تتصاعد الأعمال العدائية منذ أسابيع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع ارتفاع عدد القتلى في الجانبين ونشوب حرب كلامية تغذي مخاوف تتعلق باتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
ويتبادل حزب الله إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين حليفته "حماس" وإسرائيل.
وهذه الاشتباكات الحدودية هي الأعنف منذ أن خاضت إسرائيل وحزب الله حربا استمرت شهرا في عام 2006. وأدت الاشتباكات الأحدث حتى الآن إلى مقتل أكثر من 70 من مقاتلي حزب الله و10 مدنيين في لبنان، كما قُتل 10 آخرون في إسرائيل بينهم سبعة جنود. ونزح ألوف من الجانبين فرارا من القصف.
وتقتصر أعمال العنف إلى حد كبير حتى الآن على شريط من الأراضي على جانبي الحدود.
وتقول إسرائيل إنها لا تريد حربا على جبهتها الشمالية في الوقت الذي تسعى فيه إلى سحق حماس في قطاع غزة، بينما قالت مصادر مطلعة إن حزب الله يهدف من هجماته إلى إبقاء القوات الإسرائيلية منشغلة لكنه يتجنب خوض حرب شاملة.
وقالت الولايات المتحدة إنها لا تريد للصراع أن يمتد، وأرسلت حاملتي طائرات إلى المنطقة لردع إيران عن التدخل. لكن ذلك لم يوقف الخطاب المتصاعد من حزب الله وإسرائيل.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم السبت إن الجماعة "ستواصل العمل" على الجبهة مع إسرائيل. وأضاف أن هناك "ارتقاء كمي على مستوى عدد العمليات وحجم الاستهدافات، عددها، وأيضا ارتقاء على مستوى نوع السلاح".
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله اليوم من توسيع هجماته.
وقال في بيان "هذا لعب بالنار. سيتم الرد على (إطلاق) النار بنيران أشد كثيرا. ينبغي ألا يجربونا لأننا لم نظهر بعد سوى القليل من قوتنا".
وعندما سُئل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحافي يوم السبت عن الخط الأحمر الذي تضعه إسرائيل، رد قائلا "إذا سمعتم أننا نفذنا هجوما على بيروت، فسوف تفهمون أن نصر الله تجاوز هذا الخط".
* تبادل إطلاق النار
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في مقابلة مع قناة الجزيرة أمس الأحد إنه مطمئن حتى الآن إلى "عقلانية" حزب الله.
وأضاف "نحافظ على ضبط النفس، وعلى إسرائيل وقف استفزازاتها المستمرة في جنوب لبنان".
واستغرقت عملية إعادة إعمار لبنان بعد حرب عام 2006 سنوات، ولا يستطيع هذا البلد تحمل تكاليف حرب أخرى بعد أزمته المالية المستمرة منذ أربع سنوات والتي أفقرت الكثير من اللبنانيين وأصابت الدولة بالشلل.
وتعتبر إسرائيل منذ وقت طويل حزب الله أكبر تهديد لها على حدودها. وأدت حرب عام 2006 إلى مقتل 1200 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، و157 إسرائيليا، معظمهم من الجنود.
ووصف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعمال العنف بأنها "تبادل لإطلاق النار بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية في الشمال"، وتوقع استمرار تركيز إسرائيل على التهديد الذي يمثله حزب الله "في المستقبل المنظور".
وقال للصحافيين في سول "قطعا لا أحد يريد أن يرى صراعا محتدما آخر يندلع في الشمال على حدود إسرائيل"، لكنه أضاف أن من الصعب التنبؤ بما قد يحدث.
وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط "أستطيع أن أرى بالتأكيد تصعيدا أوسع نطاقا، لكني لست متأكدا من (اندلاع) صراع شامل لا يريده أحد".
وأضاف "لا أحد يريد ذلك، هذا من جانب، وأعتقد أن الولايات المتحدة تلعب دورا قويا في إبقاء الأمور تحت السيطرة".
رويترز