أظهر تقرير لبنك التسويات الدولية، الذي يوصف بأنه «بنك البنوك المركزية» في العالم، أن هناك توجهاً نحو إصدار بنوك مركزية في عدد من الدول، عملتها الرقمية السيادية الخاصة بها، ما يجعلها متاحة مباشرة على الهواتف المحمولة، كما يمكن استبدالها على الفور عبر مسافات طويلة، تماماً مثل البريد الإلكتروني، لكن مدير مركز «بيندهايم للتمويل» في جامعة «برينستون» بالولايات المتحدة، ونائب رئيس الجمعية المالية الأميركية، ماركوس برونرماير، قال في مقال نشرته صحيفة «فايننشال تايمز»، إنه «لكي نستعد لعالم نستخدم فيه النقد الرقمي في شكل عملات رقمية للبنك المركزي، فإن السلطات النقدية تستكشف حالياً الحلول التقنية وخيارات تصميم تلك العملات»، موضحاً أن هناك أربعة أسئلة أساسية مهمة، تتطلب إجابة من الهيئات التشريعية والبنوك المركزية حول العالم، هي:
إخفاء الهوية والخصوصية
في الوقت الحالي، وضمن الأطر المحددة قانوناً، يمكن لكل فرد إنفاق مبلغ معين من المال دون علم أي شخص، في حين أنه من الممكن من الناحية الفنية الاحتفاظ بمثل هذه المجهولية للعملات الرقمية للبنوك المركزية. ولذلك على المجتمعات أن تناقش العديد من الأسئلة حول الخصوصية وتنظيم شركات التكنولوجيا الخاصة، وتدخلها في هذا المجال.
مخاوف التنظيم وشكل الوساطة المالية
من خلال تقديم أموال رقمية آمنة، يمكن الوصول إليها بسهولة، فإنه يمكن للبنوك المركزية حرمان البنوك الخاصة قاعدة ودائعها، والتأثير في المنافسة بين البنوك والمنصات الرقمية.
وفي حين أن هذه مخاوف مشروعة للبنوك والمجتمع، فإنه يمكن معالجة كل منها من خلال تصميم عملات البنوك المركزية الرقمية نفسها، من خلال تعديل أساليب توفير السيولة.
الحاجة إلى احتضان الابتكار
الأساس المنطقي للعملات الرقمية للبنوك المركزية هو الاستمرار في تزويد الاقتصاد بالمال العام في تلك البيئة الجديدة.
وللقيام بذلك، سيتعين على البنوك المركزية اللحاق بموجة الابتكار التي أطلقتها جهات إصدار الأموال من القطاع الخاص، والتأكد من أن الأشكال الجديدة للأموال الخاصة، آمنة وجديرة بالثقة.
كما من المهم أيضاً ألا تعيق اللوائح التنظيمية المستقبلية حركة الابتكار في المدفوعات التي تعود بالفائدة على الجميع.
معالجة مخاوف تدويل العملة
النقود الرقمية بطبيعتها عابرة للحدود، وستعرض البلدان لمنافسة متزايدة. وقد يؤدي هذا إلى إنشاء «مناطق للعملات الرقمية»، حيث يرتبط استخدام العملة بشبكة رقمية معينة بدلاً من دولة معينة.
وسيعتمد إطلاق العنان لهذه المنافسة بشكل كامل على ما إذا كانت العملات الرقمية للبنوك المركزية في المستقبل في متناول غير المقيمين، ويمكن استبدالها بسهولة.
جبهة جديدة
قال مدير مركز «بيندهايم للتمويل» في جامعة «برينستون» بالولايات المتحدة، ونائب رئيس الجمعية المالية الأميركية، ماركوس برونرماير، إن دخول عدد من البنوك المركزية حول العالم مجال النقود الرقمية، يمثل جبهة جديدة ومثيرة في مجال التمويل، لكن من خلال الإجابة عن الأسئلة المطروحة، ستضمن الحكومات استفادة المتعاملين في كل مكان من عصر الابتكار.
الإمارات اليوم