عربي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

حين يصرخ أب مكلوم: "هذه ابنتي لا تأخذوها مني".. هنا غزة

حين يصرخ أب مكلوم:

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 700 فلسطيني لاقوا حتفهم في غارات جوية إسرائيلية خلال الليل في أعلى عدد من القتلى خلال 24 ساعة منذ بدأت إسرائيل حملة قصف شنتها على مسلحي حماس التي باغتت إسرائيل بهجوم في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وقالت إسرائيل إنها قتلت عشرات من مقاتلي حماس في الغارات الليلية على الجيب المحاصر لكنها قالت إن حربها لتدمير الجماعة الإسلامية ستستغرق وقتا.

وحذرت وكالات الإغاثة من حدوث كارثة إنسانية في غزة وتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إسرائيل لتقديم الدعم.

ووسع الجيش الاسرائيلي استهداف المناطق في غزة حيث قتل نحو 50 شخصا خلال الساعة الماضية في غارة على مبان في خانيونس.

ولم تتمكن نحو 20 شاحنة من نقل المساعدات للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي وصف فيه الرئيس الأميركي جو بايدن جهود إيصال المساعدات عبر معبر رفح من مصر بأنها "ليست بالسرعة الكافية".

كتفا بكتف

وقال ماكرون لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن فرنسا تقف "كتفا بكتف" مع إسرائيل في حربها مع حماس، وقال إنها يتعين عليها ألا تقاتل "بلا قواعد".

ووصل الرئيس الفرنسي إلى تل أبيب اليوم الثلاثاء واجتمع مع نتنياهو وغيره من أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية في القدس.

وقال ماكرون إن فرنسا لن تترك إسرائيل بمفردها في حربها على حماس، لكنه حذر من مخاطر اندلاع صراع إقليمي.

وقال نتنياهو إنه لن يعيش أحد "تحت طغيان حماس" بعد هذا الصراع، لكنه حذر من أن الحرب ستستغرق وقتا.

الامم المتحدة

وحثت الأمم المتحدة إسرائيل على السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة قائلة إن المساعدات التي سُمح بدخولها حتى الآن لا تلبي سوى القليل جدا من احتياجات السكان المحاصرين. والوقود الذي مازال ممنوعا من الدخول أمر حيوي.

وقال مدير برنامج الطوارئ في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ريك برينان"إننا نتوسل إليكم السماح بعملية إنسانية مستمرة وموسعة ومحمية".

وقالت وكالات الأمم المتحدة إنها لم تحصل على تأكيدات بأن عمالها للإغاثة سيكونون في أمان للوصول إلى المحتاجين. لكن هناك احتمالا ضئيلا فيما يبدو لوقف إطلاق النار في أي وقت قريب في أكثر الأحداث دموية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ عقود.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 5791 فلسطينيا على الأقل قتلوا في الغارات على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، من بينهم 2360 طفلا. وأضافت أن 704 أشخاص قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فحسب.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن هذا هو أكبر عدد من القتلى في 24 ساعة على مدى أسبوعين من الهجمات الإسرائيلية.

وظل عبد الله طبش متشبثا بابنته القتيلة التي تخضب وجهها وشعرها بالدماء، وهو يحملها بين ذراعية بعد مقتلها في غارة جوية على جنوب قطاع غزة، رافضا توسلات الناس بأن يسلمهم جثمانها حتى يتمكنوا من دفنه.

وقال الأب المكلوم في مدينة خان يونس "هاي بنتي، بدي أشبع منها".

بانتظار الأوامر

واحتشدت دبابات وقوات إسرائيلية على الحدود بين إسرائيل وغزة انتظارا لأوامر بدء اجتياح بري مرتقب، وهي عملية تواجه عراقيل بسبب القلق على الرهائن.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أكثر من 400 هدف للمسلحين في غزة الليلة الماضية وقتل العشرات من مقاتلي حماس بينهم ثلاثة من نواب القادة.

وأفاد الجيش في بيان له أن من بين الأهداف التي ضربها نفقا سمح لحماس بالتسلل إلى إسرائيل من البحر ومراكز قيادة للحركة في مساجد. 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري إن الجيش "مستعد ومصمم" على خوض المرحلة المقبلة من الحرب وينتظر التعليمات السياسية.

لكن لم يتضح متى قد تبدأ إسرائيل اجتياحا بريا شاملا. ويواجه الجيش الإسرائيلي حركة بنت ترسانة أسلحة قوية بمساعدة إيران وتقاتل في منطقة مكتظة بالسكان وتستخدم شبكة أنفاق واسعة.

وقال مسؤولون طبيون في غزة إن عشرات الفلسطينيين قُتلوا أو أُصيبوا خلال الليل في القصف الإسرائيلي. وأفاد مسؤولون أن 15 منزلا دُمرت.

وسُويت مناطق واسعة في غزة بالأرض جراء الضربات الإسرائيلية، مما أجبر أكثر من مليون فلسطيني على البحث عن أماكن آمنة في أنحاء أخرى من القطاع. وتنفد إمدادات الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والوقود على نحو سريع.

وقال سكان إن صاروخا إسرائيليا قصف محطة وقود في خان يونس حيث تجمع عمال وعائلات وغيرهم ممن فروا إلى الجانب الشرقي من المدينة. وأضافوا أن عددا من الأشخاص قتلوا أو أصيبوا.

وقال عبد الله أبو العطا الذي يقطن بجوار محطة الوقود "هذه محطة وقود وهناك محطة طاقة شمسية هنا لذلك يأتي الناس لشحن أجهزتهم والتزود بالمياه. قصفوهم وهم نيام".

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن العمل توقف في أكثر من 40 مركزا طبيا بعد نفاد الوقود وتضرر بعضها بسبب القصف الإسرائيلي.

* لا تمنحوا إسرائيل ضوءا أخضر

عبرت حكومات أجنبية عن قلقها من أن يؤدي الصراع إلى اشتعال منطقة الشرق الأوسط كلها. ووقعت اشتباكات بالفعل في الضفة الغربية وعلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وانصبت مخاوف التصعيد الإقليمي على شبكة وكلاء إيران في سوريا والعراق واليمن. وأي تأجيج أوسع نطاقا للصراع يعرض للخطر مصالح الولايات المتحدة والأمن في منطقة حيوية لإمدادات الطاقة العالمية.

وحث أمير قطر، التي تحاول التوسط بين إسرائيل وحماس، المجتمع الدولي على كبح جماح إسرائيل في حربها على حماس.

وأضاف الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمة ألقاها في افتتاح دور الانعقاد السنوي لمجلس الشورى القطري "نحن نقول كفى، لا يجوز أن تُمنح إسرائيل ضوءا أخضر غير مشروط وإجازة غير مقيدة بالقتل، ولا يجوز استمرار تجاهل واقع الاحتلال والحصار والاستيطان".

رويترز

يقرأون الآن