عربي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

إنعقاد القمة الخليجية التركية في الدوحة.. وحرب غزة تتصدر الأجندة

إنعقاد القمة الخليجية التركية في الدوحة.. وحرب غزة تتصدر الأجندة

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، أعمال القمة الـ44 لدول مجلس التعاون الخليجي على مستوى القادة، والتي يتصدر أجندتها ملفات حرب إسرائيل على قطاع غزة، والوحدة الاقتصادية الخليجية.

وافتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي تترأس بلاده القمة الخليجية الـ44، وقال في كلمته الافتتاحية، إن القمة "تأتي في وقت نأمل فيه أن يسهم التفاهم والتواصل بين القادة في تنمية وتعزيز العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصالح دولنا، وتطلعات شعوبنا، ويعزز مكانة مجلس التعاون إقليمياً ودولياً، ويتيح فرصاً أكبر للنمو والازدهار".

وشدد على أن "المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة تحتم تشاوراً وتنسيقاً مستمراً بين دول المجلس للتعامل معها". وقال إن القمة تعقد وسط "مأساة خطيرة وكارثة إنسانية غير مسبوقة ناجمة عن العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق، وخاصة في غزة".

وأضاف أمير قطر أنه في فلسطين المحتلة "انتهكت كافة المعايير والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية من خلال ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم ضد الإنسانية. وعلى الرغم من انكشاف حجم الجريمة ما زالت بعض الأوساط الرسمية تستكثر على الشعب الفلسطيني مطلب وقف إطلاق النار".

واعتبر أنه من العار على المجتمع الدولي "أن يتيح استمرار هذه الجريمة النكراء التي تواصل فيها القتل الممنهج، والمقصود للمدنيين الأبرياء العزل بمن في ذلك النساء والأطفال، لقرابة الشهرين".

وقال إن بلاده تواصل العمل لتجديد وتمديد الهدنة في قطاع غزة، وأكد أنها "ليست بدلاً على وقف دائم لإطلاق النار". ودعا مجلس الأمن إلى إجبار إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات بخصوص الحرب في غزة.

وأضاف أمير قطر: "أسر بكاملها شطبت من السجل المدني، وجرى استهداف البنى التحتية الهشة أصلاً، وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود وتدمير المستشفيات والمدارس والمراكز الحيوية، كل هذا بحجة الدفاع عن النفس مع أن الدفاع عن النفس لا ينطبق على الاحتلال وفقاً للقانون الدولي، ولا يجيز ما تقوم به إسرائيل من مجازر إبادة".

وشدد على أن "المجازر تعمق الشعور بالظلم وعجز الشرعية الدولية، لكن الوجه الآخر لهذه المأساة، هو صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على نيل كل حقوقه المشروعة ومركزية قضية الفلسطينية".

وتابع: "كان ممكناً توفير كل هذه المآسي لو أدركت إسرائيل وداعموها أنه لا يمكن تهميش قضية الشعب الفلسطيني، وأن زمن الاستعمار قد ولى، وأن الأمن غير ممكن بدون سلام دائم وكلاهما لا يتحققان بدون حل عادل لهذه القضية".

وجدد الأمير تميم بن حمد، إدانة استهداف المدنيين من جميع الجنسيات والقوميات والدينيات، وشدد على ضرورة توفير الحماية لهم وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني، ودعا الأمم المتحدة إلى ضرورة "إجراء تحقيق دولي بشأن المجازر في حق الشعب الفلسطيني".

من جانبه، دعا أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم بن محمد البديوي، المجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته، والعمل أولاً على ضمان وقف فوري لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، بالإضافة إلى "تفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة، ويحمي المدنيين".

 واستهل البديوي كلمته أمام قمة مجلس التعاون الخليجي بقوله: "نحن اليوم نجد أنفسنا محاطين بشدائد شاخصة، خاصة ما نشهده من جرائم دموية جسيمة تقترف بحق الشعب الفلسطيني في غزة".

واقتبس البديوي جزءاً مما تضمنه أول بيان ختامي لمجلس التعاون الخليجي عام 1981، والذي نص حينها على أن "ضمان الاستقرار في الخليج مرتبط بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي يؤكد ضرورة حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً يؤمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيه حقه في العودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة، ويؤمن الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي طليعتها القدس الشريف".

وأضاف أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في كلمته: "ما زلنا الآن نؤكد خطورة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه من جهة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته من جهة أخرى".

رجب طيب أردوغان

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يخاطر بمستقبل المنطقة بأسرها من أجل حساباته السياسية.

وفي كلمة له، خلال مشاركته كضيف شرف في القمة، لفت أردوغان إلى أن "قتل آلاف الأطفال والنساء، هي جريمة حرب وجريمة ضدّ الإنسانية، ويجب أن تحاسب إسرائيل على ذلك".

وأكد "أننا كنا نأمل أن تكون الهدنة دائمة، ولكن ذلك للأسف لم يحدث"، مشددًا على أن "هدفنا الوصول إلى دولة فلسطينية ذات استقلال وسيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ولفت إلى أن "علاقاتنا مع الدول الخليجية تشهد تطورًا يومًا بعد يوم"، مبينًا أن "حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وتركيا شهد تطورًا كبيرًا ليبلغ 23 مليار دولار".

واستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، الذي يحضر نيابة عن السلطان هيثم بن طارق، ووزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبد الله الجابر، ممثلاً لأمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر.

وتأتي القمة الخليجية في ظل ظروف استثنائية تشهدها المنطقة، مع استئناف إسرائيل حربها على غزة بعد هدنة دامت أياماً قليلة، كانت قد تحققت بوساطة قطرية مصرية أميركية. وتبذل دول مجلس التعاون الخليجي جهوداً دبلوماسية لوقف الحرب كان من بينها استضافة العاصمة السعودية الرياض "القمة العربية الإسلامية" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.


يقرأون الآن