام الأصولي القاتل"، بحسب تعبير الصحيفة الإسرائيلية التي تقول إن جماعة الإخوان المسلمين وحماس والجهاد الإسلامي تنتمي إليه.