حراك رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على القيادات السياسية تحت عنوان تحصين الوحدة الداخلية، قاده بالأمس الى بنشعي حيث التقى رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بعد فترة طويلة من الانقطاع والهجوم العنيف من قِبل باسيل وفريقه السياسي على فرنجيّة.
واشار باسيل بعد اللقاء، الى انّ هناك تفاهماً كبيراً على مختلف الأفكار التي تمّ عرضها حول كيفية الالتقاء في مواجهة خطر الحرب والتوحّد في العمل وإعادة الانتظام الى المؤسسات. وقال انّه "سعيد بزيارة فرنجية وفي هذه الظروف نتخطّى الحواجز، ولقيت تجاوباً مع الأفكار التي طرحتها".
المتابعون لحراك باسيل سجّلوا له مبادرته الى إعادة التواصل مع الذي سبق ان أدرجهم في خانة الخصوم، ولا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رفض انتخابه لرئاسة المجلس، ويقف تياره السياسي وحركة "أمل" على طرفي سجال شبه دائم، وكذلك رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يعتبر باسيل حكومته غير شرعية، وحتى الأمس القريب حكمت العلاقة بينهما سجال ناري، وايضاً وليد جنبلاط الذي تحكمه به علاقة مترجرجة لا تخلو من سجال متقطع، وصولاً الى فرنجية الذي شيطنه باسيل سياسياً، وعلى مدى السنة الماضية بذل كل ما في استطاعته لمنع وصوله الى رئاسة الجمهورية، حتى انّه تقاطع مع خصومه اللدودين على جهاد ازعور لقطع الطريق على رئيس "المردة". الاّ انّ السؤال الذي رافق هذا الحراك: هل يمكن ان يؤسس لإيجابيات، وخصوصاً في ما خصّ الملف الرئاسي، الذي يشكّل بنداً رئيساً في حراك باسيل؟
في هذا السياق، قالت مصادر مواكبة لهذا الحراك لـ"الجمهورية"، انّها تنظر الى حراك باسيل من زاويتين، فمن حيث الشكل فلا خلاف على انّ هذا الحراك ايجابي، لا بل هو بالغ الايجابية خصوصاً في اتجاه رئيس تيار "المردة"، واما من حيث المضمون والأساس لا ارى موجباً للإفراط في التفاؤل، وتحديداً في ما يتعلق بالملف الرئاسي، حيث لم يعط باسيل ايّ إشارة الى تبدّل ولو طفيف في موقفه المعلن من هذا الملف.
وفي موازاة تأكيد مصادر التيار لـ"الجمهورية" انّ "تحرّك باسيل يأتي ترجمة للشعور بالمسؤولية في هذا الظرف الصعب، وضرورة الشراكة في بناء جبهة داخلية صلبة لمواجهة التحدّيات التي قد تُفرض على لبنان، وكذلك التعاون مع كل الاطراف في كل ما يخدم مصلحة لبنان واستقراره"، اعرب مصدر مسؤول في "الثنائي الشيعي" عن "ارتياح ظاهر لمبادرة باسيل، وامل ان تؤسس زيارته لرئيس تيار "المردة" لما هو ابعد من كسر الجليد بينهما". فيما وصفت مصادر معارضة حراك باسيل بالاستعراضي، وأبلغت الى "الجمهورية" قولها: "لسنا ننتظر شيئاً من حركة أشبه ما تكون بجولة علاقات عامة لا اكثر ولا اقل. ولن يكون لها اي تأثير مباشر على الملفات الخلافية، وخصوصاً الملف الرئاسي".