تتعرض مدينة خان يونس لقصف إسرائيلي هو الأعنف منذ بداية الحرب، ولاسيما على مناطق في جنوب دير البلح.
وذكرت الوكالة الفلسطينية أن 50 نازحا قتلوا بضربة إسرائيلية على مدرسة شرق مدينة غزة.
وأطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية على بئر السبع ومستوطنات غلاف غزة. كما تعرضت كريات شمونة وعدد من مستوطنات شمالي إسرائيل لقصف صاروخي.
بالتزامن، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في حي الشيخ رضوان شمالاً.
وأضافت في بيان اليوم الاثنين، أنها قصفت كيبوتس نيريم في غلاف غزة بصواريخ قصيرة المدى.
كما أكدت استهداف 5 دبابات و5 ناقلات جند إسرائيلية في محور شرق القطاع.
وأتى البيان بينما توغلت عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة في بلدة القرارة بشمال مدينة خان يونس، وفق ما أكد شهود عيان لوكالة فرانس برس، الاثنين، وذلك مع بدء "العمليات العسكرية البرية".
وقال سكان وصحافيون إن إسرائيل شنت غارات جوية مكثفة على جنوب قطاع غزة اليوم الاثنين مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، بعضهم في المناطق التي طلبت إسرائيل من السكان الاحتماء بها.
وواصلت القوات والدبابات الإسرائيلية شن حملة برية لاستهداف مقاتلي حركة (حماس) في جنوب القطاع بعد أن سيطرت على معظم أنحاء الجزء الشمالي المدمر الآن.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أمرت إسرائيل السكان بمغادرة مناطق من خان يونس المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة. لكن السكان قالوا إن المناطق التي طُلب منهم الذهاب إليها تتعرض لإطلاق النار أيضا.
خريطة بالأصفر
ونشر الجيش الإسرائيلي خريطة على منصة إكس للتواصل الاجتماعي تحدد نحو رُبع مدينة خان يونس باللون الأصفر الذي يشير إلى المناطق التي لا بد من إخلائها.
وشملت الخريطة ثلاثة أسهم تشير إلى الجنوب والغرب، مما يعني مطالبة السكان بالتحرك باتجاه البحر المتوسط ومدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية.
وحزم سكان مدينة خان يونس في غزة أمتعتهم وتوجهوا نحو رفح. وكان معظمهم يسيرون على الأقدام مرورا بالمباني المدمرة.
لكن مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) توماس وايت قال إن سكان رفح يُجبرون على الفرار.
وقال على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي "الناس يطلبون المشورة بشأن أي مكان آمن. ليس لدينا ما نقوله لهم".
استهداف مدرستين
وفي الجزء الشمالي من القطاع، ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن 50 شخصا على الأقل قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرستين تؤويان نازحين في حي الدرج بمدينة غزة.
ولم يتسن الاتصال بوزارة الصحة في غزة للتعليق على هذه الأنباء ولا التحقق منها من مصادر مستقلة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنهم ينظرون في مدى صحة هذه التقارير.
على نحو منفصل، أعلنت وزارة الصحة مقتل ما لا يقل عن 15899 فلسطينيا، 70 في المئة منهم من النساء أو الشباب والأطفال فيما دون 18 عاما، حتى الآن في هجمات إسرائيلية على القطاع الذي تحكمه حماس خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أسابيع تقريبا. ولا يزال آلاف آخرون في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
* حفرة كبيرة
أدى القصف الذي تعرض له أحد المواقع في رفح الليل الماضية إلى إحداث حفرة بحجم ملعب لكرة السلة في الأرض. وظهرت من تحت الأنقاض ساقان حافيتان لطفل صغير ميت وسراويل. وحاول رجال بصعوبة انتشال جسده عن طريق إزالة كتل الركام بأيديهم.
وظهروا في وقت لاحق وهم يهتفون "الله أكبر" بينما كانوا يحملون جثة الطفل إلى جانب جثة صغير آخر كانت ملفوفة ببطانية.
80 % فروا
وفر نحو 80 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي الذي حول معظم القطاع الساحلي المزدحم إلى أرض قاحلة.
ويقول سكان إن الدبابات دخلت غزة من السياج الحدودي وقطعت الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب. وقال الجيش الإسرائيلي إن طريق الخروج من خان يونس إلى الشمال "يشكل ساحة معركة" وأعلنت إغلاقه.
وقالت حركة حماس إن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في شمال خان يونس خلال الليل.
* أهداف إسرائيل في الشمال تحققت تقريبا
قال قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي البريجادير جنرال هشام إبراهيم لراديو الجيش إنهم حققوا معظم الأهداف العسكرية في شمال غزة.
وقال "بدأنا توسيع المناورة البرية إلى أجزاء أخرى من القطاع بهدف واحد هو الإطاحة بجماعة حماس الإرهابية".
ونشر الجيش لقطات لجنود يقومون بدوريات بالدبابات وسيرا على الأقدام في الحقول والمناطق الحضرية التي لحقت بها أضرار بالغة ويطلقون النار من أسلحة من دون تحديد موقعهم داخل غزة.
وقالت الأمم المتحدة إن المناطق الجنوبية التي أمرت إسرائيل بإخلائها منذ انهيار الهدنة قبل ثلاثة أيام كانت تؤوي أكثر من 350 ألف شخص قبل الحرب إضافة إلى مئات الآلاف الذين لجأوا حاليا إلى هناك قادمين من مناطق أخرى.
وكثيرون ممن فروا اليوم الاثنين كانوا بالفعل نازحين من مناطق أخرى. وقال أبو محمد لرويترز إن هذه هي المرة الثالثة التي يضطر فيها للفرار منذ أن ترك منزله في مدينة غزة في الشمال.
وتساءل عن سبب إخراج السكان من منازلهم في غزة ما دامت هناك خطط لقتلهم.
وتدعو الولايات المتحدة إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين جنوب قطاع غزة بشكل يفوق ما فعلته في الحملة التي شنتها الشهر الماضي في الشمال.
لكن السلطات الصحية في غزة قالت إن نحو 900 شخص قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ انتهاء الهدنة يوم الجمعة.
وخلال زيارة لها إلى غزة اليوم الاثنين، قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إن مستوى المعاناة الإنسانية لا يطاق.
ودعت سبولياريتش في بيان لها إلى حماية المدنيين واحترام قوانين الحرب وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس.
وأضافت "من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن للذهاب إليه في غزة، ومع وجود حصار عسكري قائم لا توجد استجابة إنسانية كافية ممكنة حاليا".