رغم تعرض تنظيم القاعدة الإرهابي إلى ضربات قوية ومتتالية من طرف الجيش الليبي، الذي يريد اجثثه من منطق الجنوب، إلا أن التنظيم يصر إلى إيجاد موطئ قدم في المنطقة.
ويعزو مراقبون هذا الأصرار إلى حاجة تنظيم ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إلى حيز يساعده على تنفيذ هجمات في منطقة الساحل الإفريقي المجاورة.
وقالوا إن ضربات الجيش الليبي بالغة الأهمية حتى لا تشعر التنظيمات الإرهابية بأريحية العمل داخل ليبيا.
وكان الجيش الليبي أعلن في وقت سابق القبض على ثلاثة من قيادات التنظيم الإرهابي، وذلك خلال مداهمة البؤرة التي اختبأ الإرهابيون في بلدة تاروت جنوبي ليبيا.
ولا تبعد هذه البلدة كثيرا عن منطقة براك الشاطئ الحيوية، حيث تمت المهمة دون وقوع أي إصابات.
جهود مستمرة
وتأتي تلك العملة ضمن جهود مستمرة منذ شهور لملاحقة العناصر المتطرفة في المنطقة، حيث رجحت مصادر مطلعة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن يكون المقبوض عليهم على علاقة بخلية مدينة أوباري، التي ضبطت في مارس الماضي، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة.
وكان الجيش استهدف خلية من 7 عناصر تابعة للقاعدة في أوباري أيضا، نوفمبر الماضي، بينهم قياديون، حيث كشفت مصادر في حينها، أن التنظيم أوكل إلى تلك الخلية تقديم دعم لوجستي لعملياته التي ينفذها في عدد من الدول ومنها مالي والنيجر.
ويرى المحلل السياسي الليبي محمد الزبيدي أن هناك إرهابيين ينشطون في العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية في العموم، ولهم علاقات مع المليشيات هناك، وهم المسؤولون عن تزويد الخلايا في الجنوب بالسلاح من مصادر شتى، كما أنهم مرتبطون بالعناصر المتطرفة النشطة في دولة النيجر، ما يشكل تهديدا لأمن المنطقة بأسرها.
ويؤكد الزبيدي أن أصابع الاتهام تتجه نحو طرف دولي معروف للجميع، "تورط في دعم أنشطة التنظيمات الإرهابية"، مردفا أن الكثير من المرتزقة الذين تم جلبهم إلى ليبيا، هم عناصر سابقون في تنظيم داعش، كانوا يقاتلون في سوريا والعراق، وتسرب الكثير منهم للجنوب.
ومن ناحيته، أكد المحلل العسكري معتصم الحواز أهمية مثل تلك العمليات العسكرية، حتى لا يسمح للمنظمات الإرهابية بممارسة أنشطتها في أي بقعة من بقاع ليبيا.
وحذر الحواز في حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية" من أن الانشغال بالعملية السياسية في الفترة الأخيرة والاختلاف بين الأطراف الليبية، أعطى فرصة لبعض الخلايا الإرهابية لممارسة نشاطاتها.
أكثر المناطق خطورة
وأكد أن جنوب ليبيا وغربا وتحديدا قرب الحدود مع الجزائر وتشاد، يعد من أكثر المناطق الذي تنشط فيها الخلايا الإرهابية، مطالبا بـ"ضرورة التنسيق بين كافة أفرع القوات المسلحة، لدحض هذه الخلايا".
وأشاد الخبير الاستراتيجي العقيد محمد الرجباني بتمكن الجيش من توجيه ضربة قوية إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وأضاف أن رجال الجيش نفذوا عملية نوعية في تلك المنطقة الحيوية بالجنوب الليبي، واستطاعوا أن يلقون القبض على ثلاثة من "الرؤس الكبار" في تنظيم القاعدة، دون أن يكشف المزيد عن هويتهم، ما يرجع الأمر إلى سرية التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية حتى الآن معهم.
وأكد الجيش الليبي على لسان قائده العام المشير خليفة حفتر استمراره في علمياته التي تستهدف إلى تطهير ليبيا من العناصر الإرهابية والإجرامية.
كما أنه دفع بتعزيزات كبيرة خلال الشهور الماضية إلى الجنوب، بالتزامن مع حالة الاضطراب الشديدة التي مرت بها الدولة الجارة تشاد.
سكاي نيوز