دولي

ماذا نعرف عن "ملاجئ يوم القيامة"؟

ماذا نعرف عن

مع تصاعد التوتر والنزاعات واتساع رقعتها في عدة أماكن من العالم، لجأت شركات بناء الملاجئ إلى تطويرها بما يوائم المخاطر التي قد تحيط بساكنيها، بل وجعلها أكثر رفاهية ومناسبة للبقاء بداخلها لفترات طويلة، بمبالغ تصل إلى ملايين الدولارات، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".

ويعود تسمية الملاجئ بـ "يوم القيامة"؛ كدلالة على اقتراب نهاية العالم والساعات الأخيرة من عمر الأرض، لتأتي فكرة بناء ملاجئ بالتحصينات اللازمة لمواجهة النهاية التي قد تقضي على الجميع من زلازل، وكوارث طبيعية، وحروب، وضربات نووية.

ويستخدم في بناء هذه الملاجئ الحديد الصُلب الخالص، ويتم دفنها تحت الأرض على عمق يتجاوز الثلاثة أمتار بحيث تحمي ساكنيها من القنابل.

وتعمل عدة دول على بناء نماذج مماثلة لهذا النوع من الملاجئ، مثل إسرائيل، الولايات المتحدة، سويسرا، كندا، السويد ودول أخرى، حيث بدأت بالفعل بتدشينها قبل سنوات عدة.

شركة أميركية

وقالت شركة "رايزنغ إس" الأميركية التي تعمل في مجال بناء الملاجئ منذ أكثر من 20 سنة، إن الطلب على ملاجئها ارتفع بنحو 10 أضعاف منذ أن دخل الجيش الروسي إلى أوكرانيا.

وتبيع الشركة الملاجئ بأسعار تتراوح من 40 ألف دولار صعودًا إلى أكثر من 8 ملايين دولار بحسب مزايا الملجأ وما يحتويه من غرف.

ويعمل مطورو هذه الملاجئ على خلق بيئة تحت الأرض تمكّن الإنسان من البقاء لوقت طويل فيها، عبر توفير أطباء ومعلمين وفصول دراسية وحدائق مائية وعيادة طبية ومنتجع صحي وصالة ألعاب رياضية.

وتصل القدرة الاستيعابية في بعضها إلى نحو 44 شخصاً، وتحتوي على مؤونة من الطعام لكل مقيم تكفي لنحو عام أو أكثر.

وأشارت الشركة إلى أن طلبات بناء الملاجئ التي وصلتها لا تنحصر في الداخل الأميركي، بل تصلها من دول كالمملكة المتحدة وسويسرا والدنمارك وإيطاليا وألمانيا وكندا وغيرها.

وتقول الشركة إن قائمة عملائها تشمل مشاهير السياسة والفن والرياضة وشركات التكنولوجيا، ومن زبائنها أيضاً الجيش الأوكراني الذي تبيعه هذه الملاجئ منذ عام 2019.

ماذا عن ملاجئ إسرائيل؟

يشترط "قانون الدفاع المدني" الإسرائيلي أن تحتوي جميع المنازل والمباني السكنية والمنشآت الصناعية على ملاجئ مضادة للقنابل، لحماية الإسرائيليين عندما تنطلق صفارات الإنذار، مما يوفر لهم مواقع آمنة ومحصنة للاختباء من الصواريخ القادمة، ومنذ عام 1993، سنّت إسرائيل قانوناً جديداً يُجبر المستثمرين العقاريين على إنشاء غرفة محصنة تعرف بـ"مماد".

وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الملاجئ في إسرائيل؛ "مماد" وهي غرفة محصنة تستخدم كملجأ في الشقة الخاصة الواحدة، و"مماك" وهو ملجأ جماعي يوجد في مبنى خاص كالعمارة السكنية ويكون مخصصاً لجميع سكان المبنى، و"ميكلت" وهو ملجأ جماعي عام يوجد خارج المباني والبنايات في الشارع العام، بالإضافة إلى الملاجئ الموجودة تحت الأرض.

وتتكون أغلب الملاجئ من غرفة محصنة شبيهة بالقبو، مبنية من الخرسان المسلح، مع نافذة ثقيلة محكمة الإغلاق وباب فولاذي، ويتوفر بها مقابس كهرباء وأنظمة تهوية، لحماية من بداخله من انفجار الصواريخ، في وقت يصل فيه عدد الملاجئ في إسرائيل إلى أكثر من مليون ملجأ.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن وجود خيار آخر أرخص يمكن بناؤه وفقاً لقانون الحكومة، وهو قفص فولاذي داخل غرفة موجودة بالفعل في المنزل، ومغطى بطبقة أخرى من الأسمنت، حيث أن 60 في المئة من الإسرائيليين لا يملكون ملجأ خاصاً في شققهم مما يضطرهم لاستخدام الملاجئ العامة.

وبالنسبة للذين يفتقرون إلى غرفة آمنة أو ملجأ من القنابل، يوجد دائما الدَرَج (أو السُلّم)، والذي عادة ما يكون مصبوباً من الخرسانة، ومحاطاً بأعمدة تحافظ على بقاء المبنى، ما يجعله المكان الأكثر أماناً في المبنى.

يقرأون الآن