أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في احتفال الذكرى السنوية الرابعة لمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن الدماء والتضحيات والصبر لن يكون لها الا النتائج المباركة التي ستعود بالخير على كل الأمة، مؤكدا أن "هذه الحرب على لبنان منعها أمران الأمر الأول مسارعة المقاومة الى فتح الجبهة مما أفقد الاسرائيلي عنصر المفاجأة والأمر الثاني قوة وشجاعة وجرأة المقاومة". وهدد نصرالله: "في حال شنت الحرب على لبنان، سيكون قتالنا بلا ضوابط وبلا سقف".
وتوعد نصرالله: "اغتيال الشيخ صالح العاروري جريمة خطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب وبيننا الميدان والأيام والليالي".
وأشار الى أنه بعد "الغيبة" التي ترك فيها الكلام للميدان، سيقسّم كلامه على دفعتين بين اليوم والجمعة المقبل حيث له كلمة مرتقبة وإفاضة.
وقال: "ما نراه اليوم في غزة وساحات الميادين، قاسم سليماني حاضر بقوة منذ أن تولى القيادة في حرس الثورة في ايران".
العاروري
وتابع: "كنا نستمع الى والدة الشهيد القائد الحاج صالح العاروري وأخواته اللواتي تحدثن بمنطق الثبات والقوة وهذا حال كل العائلات الشريفة في كل مكان.ونحن نتوجه لنعزي ونبارك بكل هؤلاء الشهداء الذين مضوا على طريق القدس ونتوجه بالتحية لكل عائلاتهم الذين يعبرون عن ايمانهم وثباتهم وصمودهم.والشيخ الشهيد صالح العاروري قائد جهادي كبير أمضى عمره حتى ليلة استشهاده في الجهاد والمقاومة والعمل والأسر ".
وأضاف: "خلافاً لما يدعيه العدو أقول إن المقاتلين ما زالوا يقاتلون عند الحدود عند الشريط الشائك جنوبي لبنان".
العراق
وربط نصرالله المقاومة في العراق بالإرث الذي خلفه سليماني: "هذه المقاومة القوية المقتدرة في العراق أصحابها معروفون ومن يدعمها معرفون ولم يتخلّ الحاج قاسم عن هذه المقاومة رغم التهديدات فلم يتردد لحظة على الاطلاق في مواصلة دعم المقاومة العراقية التي صنعت هذا الانتصار".
محور المقاومة
ورأى نصرالله أن "محور المقاومة يلتقي على رؤية استراتيجية واضحة حيث الأعداء والأصدقاء محددون والأهداف واضحة. وفي هذه التجربة لا يوجد عبيد بل لا يوجد سوى القادة السادة والقادة الشهداء الذين يصنعون النصر لأمتهم ".
طوفان الأقصى
رأى نصرالله أن عملية طوفان الأقصى سيكون لها التأثير الأكبر في المنطقة لاسباب منها إعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة، إضافة الى تحجيم العدو الاسرائيلي الذي ظهر على حقيقته.
وقال: "على الرغم من المجازر ومحاولة جهات تحميل ما جرى في غزة للضحية وتبرئة الجزار، فإن استطلاعات الرأي تؤكد في العالم ارتفاع نسبة التأييد لحركات المقاومة في فلسطين". وأضاف: "عندما نرى حجم وأهمية وعظمة النتائج والإنجازات التي تحققت حتى الآن سنزداد تسليماً ورضى بحجم التضحيات".
وأثنى على أهمية التحول في الرأي العام الأميركي لمعرفة حقيقة الوضع على أرض فلسطين. وأمام هول ما جرى في غزة انقلب السحر على الساحر فاستطلاعات الرأي الأميركية تقول أكثر من 50 بالمئة من الشباب الأميركي يقول يجب تفكيك دولة اسرائيل واعادة كل ارض فلسطين للشعب الفلسطيني".
المجتمع الاسرائيلي
أما تأثير طوفان الأقصى على المجتمع الاسرائيلي، أشار نصرالله الى انهيار الردع و"تهشيم" الكيان أمام المستوطنين. وتابع: "من نتائج طوفان الأقصى سقوط صورة اسرائيل في العالم التي عمل عليها الاعلام الغربي. والواقع أنه ما من نصر اسرائيلي في غزة".
وأضاف: "الاسرائيليون اذا فقدوا الامان يحملون حقائبهم ويغادروا لانهم غير مستعدين للعيش في ظل الخوف من الحرب والصواريخ ووجود حكومة لا تعرف كيف تحمي مواطنيها".
وأكد أن الجيش الاسرائيلي لا يعلن الحجم الحقيقي لخسائره، وأن طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات أسقط نظرية الملجأ الآمن التي على أساسها قامت هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة.
وتوجه الى اللبنانيين قائلا: "تجربة طوفان الاقصى علمتنا أن الضعيف لا يكترث له العالم وهذا ما فعلته المنظمات الدولية. وهذه التجربة تقول إن كنت ضعيفًا لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان فإن كنت قويًا تفرض احترامك على العالم".
لبنان
وعن تعاطي حزب الله مع ما يجري في غزة، قال: "انتظر الاسرائيلي أن يدخل حزب الله المعركة حتى يلجأ للآخرين للتخلص من الحزب. ومسارعة دخول جبهة لبنان إلى المعركة أفقدت العدو الإسرائيلي عنصر المفاجأة.
وعن الجبهة اللبنانية، أشار إلى "أننا فتحنا الجبهة في جنوب لبنان إسناداً لقطاع غزة، مع مراعاة المصالح الوطنية".
ورأى أن ما حصل أمس جريمة خطيرة لأنهم "قتلوا الشيخ صالح واعتدوا على الضاحية". وأوضح: "جاءتنا الرسائل ليلا بأن المستهدف هي حماس وليست حزب الله، وهذا التبرير لا يمر على الاطفال حتى".
وقال: "الحرب معنا مكلفة جدا وحتى الان نداري المصالح الوطنية في لبنان ولكن في حال ذهبنا الى خيار الحرب فلا أحد يجربنا: "من يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة واذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية فاذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط.ونحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات لكن اذا فكر العدو أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف".