على الرغم من البرودة الملحوظة في مقاربة الملف الرئاسي، فإنّه قد يوضع على نار التحريك بداية السنة الجديدة. فيما اكّد مسؤول كبير لـ"الجمهورية"، أنّ "الملف الرئاسي يجب ان يُفتح بصورة نهائية وننتهي من هذه الأزمة، فظروف المنطقة تضغط، وليس معلوماً ما تخبئه بعد، ولذلك المطلوب أن نعجّل في حسم هذا الملف وانتخاب رئيس للجمهورية، حتى لا نصل مع تدحرج الوضع الى وقت لا يعود في إمكاننا ان نفعل شيئاً، وحتى بعد سنوات".
ولفت المسؤول عينه الى انّ "عودة الحديث من قِبل البعض عن مواصفات خلافية للرئيس العتيد، وتفصيل الرئاسة على مقاسات سياسية وحزبية او سيادية، يؤكّدان انّ اصحاب هذا المنطق لا يقرأون الّا في كتاب مصالحهم، التي هي على النقيض لمصلحة لبنان واللبنانيين، التي تقوم على التوافق، ودون هذا التوافق لن نصل إلى مكان. وثمة مثال حي على أنّه بالتوافق يمكن ان تُحلّ كل الامور، تجلّى في الجلسة التشريعية الأخيرة، حيث توافقت الكتل النيابية من اتجاهات مختلفة على إقرار قانون التمديد لقائد الجيش ومن هم في رتبة لواء. فلولا لم يتوفّر هذا التوافق، هل كنا تمكنا من تصديق هذا القانون. وهذا الامر ينطبق على رئاسة الجمهورية، التي نستطيع ان ننتخب الرئيس غداً إن عزمنا على التوافق في ما بيننا على انتخاب رئيس اياً يكن هذا الرئيس"؟
وإعادة فتح الملف الرئاسي، اكّدتها مصادر مواكبة للحراكات الخارجية لـ"الجمهورية"، بحديثها عن اشارات جدّية حول احتمال تجدّد المسعى القطري حول الملف الرئاسي في وقت قريب، عبر الشيخ "أبو فهد" جاسم بن فهد آل ثاني، لاستكمال مسعاه الذي سبق أن شهد بعض التقدّم في زياراته السابقة الى بيروت. (يُشار في هذا السياق الى انّ الموفد القطري كان قد طرح خلال محادثاته مع الأطراف السياسية ثلاثة اسماء لرئاسة الجمهورية: قائد الجيش العماد جوزف عون، والنائب نعمة افرام، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري).
وتؤكّد ذلك ايضاً الأجواء الفرنسية، حيث أبلغت مصادر ديبلوماسية إلى "الجمهورية" قولها: "إنّ الموفد الفرنسي جان ايف لودريان سيعود الى بيروت، لإكمال مهمّته"، من دون ان تحدّد موعداً لزيارته، الّا انّها اشارت الى أنّ المشاورات تتواصل على خط اللجنة الخماسية، بهدف بلورة تحرّك فاعل لمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، الذي نرى ضرورة ملحّة في أن يتمّ على وجه السرعة، ويجب ان يدرك اللبنانيون أنّ الوضع في لبنان خطير جداً، وباريس تنظر بقلق شديد الى الوضع المتصاعد على الحدود، لقد ارسلنا مجموعة رسائل الى "حزب الله" وكذلك الى اسرائيل، لعدم التسبب في مواجهات واسعة عواقبها كارثية، وزيارة وزيرة الخارجية الفرنسية تندرج في هذا الاطار".