سوريا

​مسار التطبيع يتقدّم... دمشق تعيّن سفيراً في الرياض

​مسار التطبيع يتقدّم... دمشق تعيّن سفيراً في الرياض

تمّت الخطوة ما قبل الأخيرة في مسار تطبيع العلاقات السورية – السعودية، اذ عيّنت دمشق أيمن سوسان سفيراً لها في الرياض، ليكتمل بذلك عقد البعثة الدبلوماسية التي استقرّت في العاصمة السعودية قبل نحو شهرين. جاء هذا التطور بعد خطوات عدّة اتخذتها العاصمة السورية من أجل احتواء الاستياء العربي جراء التباطؤ في تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في اجتماعي عمان وجدة اللذين مهّدا لعودة سوريا إلى الجامعة العربية. ولم يعد ينقص اكتمال مسار التطبيع بين الدولتين العربيتين سوى أن تتخذ المملكة العربية السعودية قراراً مماثلاً بتعيين سفير لها في دمشق بعد قطيعة استمرت ما يقارب 13 عاماً، وهو ما أكّدت مصادر سورية أنّه سيتمّ خلال وقت قصير.

وأدّى سوسان الأربعاء أمام الرئيس السوري بشار الأسد اليمين الدستورية، باعتباره سفيراً للجمهورية العربية السورية لدى المملكة العربية السعودية. وحضر مراسم أداء اليمين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.

إنفتاح بعد عزلة

وتأتي هذه الخطوة لتُنهي عقداً ونيفاً من مسار تصادمي اتخذته العلاقات السورية – السعودية على خلفية اندلاع أزمات الربيع العربي في بلدان عربية عدة والحرب في سوريا بشكل خاص، ما أدّى إلى إحداث شروخ وتصدّعات في جدار العلاقات العربية بسبب تباين المصالح واختلاف الأجندات والسياسات، وهو ما أفضى بالنسبة الى سوريا إلى دخولها في عقد من العزلة السياسية بسبب اتخاذ معظم الدول العربية قراراً بسحب بعثاتها الدبلوماسية من العاصمة دمشق.

وقد بلغت القطيعة بين البلدين ذروتها عام 2015، قبل أن تراوح مكانها لشهور طويلة ومن ثم لتدفعها طبيعة التطورات الدولية والإقليمية والسورية إلى التراجع والانحدار بهدوء وبطء.

وقد جرت منذ 2017 محاولات عدة لترميم العلاقة بين العاصمتين، غير أنّ هذه الجهود كانت تتوقف عند عقد اجتماعات أمنية بين رؤساء أجهزة الاستخبارات من دون أن تفضي إلى نتائج ملحوظة، لكنها كانت كافية لإذابة الجليد المتراكم خلال السنوات الماضية.

مسار التطبيع

وقد تسارعت جهود التطبيع بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا في 6 شباط /فبراير الماضي، فزار المقداد العاصمة السعودية، قبل أن يردّ الوزير السعودي فيصل بن فرحان التحية بمثلها زائراً العاصمة السورية. وبعد ذلك زار الأسد الرياض مرتين متتاليتين: الأولى للمشاركة في أول قمة بين البلدين (قمة جدة- 19 من أيار/ مايو)، منذ عام 2010، والثانية للمشاركة في القمّة العربية الإسلامية بشأن غزة، قبل أسابيع.

ورغم ذلك، فقد شهد مسار التطبيع بين الدولتين الكثير من المطبّات التي أدّت أحياناً إلى تعثّره وتوقفه، وخصوصاً في ظل بروز خلافات بشأن عدم تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في اجتماعي عمان وجدة التشاوريين، اللذين ألزما دمشق بتنفيذ العديد من المطالب وأهمها ما يتعلق بوقف تهريب المخدرات، والعمل على إعادة المهجرين.

وفي ظلّ الصعوبات السياسية والأمنية التي تعرقل تنفيذ أي خطط لإعادة المهجرين أو القضاء على ظاهرة تهريب المخدرات، يبدو أنّ تقديم بعض التنازلات السياسية كان السبيل الأمثل لضمان عدم توقف مسار التطبيع الذي تراهن دمشق عليه بشدة لتخفيف الأزمة الاقتصادية الحادّة التي تعاني منها.

يقرأون الآن