وصل الموفد الرئاسي الاميركي الخاص آموس هوكشتاين الى بيروت اليوم الخميس، واستبقته الكثير من الأسئلة حول ما يحمل في جعبته خصوصا انه اجتمع مع المسؤولين في تل أبيب وسط تضارب في المعلومات اذ هناك من يقول ان جولته روتينية ولا تحمل أي جديد فيما يعتبر البعض الآخر انه يحمل مقترحات للجانب اللبناني، وان الامور تسير على السكة الصحيحة الا أن السياسي خلدون الشريف، قال في حديث لموقع "وردنا": " قرأنا الرسالة التي رفعها لبنان الى مجلس الأمن، وفي هذه الرسالة يقول لبنان انه مستعد لتطبيق القرارات الدولية وان اسرائيل هي التي تعارض تطبيق هذه القرارات ومنها 1701.وتحدد الرسالة نقاط الخلاف بين لبنان واسرائيل حول تحديد الحدود وليس ترسيمها. اليوم، لا بد ان لدى هوكشتاين عناصر لفتح حوار حول تحديد حدود لبنان، لكن هوكشتاين كما الغرب، يطلبون تبريد الجبهة الجنوبية بمعنى ان هناك ربط بين البدء بعملية التفاوض وتبريد الجبهة بين "حزب الله" والجانب الاسرائيلي. ويؤكد الحزب انه لن يبرد الجبهة قبل توقف اطلاق النار في غزة. إذا، المشهد كالتالي: الربط بين غزة والجنوب من جهة، واستعداد لبنان لتثبيت حدوده واستعداد اسرائيل للبدء في المفاوضات والاستعداد الاميركي للتوسط".
واعتبر الشريف ان "المشكلة الاساسية اليوم ليست في الحدود انما في طلب اسرائيل من حزب الله ايقاف اطلاق النار في اتجاه المستوطنات، وهذا أمر لن يقدمه الحزب لاسرائيل قبل ايقاف الحرب على غزة"، مؤكدا ان "لدى هوكشتاين بعض العناصر التي تسمح له البدء بمفاوضات حول الحدود البرية".
أما في اطار الاستحقاق الرئاسي، فقد أشار الشريف الى ان "ليس هناك ما يطبخ في الكواليس على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية، وما كان مطروحا لا زال مطروحا اذ هناك مرشحين جديين للرئاسة الى هذه اللحظة هما قائد الجيش العماد جوزيف عون والوزير السابق سليمان فرنجية"، لافتا الى أن " الخماسية ستعقد اجتماعا قريبا جدا، وبعد هذا الاجتماع سيزور المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان بيروت. ومن أهم المواصفات التي تم التوافق عليها أن يكون الرئيس مقبولا من أغلب الاطراف السياسية اللبنانية. وحين يتوافر هذا العنصر، تحصل الانتخابات.ولا نعلم ما يمكن أن يحمله معه لودريان من عناصر جديدة في هذا السياق. وبالتالي، يمكن أن نقول ان الافق الرئاسي لا يزال مقفلا".
ورأى ان " ما تقوم به المعارضة هو هجوم استباقي لقطع الطريق على المرشح المدعوم من حزب الله".
وفي ظل الحديث عن تسوية كبرى في المنطقة بعد حرب غزة ربما تأتي على حساب لبنان الذي يعاني من الشغور الرئاسي وحكومته مستقيلة بالاضافة الى الاختلاف العميق بين الجهات السياسية حول القضايا الوطنية الكبرى، أوضح الشريف لموقعنا ان " ميدان غزة يحدد الى أين ستذهب التسوية. هل ستكون لمصلحة الفلسطينيين أو لمصلحة الاسرائيليين؟ ثم ان لبنان بدون أدنى شك سيكون جزءا من التسوية. حرب غزة أحدثت تغييرا في ديناميكية الصراع وديناميكية التسوية."
ورأى ان " التسوية ستتضمن اسم رئيس الجمهورية كما واسم رئيس الحكومة، وستعيد الى لبنان حقوقه في الحدود البرية"، مشددا على انه " لا يمكن إيقاف الحرب في غزة الا بطلب من الولايات المتحدة الاميركية التي تملك مفتاح الحرب والسلم. وبالتالي، اسرائيل تنتظر الطلب الاميركي في إيقاف الحرب، وهذا لم يحصل الى اليوم. لكن، أنا أعتقد ان الحرب لن تطول لأن اسرائيل لم يعد لديها القدرة في الاستمرار كما ان الاميركي لديه النية في ايقاف هذه الحرب".
واعتبر ان "هناك عملا جديا في الكواليس بين الفرنسي والقطري مع حزب الله لتجنيب لبنان من الانزلاق في الحرب"، مشيرا الى ان " الحروب لا تخضع لقواعد بمعنى انه لا يمكن التكهن بأي انزلاق كي يحصل في أي لحظة نتيجة أي تطور ميداني".
وأكد الشريف "اننا اليوم في لحظة هامة جدا ومصيرية أي انه يمكن أن ننزلق الى حرب فجأة، لكن في اللحظة التي يتم فيها تجاوز الحرب، ندخل في عهد التسويات بمعنى تبريد الصراعات. وهذا ليس تفاؤلا انما هذا هو السياق الطبيعي للامور، واذا لم نصل الى تسوية سنستمر في الازمة حتى الانتخابات النيابية المقبلة".