بيئة

رئيس كوب 28 يحث الدول المشاركة خلال قمة المناخ على "الارتقاء بالمعايير"

رئيس كوب 28 يحث الدول المشاركة خلال قمة المناخ على

ناشد الرئيس الإماراتي لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) سلطان الجابر، الدول بالحفاظ على قوة الدفع واختتام القمة في الوقت المحدد بعد ما قال إنه أسبوع تحقق فيه تقدم تاريخي، وذلك قبل أصعب مرحلة للمفاوضات.

وأشاد الجابر في كلمة في وقت متأخر أمس الأربعاء بوفود نحو 200 دولة لاتفاقها في اليوم الافتتاحي من القمة التي تستمر أسبوعين على صندوق "الخسائر والأضرار" لمساعدة الدول المنكوبة بكوارث مرتبطة بالمناخ.

وتعهدت دول وشركات ومؤسسات خيرية بجمع تمويلات للمناخ بقيمة 83 مليار دولار، وهو ما قال الجابر عنه للوفود إنه "يمكنه فقط الارتقاء بالمعايير".

وتابع الجابر "ما حققناه جميعا في أسبوع فقط، في نظري، لا يقل عن كونه تاريخيا. خلال سبعة أيام، أظهرنا أن تعدد الأطراف ناجح حقا ويبلي بلاء حسنا".

يوم راحة

وبينما ساد الهدوء منطقة القمة اليوم الخميس لتعليق المفاوضات رسميا لوجود "يوم راحة" في جدول القمة، عملت الوفود على التوصل إلى اتفاق نهائي في كوب28 بحلول الموعد المقرر لختام المؤتمر يوم 12 كانون الأول/ديسمبر.

ومع استئناف القمة غدا الجمعة، ستبدأ الدول تناول أدق التفاصيل، ومن المتوقع أن يضع الجابر خطة العمل للأسبوع الثاني، بما في ذلك هدف إنهاء القمة مثلما هو مخطط.

وسيكون ذلك إنجازا لم تحققه محادثات مناخ الأمم المتحدة منذ كوب9 في ميلانو بإيطاليا قبل 20 عاما.

وأفادت بيانات وأخبار من موقع (كربون بريف) الإلكتروني بأن ثمانية اجتماعات كوب من أصل الاجتماعات العشرة الأخيرة امتدت وقتا إضافيا بواقع 24 ساعة على الأقل، بما في ذلك كوب27 العام الماضي في مصر وكوب26 الذي سبقه في غلاسجو.

وفي المرحلة الأخيرة من كوب28 ستركز المفاوضات على بعض أصعب قضايا هذا العام.

* التقييم العالمي

لأول مرة، تضطلع الدول بمهمة ضخمة هي تقييم التقدم المحرز في مسألة المناخ حتى الآن وما يتبقى فعله.

ومن المتوقع أن يفضي العمل المعروف باسم "التقييم العالمي" إلى خطة إجراءات السياسة العامة المستقبلية من الحكومات لمحاولة منع تفاقم تغير المناخ إلى حدود متطرفة.

وتظهر مسودات النصوص حتى الآن العديد من خيارات خطط المناخ الوطنية التي يمكن قبولها، ما يعني أن الوزراء لا بد أن يحلوا مسألة غياب الإجماع.

وقالت المراقبة كيريسا كاسبشيك "لا يزال أمامهم كثير لينجزوه من أجل تقديم العلامات السياسية التي ستصحح المسار نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ وإبقاء الدرجة ونصف مئوية في المتناول". وكاسبشيك مديرة سياسات المناخ لدى كونزيرفيشن إنترناشونال.

* الخفض التدريجي؟ التخلص التدريجي؟

تريد الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وعددها 27 دولة، وتشيلي وغيرها أن يتضمن الاتفاق النهائي لكوب28 دعوة صريحة إلى التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري من دون استخدام لغة من شأنها تمكين دول من الاعتماد بقوة على التقاط الكربون واحتجازه في ذلك الهدف.

وحثت وزيرة البيئة التشيلية مايسا روخاس، وهي أيضا عالمة مناخ، نظراءها من دول أخرى على عدم إرجاء القضية للأعوام المقبلة.

وقالت روخاس لرويترز عن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري "إنه ضروري بكل تأكيد. نعلم ذلك منذ وقت طويل".

وللتحايل على اعتراضات من جانب السعودية وروسيا ودول أخرى تعتمد اقتصاداتها على النفط والغاز، يبحث المفاوضون عن صيغة بديلة للإشارة إلى الاستعاضة عن الوقود الأحفوري حتى العقد الرابع من الألفية الجديدة.

وأصبحت صيغة "الخفض التدريجي/التخلص التدريجي" بؤرة خلاف بالنسبة لدول تنتج النفط أو الغاز أو الفحم.

وذكر مراقب للمفاوضات أن ترينيداد وتوباجو العضو بتحالف الدول الجزرية الصغيرة اقترحت أن تكون الصيغة "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بما يتماشى مع أفضل العلوم المتاحة ووسائل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ومبادئها وبنود اتفاق باريس".

وقالت كاترين أبرو مؤسسة منظمة (ديستينيشن زيرو) غير الحكومية "أتوقع أننا سنرى بعض التلاعب اللفظي الإبداعي".

* تمويل المناخ والتكيف معه

منذ تبني اتفاق صندوق الخسائر والأضرار في 30 تشرين الثاني/نوفمبر، قال الجابر إن الدول جمعت أكثر من 726 مليون دولار لضخ رأس مال في الصندوق ويُتوقع ضخ المزيد في الصندوق بحلول ختام قمة كوب لهذا العام.

لكن التقدم المحرز في التكيف مع المناخ توقف، إذ يحتاج الوزراء إلى حل مأزق متعلق بالتزامات الدول الغنية مقابل الدول الفقيرة لتمويل الصندوق.

وسيحتاجون أيضا إلى تناول كيفية تعزيز تمويلات المناخ.

ولا تزال التعهدات المقطوعة في كوب28 أقل بكثير من مئات الملايين اللازمة سنويا لمساعدة الدول النامية في التكيف مع ظروف العالم الآخذ في الاحترار، بما في ذلك ارتفاع مستويات أسطح البحار وتزايد خطورة الموجات الحارة.

وتحتاج الدول النامية أيضا إلى تمويلات سنوية بمليارات، ما لم يكن تريليونات، الدولارات للتحول إلى الطاقة النظيفة.

وذكرت تيريزا أندرسون، التي تقود عمل العدالة المناخية بمنظمة (أكشن إيد إنترناشونال) غير الربحية، "مسألة التمويل مهمة على وجه التحديد لأن الدول النامية مترددة كما هو متوقع إزاء إرهاقها بأهداف عالمية لا تملك ما يكفي لتنفيذها".

رويترز

يقرأون الآن