العراق

توقيت إقالة الحلبوسي وقانونية القرار

توقيت إقالة الحلبوسي وقانونية القرار

تبدو أيام الهدوء والاستقرار التي نعم بها العراق مؤخرا قد وصلت الى مفترق طرق والى مرحلة دقيقة ومصيرية، وما قرار المحكمة بإقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الا حلقة من هذا المسلسل.

بخروج الحلبوسي من السلطة، كسر بذلك أحد الاضلاع الثلاثة للحكومة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) التي تقود حالة الحكم التوافقي في العراق. وما إلى ذلك من تعقيد يعيد مشهد التوافقات السياسية إلى نقطة الصفر التي انطلقت منها العام الماضي، حين تحالف "الإطار التنسيقي الشيعي" مع القوى الكردية وتحالف "تقدم" الذي يقوده الحلبوسي لتشكيل حكومة السوداني.

وقد ظهرت ملامح هذا التعقيد والانقسام السياسي الحاد اللذين يهددان حكومة السوداني بعد لحظات من صدور حكم المحكمة الاتحادية بإقالة الحلبوسي، على خلفية قضية تزوير ضد أحد النواب السابقين، حين أعلن وزراء تحالف "تقدم" الثلاثة في الحكومة (التخطيط، الصناعة والمعادن، الثقافة)، وكذلك معظم نواب الكتلة، تعليق عملهم في البرلمان.

في الغضون دعا رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، أنصاره إلى الالتزام بالقانون، فيما حثهم على المشاركة في الانتخابات المحلية.

وقال الحلبوسي من ناحية الصقلاوية: "مهمتنا مستمرة، وعملنا مستمر، وإجراءاتنا طويلة ولن تتوقف، ومن استهدف مشروعكم يريد عدم مشاركتكم بالانتخابات".

وأضاف أن"التحديات التي واجهناها تحديات كبيرة، ولكن اختيار هذا التوقيت واضحة رسالته، وصوتنا يبقى عالياً بالحق والقانون وبالعهد الذي بيننا وبين الآخرين، وهو الالتزام بالقانون والدستور، ولا نقبل أي أحد يتجاوز القانون والدستور".

وبين: "طلبي منكم أن لا تضعف إرادتكم بالإدلاء بأصواتكم في الانتخابات، وأن تشاركوا بقوة وبهمة عالية رجالاً ونساءً".

وأشار إلى أن"هناك من يعتقد أن الناس تخرج لمهاجمة المؤسسات الرسمية وهناك من يقول سيخرجون للمظاهرات أو للعصيان أو ستعود أيام 2013، وهذا أمر مرفوض ولا نقبل به (هذه ما سويناها ولا نسويها ولا راح نسويها)".

وأكمل: "نحن نريد مجتمعنا آمن ومستقر، وطلبي منكم عبّروا عن رأيكم بدون أن تسمحوا للعبث بأمنكم وأمن البلد واستقراره، واحنا ما نطلع عالخط السريع ولا ندق الدفوف ولا نعطل مؤسسة، وإذا البعض سابقاً كان يدفع الناس يكونون أمامه، نحن نقول: لا، احنا أمام الناس واحنا حائط الصد لهم".

وأردف قائلا: "لا نقطع درب ولا نخالف قانون ولا نسمح للغربان السود أن تعود، ولا نريد صوت الإطلاق، نريد نسمع صوت البناء، وطلبي منكم الالتزام بالقانون ونكون مثالاً للجميع".

واختتم الحلبوسي كلمته: "أعتبر نفسي أب ومسؤول، والأب يحرص على أمن أهله وأبنائه، ويحرص على رزقهم ولا يقبل بما يضرهم ….وبالابتلاء يقول (بيه ولا بيهم … وأنا أقول: بيه ولا بيكم)".

في الاطار رأى رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، أن الانتخابات المحلية المقبلة مهمة لحفظ الاستقرار في البلاد وتحويله إلى استقرار دائمأ.

وذكر الحكيم في بيان، "خلال لقائنا جمعا من القيادات التنظيمية لتيار الحكمة الوطني في العاصمة بغداد، أشدنا بالهمة والاستعداد العاليين للانتخابات القادمة، وبيّنا أن هذه الانتخابات مهمة لحفظ الاستقرار في البلاد وتحويله إلى استقرار دائم".

وأضاف "شددنا على ضرورة التعرف على مشروع الحكمة وامتداداته ورموزه التاريخية، وأكدنا أن الحكمة مشروع ضارب في جذوره وحاضر في المحطات الفاصلة من تاريخ العراق".

وتابع "شددنا على التمسك بمنهج الاعتدال والوسطية، وبيّنا أن الحكمة تيار يتميز بالعلاقات الداخلية والخارجية الرصينة و الواسعة".

وأشار "بيّنا أيضا ضرورة الحضور الميداني والتواصل مع الجمهور بكل الطرق المتاحة، وأهمية الانتخابات المحلية لبناء حكومات محلية معبرة عن إرادة الجمهور".

يبدو ان اقالة الحلبوسي لن تؤثر على العملية الانتخابية بدليل دعوة الحلبوسي نفسه وروؤساء الكتل و الاحزاب الى الالتزام الكامل بقواعد اللعبة الديمقراطية و حشد كل ما يلزم للفوز في الانتخابات المقبلة.

يقرأون الآن