لبنان

"الخماسية" تُطلق آلية رئاسية أوائل الشهر المقبل

يسير الوضع في لبنان، على وقع متلازم لمتغيرات الصراع في المنطقة، وتوسع جهات الاستهداف، سواء بالصواريخ البالستية العابرة للمسافات البعيدة من آخر نقطة في غرب اسيا (إيران) الى سواحل المتوسط في سوريا، مروراً بالبحر الاحمر والبرَّين العراقي والسوري.

وعلى هذا النحو، استمرت التساؤلات عن المدى الذي يمكن ان يبلغه المسار الانحداري باتجاه "حرب كبرى" على نقاط التوتر في اقليم الشرق الاوسط او بداية الترجل الحربي باتجاه الخروج الآمن من ممرات الاشتباك.

وأكدت أوساط سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن الحركة السياسية المحلية خافتة وأن التركيز منصب على ترقب التطورات الحاصلة، فيما تبقى جبهة الجنوب في أولويات المتابعة، ولفتت إلى أن ما من تحضيرات محلية جدية في الملف الرئاسي وكل ما يحكى هو استئناف اللجنة الخماسية الاتصالات بشأن تفعيل هذا الملف، وقد يتظهَّر ذلك من خلال زيارة متوقعة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت لكنها لاحظت أن أي مستجد تصعيدي قد يؤدي إلى تعليق هذه الفكرة،ما قد يدفع إلى استمرار الشغور الرئاسي وجعل الملفات عرضة للتأخير او البت داخل حكومة تصريف الأعمال التي توجه لها انتقادات في مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية.

وكشفت مصادر سياسية عن اتصالات أجراها كبار المسؤولين اللبنانيين مع الدوحة، وعلى هامش مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دافوس لدى لقائه رئيس الحكومة القطرية، لارسال الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الى لبنان في اقرب وقت ممكن، لاستئناف مهمته مع كافة الاطراف السياسيين لاعادة الحرارة الى ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المتوقف ، واستكمال مساعيه التي قام بها سابقا، انطلاقا من الدور التوفيقي الذي تقوم به الدوحة منذ بداية ازمة الانتخابات الرئاسية وحتى قبل اندلاع حرب غزة قبل ثلاثة اشهر، بدعم من اللجنة الخماسية وتاييد معظم الاطراف السياسيين، لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان.

إلا ان لبنان الرسمي بقي على موقفه لجهة وقف النار في غزة اولاً، فهو حجر الاساس لبداية نوع من الاستقرار الدائم، والبحث عن حلول سواء في ما يتعلق بالقرار 1701 او حول الموضوع الفلسطيني، مشدداً بعد التحذير، من اننا "ملتزمون بأن نبعد كأس الحرب عن لبنان"، والحرب ستكون كرة الثلج التي تطال الجميع، ولن يكون لبنان وحدة ضحيتها، كاشفاً عن البدء بالتحضير لاستقرار طويل في الجنوب.

ومن دافوس، قال الرئيس نجيب ميقاتي اننا "نسعى الى الحلول الدبلوماسية، وملتزمون بالقرارات الدولية بشأن لبنان"، وقال: قرار السلم بيد الدولة اللبنانية والحرب خسارة للجميع، معتبراً ان حزب الله يرد على الاستفزازات الاسرائيلية، واصفاً حزب الله بأنه يتصرف بعقلانية، ويضع مصلحة لبنان فوق اي مصلحة.

ولم يرَ ميقاتي اي رابط بين ما يجري في الجنوب وانتخابات رئاسة الجمهورية.

اللجنة الخماسية

وتعقد اللجنة الخماسية العربية - الدولية اجتماعاً نهاية الشهر الجاري او الاسبوع الاول من شباط، لمراجعة المواصفات التي ارسلت عبر برقيات حملها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى الكتل النيابية، وحصل على اجابات حولها، وبعد ذلك يحمل لودريان مجدداً الى لبنان خلاصة هذه المواصفات، ويعلن اما عبر بيان او مؤتمر صحافي.

وبعد ذلك، من الممكن عقد جلسات متتالية لمجلس النواب لانتخاب الرئيس، من زاوية نضوج الاجواء التفاوضية في المنطقة التي تحتاج الى رئيس من اجل تنفيذ القرار 1701 او الشروع بعملية الترسيم البري للحدود الجنوبية من الغرب الى الشرق.

واشارت مصادر سياسية على تواصل مع تيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي،ان مقاربة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية خلال العشاء الذي أقامه وليد جنبلاط على شرف سليمان فرنجية امس الاول، تناولت الملف من خلال تبادل وجهات النظر بين الزعيمين واستعراض موقف كل منهما في كيفية المساعدة على إجراء الانتخابات الرئاسية باسرع وقت ممكن،باعتبار وجود رئيس للجمهورية ضروريات لاعادة انتظام عمل المؤسسات والنهوض بالبلد.

وكشفت انه لم يتم التزام اي طرف بموقف او تسمية اي مرشح ، او تبديل مواقفهما السابقة والتزاماتهما السياسية، ولكن تم التأكيد على اهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والقيام بما يلزم من مساعي واتصالات لتسريع الانتخابات، وانتخاب رئيس، لا يكون استفزازيا لاي طرف كان، وان يبقى التواصل بينهما مستمرا في المرحلة المقبلة.

يقرأون الآن