انطلقت، صباح اليوم الاثنين، عملية التصويت في الاقتراع العام لانتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة بإقليم في العراق، حيث شرعت المراكز الانتخابية بفتح أبوابها أمام العراقيين لكي يدلوا بأصواتهم.
وجرت يوم السبت الفائت عملية الاقتراع الخاص للانتخابات المحلية الخاصة بأفراد القوات الامنية والنازحين ونزلاء السجون.
وتشمل هذه الانتخابات 15 محافظة من أصل 18 حيث هناك 3 محافظات في إقليم كردستان غير مشمولة بهذه الانتخابات المخصصة للمحافظات غير المنتظمة بإقليم.
كما تجرى الانتخابات المحلية في محافظة كركوك ايضا لاول مرة منذ العام 2005، نظراً لخصوصيتها.
ويقول عماد جميل رئيس الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات، إن عدد البطاقات البيومترية الموزعة 14 مليون و 250 الف بطاقة.
ومن المرجح أن يعزز الائتلاف الشيعي الحاكم من خلال تلك الانتخابات قبضته على السلطة في ظل مقاطعة رجل الدين الشعبوي مقتدى الصدر المنافس الرئيسي.
وتمهد الانتخابات الطريق أمام الانتخابات البرلمانية المقررة في عام 2025 والتي ستحدد توازن القوى في دولة حققت فيها الجماعات المرتبطة بإيران مكاسب سياسية في السنوات القليلة الماضية.
ومن المرجح أن يسيطر خصوم الصدر من الشيعة، الذين عرقلوا محاولته لتشكيل حكومة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية عام 2021، على معظم مجالس المحافظات لا سيما في المحافظات الجنوبية التي تقطنها أغلبية شيعية.
ومن شأن هذا أن يعزز قوة الائتلاف الشيعي الحاكم المعروف باسم الإطار التنسيقي ويعمق قوته من خلال الوصول إلى ثروات البلاد النفطية التي يمكن إنفاقها على المشروعات والخدمات المحلية.
ويشكل التحالف بالفعل أكبر كتلة في البرلمان بعد انسحاب أعضاء حزب الصدر.
وبدأت السلطات الأمنية، منذ ليلة أمس بحظر حركة الدراجات النارية ومركبات الحمل الكبيرة في الطرق.
وكان مجلس الوزراء قد حدد في مطلع شهر حزيران/ يونيو الماضي يوم 18 من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري موعداً لانتخابات مجالس المحافظات والاقضية للعام 2023.
وأُجريت انتخابات مجالس المحافظات آخر مرة في العراق العام 2013 قبل أن يتم حلها بالمظاهرات الكبرى التي اجتاحت البلاد في شهر تشرين الأول/أكتوبر العام 2019 احتجاجاً على تردي الواقع المعيشي والخدمي، وتفشي الفساد المالي والاداري، واستشراء الفساد في مؤسسات الدولة ودوائرها.
وتقاطع قوى وأحزاب سياسية أبرزها وأكبرها حجماً من حيث القواعد الشعبية التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، هذه الانتخابات لتخلو الساحة للإطار التنسيقي الذي يضم اطرافاً شيعية مناوئة للتيار الصدري.
وقال الصدر، وهو زعيم شعبوي قدم نفسه كمعارض قوي لكل من إيران والولايات المتحدة، إن الانتخابات ستعزز هيمنة الطبقة السياسية الفاسدة.
وتأسست مجالس المحافظات بعد اجتياح القوات الأميركية، وحلفائها وإسقاط نظام صدام حسين في ربيع العام 2023.
وتتمتع مجالس المحافظات بصلاحيات بعدة صلاحيات من بينها انتخاب المحافظ ونائبيه بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس خلال مدة أقصاها 30 يوما من تاريخ انعقاد أول جلسة للمجلس.
كما يمكن للمجلس استجواب المحافظ أو أحد نائبيه لعدة أسباب، من بينها هدر المال العام أو الإهمال والتقصير في أداء الواجب، أو عدم النزاهة والاستغلال الوظيفي.
وتملك هذه المجالس صلاحيات رقابية على جميع أنشطة دوائر الدولة في المحافظة، لـ"ضمان حسن أداء عملها"، باستثناء المحاكم والوحدات العسكرية والكليات والمعاهد والدوائر التابعة للحكومة الاتحادية. كما تتولى رصد موازنات لقطاعات الصحة والنقل والتعليم.
ووفقا للدستور العراقي فإن مجالس المحافظات لا تخضع لسيطرة أو إشراف أي وزارة أو جهة غير مرتبطة بوزارة، ولديها صلاحيات إدارية ومالية خاصة بها.
