أعلن الجيش الأردني اليوم الثلاثاء، مقتل أحد عناصره وجرح آخر في اشتباك مسلح مع العشرات من المهربين على الحدود الشمالية مع سوريا، بحسب وكالة "بترا".
وأوضح أنه "في تمام الساعة الرابعة فجر اليوم الثلاثاء، وعلى الواجهة الحدودية الشمالية للمملكة، وقع اشتباك مسلح مع العشرات من المهربين الذين أطلقوا النار على قوات حرس الحدود الأردنية، مستغلين حالة انعدام الرؤية وكثافة الضباب لإدخال كميات كبيرة من المخدرات، وتمّ تطبيق قواعد الإشتباك ما أسفر عن مقتل عدد من المهربين ودفع البقية منهم إلى الفرار داخل العمق السوري".
وأفاد بأن "الإشتباك أسفر أيضًا عن استشهاد الوكيل أول إياد عبد الحميد النعيمي وإصابة الوكيل أول سالم مفتن سالم وكلاهما من مرتب قوات حرس الحدود"، مشددًا على أن "القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي تتعامل بكل قوة وحزم مع أي عملية تسلل أو محاولة تهريب لحماية الحدود ومنع من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني الأردني".
وتقول واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون ومسؤولون غربيون يعملون في مكافحة المخدرات إن سوريا أصبحت مكانا رئيسيا في المنطقة لتجارة المخدرات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، كما بات الأردن طريق عبور رئيسيا لنقل الأمفيتامين السوري الصنع، المعروف باسم الكبتاغون، إلى دول الخليج.
وعلى غرار الدول الغربية، يتهم مسؤولون أردنيون جماعة حزب الله اللبنانية وفصائل مدعومة من إيران تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب سوريا بالوقوف وراء ارتفاع محاولات تهريب المخدرات ودعم عمليات المهربين. وتنفي جماعة حزب الله هذه الاتهامات.
ويقول خبراء في الأمم المتحدة وواشنطن إن تجارة المخدرات غير المشروعة تُستخدم في تمويل نشر الفصائل الموالية لإيران والقوات شبه العسكرية الموالية للحكومة السورية والتي ظهرت بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.
وحصل الأردن على وعود بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية الأميركية لتعزيز الأمن على حدوده، وقدمت واشنطن منذ بدء الصراع السوري نحو مليار دولار لإنشاء نقاط حدودية، حسبما صرح مسؤولون أردنيون.
ويقول مسؤولون أردنيون كبار إنهم عبّروا عن مخاوفهم للسلطات السورية وروسيا، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت مصادر مخابراتية محلية وغربية إن الأردن، الذي نفد صبره إزاء ما يقول إنها وعود لم يتم الوفاء بها للحد من تجارة المخدرات، أخذ الأمور على عاتقه ونفذ عدة ضربات داخل الأراضي السورية هذا العام مستهدفا أماكن لتصنيع المخدرات مرتبطة بإيران.
ويتوقع المسؤولون ارتفاع محاولات التهريب، التي تستخدم أيضا طائرات مسيرة، خلال أشهر الشتاء المقبلة.
وتقول دمشق إنها تبذل قصارى جهدها للحد من عمليات التهريب، وتنفي تعاون جيشها وقواتها الأمنية مع الفصائل المدعومة من إيران.
وتقول إيران إن هذه الاتهامات تأتي في إطار المؤامرات الغربية ضد البلاد.