في زيارة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم، وصلت إلى مطار العريش بعثة من مجلس الأمن تضم ممثّلين للدول الأعضاء الحاليين والجدد في مجلس الأمن للاطلاع على عمليات الإغاثة لغزّة في رفح والمساعدات الانسانية القليلة التي تدخل إلى القطاع.
وتأتي الزيارة بناء على دعوة من دولة الامارات العربية المتحدة، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، والتي قدّمت الاسبوع الماضي مشروع قرار إلى المجلس يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لدواعٍ إنسانية، في إطار جهودها لتخفيف المعاناة الانسانية في غزة منذ بدء الحرب والتي تفاقمت بعد انهيار الهدنة الأسبوع الماضي.
وكانت الولايات المتحدة استخدمت حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار، ما أثار غضباً دولياً واسعاً. وغاب ممثّلا الولايات المتحدة وفرنسا عن الجولة.
وانطلق الوفد من مطار أبوظبي على متن طائرة لشركة "الاتحاد"، ورافقه عدد من الصحافيين.
وبحسب البرنامج الأوّلي، تشمل الزيارة الاطّلاع على العمليات الانسانية في مطار العريش ولقاءات مع حاكم شمال سيناء ومسؤول من وزارة الخارجية المصرية ورئيس العمليات في الهلال الاحمر المصري لطفي غيث وممثل الهلال الأحمر الفلسطيني في مصر، وإيجازاً من مسؤولين في وكالات أممية.
كذلك، تشمل الجولة زيارة لمستشفى العريش وزيارة ميدانية لمعبر رفح.
ويضمّ الوفد: لانا نسيبة (الإمارات)، مهى بركات (الإمارات)، فاريت هوكسا (ألبانيا)، سيرجيو فرانسا دانيسي (البرازيل)، زانغ جون (الصين)، خوسيه خافيير دلا غاسكا لوبيز دومينيغيز (الإكوادور)، هارولد أدلاي أغيمان (غانا)، فانيسا فرايزر (مالطا)، بيدرو كوميسيارو أفونسو (موزنبيق)، فاسيلي نيبينزيا (روسيا)، بربرا وودورد (المملكة المتحدة)، صامويل زبوغار (سلوفينيا)، تريشالا برسود (غيانا)، ميتسوكو شينو (اليابان)، سنجين كيم (كوريا الجنوبية)، أمارا صوا (سيراليون)، أدريان دومينيك حوري (سويسرا)، فيليب لازاريني (UNRWA)، لين هاستينغز (UNLP).
وكان قد تقرر أن يزور 12 مندوبا لدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الحدود بين مصر وقطاع غزة اليوم الاثنين بعد أيام قليلة من تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن آلاف الأشخاص في القطاع الفلسطيني المحاصر "يتضورون جوعا".
ورتبت الإمارات الزيارة إلى رفح، حيث عبرت مساعدات إنسانية وإمدادات وقود محدودة إلى غزة، بينما يتفاوض مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا على مشروع قرار صاغته الإمارات يطالب الطرفين المتحاربين "بالسماح باستخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى غزة وفي جميع أنحائها" لإيصال المساعدات.
كما يتضمن مشروع القرار إنشاء آلية لمراقبة المساعدات تديرها الأمم المتحدة في قطاع غزة. ولم يتضح على الفور متى يمكن طرح مشروع القرار للتصويت.
وقالت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة إن الهدف من الزيارة هو "التعرف بشكل مباشر على ما هو مطلوب فيما يتعلق بتوسيع نطاق العمليات الإنسانية التي تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة". وأشارت إلى أنها ليست زيارة رسمية لمجلس الأمن.
ولن ترسل الولايات المتحدة ممثلا لها في الزيارة التي تأتي في أعقاب استخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي ضد طلب مقترح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وقال نيت إيفانز المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة "الولايات المتحدة تدرك تمام الإدراك الوضع الصعب للغاية في رفح، وتعمل على مدار الساعة لمحاولة تحسين الوضع على الأرض".
وأضاف أن الدبلوماسية الأميركية "تواصل إحراز نتائج" وأن واشنطن "كانت واضحة بشأن الحاجة إلى مزيد من المساعدات وتواصل دعم الهدنة الإنسانية التي يمكن خلالها إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات".
ولم ترسل فرنسا والغابون أيضا مندوبيهما في الرحلة إلى رفح. ولم ترد البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة على طلب التعليق.
وقال غوتيريش في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأحد: "قمت بحث مجلس الأمن على الضغط من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية في غزة وكررت دعوتي لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وللأسف فشل مجلس الأمن في القيام بذلك".
وكتب غوتيريش الذي اتخذ خطوة نادرة لتحذير مجلس الأمن رسميا يوم الأربعاء من التهديد العالمي الذي يشكله الصراع "لكن هذا لا يجعل الأمر أقل ضرورة. أعدكم: لن أكف عن ذلك".
تصويت الجمعية العامة
تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا غدا بشأن الوضع في غزة بناء على طلب البلدان العربية ودول منظمة التعاون الإسلامي. وقال دبلوماسيون إن الجمعية المؤلفة من 193 عضوا من المرجح أن تصوت على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
واعتمدت الجمعية العامة في تشرين الأول/أكتوبر قرارا بأغلبية 121 صوتا مؤيدا و14 صوتا معارضا وامتناع 44 عن التصويت يدعو إلى إقرار "هدنة إنسانية فورية وراسخة ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية".
وقصفت إسرائيل غزة جوا وفرضت عليها حصارا وشنت هجوما بريا ردا على هجوم نفذته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر . وتقول إسرائيل إن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. وتقول السلطات المعنية في قطاع الصحة في غزة إن حوالي 18 ألف شخص قتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية وأصيب 49500.
وأُجبر الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على النزوح من ديارهم. وقال غوتيريش لمجلس الأمن يوم الجمعة "نصف سكان الشمال وأكثر من ثلث النازحين في الجنوب يتضورون جوعا".
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 100 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية دخلت غزة من مصر أمس وهو العدد ذاته المسجل في اليوم السابق.
وأشار مكتب الأمم المتحدة إلى أن هذا العدد "أقل بكثير" من المتوسط اليومي البالغ 500 حمولة شاحنة شاملة الوقود كانت تدخل كل يوم عمل قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر .
وقال غوتيريش يوم الجمعة "لم تعد الظروف الواجب توافرها لإيصال المساعدات الإنسانية بفاعلية قائمة". وأضاف "المعبر في رفح لم يكن مهيأ لاستيعاب مئات الشاحنات ويشكل عنق الزجاجة الرئيسي".
وتضغط الأمم المتحدة من أجل فتح معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل. ووافقت إسرائيل على السماح باستخدامه لعمليات التفتيش وليس لدخول غزة. ويتم تفتيش الشاحنات في كرم أبو سالم قبل دخولها غزة من معبر رفح على بعد نحو ثلاثة كيلومترات.
كما وجهت الإمارات الدعوة للأعضاء الجدد في مجلس الأمن وهم الجزائر وجيانا وسيراليون وسلوفينيا وكوريا الجنوبية الذين يبدأون فترة ولايتهم لمدة عامين في الأول من كانون الثاني/يناير. وتحل هذه الدول محل ألبانيا والبرازيل والغابون وغانا والإمارات. والجزائر هي الدولة الوحيدة التي لم ترسل مندوبا.
رويترز