عقد المكتب الإعلامي الحكومي مؤتمراً صحافياً اليوم الجمعة جاء فيه: "63 يوماً على حرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث ارتكب جريمة جديدة لتضاف إلى سلسلة جرائمه الوحشية بحق شعبنا الفلسطيني من خلال اعتقال العشرات من المدنيين في منطقة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)، وأجبرهم جنود الاحتلال المدججين بالسلاح وتحت تهديد القتل أجبروهم على خلع ملابسهم عند اعتقالهم، مقيدين اليدين وبدون أي حركة، ثم قاموا بوضعهم في شاحنات ونقلوهم وهم عراة إلى شاطئ البحر بعد أن قاموا بتغمية عيونهم، ووضعوهم في البرد وبدون ملابس ومكثوا حتى ساعات الفجر من ذات الليلة بهذه الصورة المهينة التي تحمل كل معاني الحقد اليهودي "الإسرائيلي" والانتقام، ثم بعد ذلك أمروا بعضهم بالعودة إلى بيوتهم وأبقوا على آخرين رهن الاعتقال والتعذيب والتحقيق، ويقول أحد شهود العيان الذين عاشوا هذه الساعات القاسية: لقد عدنا إلى بيوتنا ونحن عراة مشيًا على الأقدام، وتفاجأنا بأن معظم بيوتنا التي خرجنا منها وجدناها محروقة ومسروقة من قبل الجنود".
وتابع المكتب: "وفي مشهد آخر فإن وكالة الغوث الدولية "الأونروا" تُمارس دوراً غامضاً في إذلال الناس وإهانتهم من خلال توقفها عن صرف مساعداتهم من أكياس الدقيق في بعض المناطق أو سياستها البطيئة جداً في مناطق أخرى، ومن خلال متابعتنا الميدانية فإن هناك تباطؤاً متعمّداً تمارسه "الأونروا" وكأنها لا تريد أن تنتهي من أزمة توزيع الدقيق، فعلى الرغم من مساحة العمل الكبيرة التي تحظى بها على صعيد إدخال الدقيق إلى قطاع غزة؛ إلا أن إدارتها للأزمة إدارة مُرتبكة وبطيئة وكأنها تتعمّد إهانة الناس وإذلالهم في توزيع حصص الدقيق على الأسر والعائلات الفلسطينية، وبالتالي فإننا نطالب الأونروا بإنهاء هذه المهزلة وإنهاء عملية توزيع الدقيق والمواد الأساسية مثل الأرز والسكر والملح وغيرها من الأصناف اللازمة لصناعة الخبز، وتوزيعها على جميع الأسر الفلسطينية بأسرع وقت وبالسرعة الممكنة، وفي هذا الإطار فإننا نُحذّر "الأونروا" والمجتمع الدولي وكل العالم بأن قطاع غزة يتعرض بشكل واضح إلى سياسة تجويع وتعطيش مقصودة، وهذا يظهر في النقص الحاد في الغذاء والماء، مما يعطي إشارة واضحة على تبني سياسة تجويع أهالي قطاع غزة، في جريمة دولية رخيصة".
وأضاف: "وإلى جانب هذه المعاناة المتواصلة، مازالت أعداد الشهداء ترتفع بالمئات في كل يوم، حيث بلغ عدد الشهداء (17,490) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات، بينهم (7,870) طفلاً و(6,121) امرأة، فيما بلغ عدد المفقودين (7,780) مفقوداً إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، وبلغ عدد الإصابات أكثر من (46,558) مصاباً منذ بدء حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة. ومازلنا نُحذّر كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية والعالمية من وقوع كارثة إنسانية يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد المدنيين وبموافقة واضحة من الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي، من خلال تدمير أكثر 61% من المنازل والوحدات السَّكنية في قطاع غزة، حيث دمّر الاحتلال أكثر من (305,000) وحدة سكنية ضمن حرب الإبادة الجماعية الشاملة ضد شعبنا الفلسطيني".
وأشار المكتب الى أنه "في ظل هذه الحالة الإنسانية الاستثنائية البالغة الخطورة فإن ظروف النازحين الذين يتجاوز عددهم (1.5) مليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة؛ تزداد حياتهم صعوبة وقساوة بصورة بالغة، حيث أن ذلك يهدد بشكل واضح الأمن الغذائي والمائي والدوائي، كما ويعاني هؤلاء من سوء المعيشة والمأوى مما فاقم حياتهم اليومية، والتي ازدادت كارثية بانتشار الأمراض والأوبئة المختلفة بالتزامن مع دخول فصل الشتاء والبرد القارص".