بعد أن توعدت فصائل عراقية مسلحة متحالفة مع إيران بالانتقام من الضربات الأميركية على الحدود العراقية السورية، التي أودت بحياة أربعة عناصر من الحشد، بدأت بعض تلك المجموعات تتنصل. فبعد عصائب أهل الحق، و"كتائب سيد الشهداء"، أتى دور كتائب حزب الله العراقي.
إذ تبرأ أبو علي العسكري، الذي يعرف بالمسؤول الأمني لميليشيات كتائب حزب الله، من الهجمات التي طالت محيط السفارة الأميركية ليل الأربعاء الماضي، مؤكدا في تغريدة مساء أمس الخميس، أن استهداف البعثات الدبلوماسية مرفوض.
كما أشار إلى أن الفصائل قررت حتى عدم استهداف السفارة الأميركية في بغداد.
إلى ذلك، دعا إلى ما أسماه "حفظ قواعد الاشتباك"، مؤكدا أن قرار مهاجمة القوات الأميركية غير مرتبط بطرف خارجي (في إشارة إلى إيران التي تدعم تلك الفصائل).
رد على الرد!
كما هدد في الوقت عينه، معتبرا أن أي رد على الرد سيكون قاسيا، في رسالة غير مباشرة إلى واشنطن بعدم تنفيذ المزيد من الضربات ضد تلك الميليشيات، لا سيما على الحدود العراقية السورية.
وقبل حزب الله، أكد زعيم "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، أن السفارة الأميركية لم تدخل حتى الآن ضمن معادلة الرد.
بدوره، أشار الناطق باسم "كتائب سيد الشهداء" سابقا إلى أن هناك فرقاً بين السفارة والثكنة العسكرية التي تقع بالقرب منها.
تصعيد مضبوط الإيقاع
ويشي هذا التبرؤ المتتالي على مدى اليومين الماضيين، من قبل فصائل تدور في فلك إيران، ومدعومة منها، بأن لا قرار إيرانيا بالتصعيد العسكري على الأراضي العراقية لاسيما مع تعثر المفاوضات النووية في فيينا، والتي كان من المفترض أن تنطلق جولتها السابعة مطلع هذا الشهر (يوليو).
وفي هذا السياق، اعتبر حمدي مالك، الزميل المشارك في معهد واشنطن والمتخصص في شؤون الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، في حديث سابق لوكالة رويترز، أن "لدى تلك الفصائل ضوءا أخضر من طهران للتصعيد "المضبوط"، لاسيما أن المفاوضات النووية لا تسير على ما يرام، لكن في الوقت نفسه لا يريدون التصعيد إلى ما بعد نقطة معينة، ولا يريدون زيادة تعقيد المفاوضات النووية الجارية مع الغرب".
يذكر أنه منذ بداية العام 2021، استهدف أكثر من 45 هجوماً مصالح الولايات المتحدة في العراق، حيث ينتشر 2500 جندي أميركي في إطار تحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش.
العربية