ولد ديفيد وليام دونالد كاميرون في نيوبيري بلندن عام 1966، درس الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أكسفورد، وتخرج عام 1988 بمرتبة الشرف الأولى.
بدأ كاميرون عمله السياسي عام 1988 كباحث في وحدة دراسات حزب المحافظين.
ترشح كاميرون أول مرة لعضوية البرلمان في عام 1997 وذلك عن دائرة ستافورد لكنه خسر في الانتخابات، لكنه عاد وترشح بعام 2001 عن دائرة ويتني، واستطاع تحقيق الفوز.
وارتفع بسرعة ليصبح رئيسا لتنسيق السياسات لحزب المحافظين خلال الحملة الانتخابية لعام 2005.
وانتخب قبل نهاية عام 2005 رئيسا للحزب، واستطاع أن يحقق الفوز بالانتخابات عام 2010، ويتولى رئاسة الحكومة، ليصبح بذلك أصغر رئيس وزراء في بريطانيا منذ نحو 200 عام.
مهما أنجز كاميرون خلال السنوات الست التي قضاها في السلطة، إلا أن ذكره سيقترن أبدا بوصفه رئيس الوزراء الذي قاد بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي.
إنها سمة غريبة على زعيم سياسي تعهد مرة بوقف حزبه عن "التساؤل المستمر بشأن أوروبا"، كما إنها ليست الطريقة التي كان يرغب أن يغادر (مسرح) التاريخ فيها.
وكان كاميرون، بوصفه براغماتيا بطريقته الخاصة، يزعم أنه يشك في الأيديولوجيا، قادرا دائما على تشذيب موقفه ليناسب الأزمنة المختلفة.
وقد أهلته تلك المرونة للتحالف مع خصومه السياسيين، وبشكل خاص مع زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين نك كليغ، في أول تحالف حكومي منذ الحرب، كما تشارك لاحقا في الوقوف على منصات مع شخصيات عمالية خلال حملة الاستفتاء.
بيد أن هذه الخاصية هي ما ولدت شكا، وعدوانية صريحة، في النهاية، بين زملائه من المحافظين الخالصين أيديولوجيا، الذين تساءلوا عما يدافع عنه، إن كان ثمة ما يدافع عنه.
كما أصبحت خلفيته الثرية (وجاهته) مصدرا آخر للضغينة لدى البعض في حزبه، ممن يفضلون أن يكون قادتهم قد تعلموا في مدارس القواعد (مدارس حكومية للمتميزين)، ومن العصاميين الذين بنوا أنفسهم من أمثال تاتشر وميجور.
وكان كاميرون أول زعيم محافظ منذ مطلع الستينيات درس في مدرسة إيتون، إحدى أغلى المدارس الخاصة في بريطانيا أجورا، ويمكن تتبع تحدر أسلافه الى وليم الرابع، ما يجعله قريبا عن بعد للملكة.
ولم يخف كاميرون خلفية وجاهته قائلا إنه يتمنى أن يتمتع كل فرد في بريطانيا بالفوائد التي حظي بها في حياته.
وقد وصف كاميرون نفسه في كانون الأول/ ديسمبر 2005 قائلا "أنا رجل عملي وبراغماتي، أعرف أين أريد الوصول، ولكنني لا ألتزم ايديولوجيا بمنهج واحد محدد ".
وقال أيضا في أغسطس/ آب 2008، "سأكون مصلحا اجتماعا جذريا كما كانت تاتشر مصلحة اقتصادية".