السودان

الأمم المتحدة تبحث عن ممرات بديلة لإغاثة السودان

الأمم المتحدة تبحث عن ممرات بديلة لإغاثة السودان

أعلن مسؤول كبير في الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أن وكالات إغاثة تتطلع لإدخال المساعدات إلى السودان عبر طريق جديد من جنوب السودان بسبب الصعوبات التي تواجهها في الوصول إلى مناطق كثيرة في البلاد بعد مرور تسعة أشهر على الحرب التي تسببت في أزمة إنسانية كبيرة.

وتركت الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية نحو نصف سكان السودان البالغ عددهم 49 مليون نسمة في حاجة إلى المساعدات. وفر أكثر من 7.5 مليون شخص من منازلهم، مما جعل السودان تواجه أكبر أزمة للنازحين على مستوى العالم فضلا عن ارتفاع معدلات الجوع بها.

وتتعرض إمدادات المساعدات للنهب والعاملون في المجال الإنساني لاعتداءات، في حين تشكي الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية منذ فترة طويلة من العقبات البيروقراطية التي تحول دون الوصول إلى مدينة بورتسودان التي يسيطر عليها الجيش والحصول على تصاريح للسفر إلى مناطق أخرى من البلاد.

وقال ريك برينان، مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في مؤتمر صحافي بالقاهرة اليوم الاثنين "بيئة العمل هناك صعبة للغاية".

ولم يعد بإمكان وكالات الإغاثة الوصول إلى ود مدني التي كانت مركزا للمساعدات في السابق بعد أن انتزعت قوات الدعم السريع السيطرة عليها من الجيش الشهر الماضي. وتقع ود مدني بولاية الجزيرة الزراعية جنوب شرقي الخرطوم.

وقد أدى تقدم قوات الدعم السريع إلى الجزيرة والقتال الذي اندلع في الآونة الأخيرة بولاية جنوب كردفان بين الجيش والقوات شبه العسكرية والحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال إلى موجة نزوح جديدة.

ولم يعد يُسمح للأمم المتحدة وغيرها من الوكالات إلا بالعمل خارج مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، فضلا عن إيصال المساعدات من تشاد إلى منطقة دارفور الغربية، حيث تقع عمليات قتل بدوافع عرقية.

وقال برينان "نتطلع أيضا لتدشين عمليات عبر الحدود من جنوب السودان إلى الأجزاء الجنوبية من ولايات كردفان في السودان".

* تفشي الأمراض

زاد تدهور الخدمات الصحية عندما اندلعت الحرب في منتصف نيسان/ابريل.

وقال برينان "لدينا ما لا يقل عن ستة أمراض رئيسية متفشية، منها الكوليرا... لقد شهدنا أيضا تفشي الحصبة وحمى الضنك وشلل الأطفال الناتج عن أخذ اللقاح والملاريا وغير ذلك. كما أن مستويات الجوع ترتفع أيضا بسبب عدم إمكان الوصول إلى الطعام".

ويقول دبلوماسيون وعمال إغاثة إن الجيش والمسؤولين المتحالفين معه يعيقون وصول المساعدات الإنسانية بينما يواصل الجانبان حملاتهما العسكرية. ويقول ناشطون إن المتطوعين في الأحياء يتعرضون للاستهداف.

وأضافوا أن قوات الدعم السريع لا تبذل مجهودا يذكر لحماية العاملين وإمدادات المساعدات، وأنها متورطة في عمليات نهب.

وينفي الجانبان عرقلة المساعدات.

وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة مع المدنيين بعد انتفاضة شعبية عام 2019 ثم نفذا انقلابا معا في 2021 قبل أن يدب الخلاف بينهما بشأن وضعهما في المرحلة الانتقالية التي تفضي إلى الانتخابات.

وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث في بيان الأسبوع الماضي إن أسباب عدم وصول المساعدات "شائنة حقا".

وأضاف أن التخليص الجمركي للإمدادات القادمة إلى البلاد قد يستغرق ما يصل إلى 18 يوما، وقد يستغرق وقتا أطول مع إجراء المزيد من عمليات التفتيش تحت إشراف عسكري.

رويترز

يقرأون الآن