بعد سنوات من تسلل فيروس "ستاكسنت" إلى منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في نطنز الإيرانية وما أثاره الحادث من إشارات استفهام حينها، كشف تقرير استقصائي لصحيفة "دي فولكس كرانت" الهولندية هوية المهندس الذي أصاب المنشأة النووية بالشلل، لتتوضح معه كواليس واحد من سلسلة حوادث "تبادل الضربات" بين طهران والغرب.
إريك فان سابين، المهندس الهولندي الذي تمكن بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، من الوصول إلى واحدة من أكثر المنشآت الإيرانية تحصينا، حقق الهدف من خلال إدخال معدات ملوثة بالفيروس إلى منشأة نطنز النووية وتركيبها على مضخات مياه.
"ستاكسنت" الدودي الذي كلف تطويره مليار دولار، هو برنامج كمبيوتر "خبيث"، يهاجم أنظمة التحكم الصناعية المستخدمة على نطاق واسع، التي تنتجها شركة "سيمنز إيه جي" الألمانية، ويستغل ثغرات أمنية في نظام التشغيل "مايكروسوفت ويندوز".
تفاصيل "شلل" نطنز النووية
عام 2007 تمكن سابين، عميل جهاز الاستخبارات والأمن العام الهولندي من إدخال أجهزة ومعدات ملوثة بالفيروس إلى منشأة نطنز، أدت بعد ثمانية أشهر إلى أكبر ضربة يتلقاها البرنامج الإيراني للتسلح النووي.
المهندس الهولندي المتزوج من إيرانية الذي سافر إلى إيران عدة مرات، عمل في إحدى شركات النقل التي أرسلت قطع غيار لصناعة النفط والغاز في إيران سابق.
في نهاية 2008، سافر سابين وأسرته إلى إيران لمدة 10 أيام لقضاء عطلة نهاية السنة، لكنه غداة وصوله طلب من أسرته المغادرة فورا.
وبعد أسبوعين من مغادرته الغامضة لإيران، توفي بحادث انقلاب دراجته النارية.
وقالت "دي فولكس كرانت" إن إطلاق الفيروس الذي أصاب دول أخرى لاحقا، كان بمثابة إعلان عن "تدشين الحرب الرقمية، فانتشاره سيؤدي إلى تصاعد سباق التسلح عبر الإنترنت أكثر".
ودق فيروس "ستاكسنت" ناقوس الخطر في إيران من خطر اعتمادها على برمجيات وقطع غيار مستوردة من الخارج، ومستخدمة على نطاق واسع في منشآتها النووية والعسكرية.