سوريا

بشار الاسد ضمن التسوية والا!

بشار الاسد ضمن التسوية والا!

في خطوة لافتة في توقيتها وابعادها ربطا بدفق التطورات في المنطقة، اعلنت الرئاسة السورية في الساعات الماضية ان الرئيس بشار الأسد رأس اجتماعاً لقادة الأجهزة الأمنية في الجيش والقوات المسلحة، تركز حول الأثر المرتقب لإعادة الهيكلة التي تجري في المجال الأمني وتطوير التنسيق بين الأجهزة بما يعزز أداء القوات الأمنية في المرحلة المقبلة، وتطوير أدوات مكافحة الإرهاب. ووضَعَ الاجتماع خريطة طريق أمنية وفق رؤى إستراتيجية تحاكي التحديات والمخاطر الدولية والإقليمية والداخلية بما ينعكس على أمن الوطن والمواطن، وأمن القوات المسلحة أيضاً.ويأتي هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من تداول وسائل إعلام سورية غير رسمية معلومات عن تغييرات أمنية مفاجئة طالت مراكز أمنية حساسة في سوريا، ربطها بعض المعارضين باحتمال سحب القوات الأميركية، واعتبرها جزءاً من جهود النظام لتغيير صورته أمام واشنطن والعالم، في حين لاحظ اخرون انها تندرج في اطار تهيئة الارضية المناسبة لمرحلة التسوية ما بعد حرب غزة ، لأن سوريا لا بد ان تكون جزءا منها.

ووسط تأرجح المنطقة بين خياري الحرب الشاملة والتسوية الكبرى، في ظل تعادل بين الأحتمالين، يكشف وزير سابق قريب من النظام السوري لـ"المركزية" عن وجود وفد امني اميركي في دمشق منذ فترة يجري اتصالات مع المسؤولين بعيداً من الاضواء، بالتوازي مع تواصل اوروبي مع النظام. واذ يرفض الكشف عن طبيعة الوجود الاميركي والاتصالات واهدافها، يوضح انها ليست بعيدة من تطورات المنطقة والحرب في غزة وتداعياتها، لا سيما ان النظام السوري رفض فتح جبهة الجولان مع انطلاقها تماشيا مع سياسة دول محورالممانعة التي تقضي بفتح الساحات والجبهات بعد تشكيل غرفة عمليات مشتركة.

ومع ان اسرائيل قبل وخلال حرب غزة لم تكفّ عن استهداف الاراضي السورية بغارات طاولت مواقع عسكرية ومراكز للحرس الثوري الايراني وحزب الله وادت الى مقتل قادة مهمين في الفريقين ، رفض الرئيس الاسد فتح جبهة الجولان، بطلب روسي اولا ولعدم قدرة جيشه المنهك وبلاده المفككة وشعبه المهجّر في اصقاع العالم على مواجهة اسرائيل عسكرياً، بحسب ما تؤكد مصادر دبلوماسية عربية، موضحة ان سوريا بدأت مسارا جديدا منذ اعادتها الى الجامعة العربية بعد سنوات على تجميد مقعدها وعودة العلاقات مع الدول العربية وخصوصا الخليجية ، وقد افيد اخيرا عن ان المملكة العربية السعودية ستعيد فتح سفارتها في دمشق، واشارت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري الى ان السعودية تستعد لافتتاح سفارتها في العاصمة خلال الأيام القادمة. وفيما لم يصدر عن الرياض موقف علني في هذا الشأن باستثناء الاشارة الى العزم على انجاز خطوة فتح السفارة وتعيين سفير بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية على غزة في اطار سياسة "تصفير" المشاكل ، نقلت الصحيفة عن "مصدر دبلوماسي عربي"، أن العاصمة دمشق ستبدأ في تحضيرات افتتاح السفارة السعودية خلال الأيام القادمة، من دون أن تحدد زمناً معيناً، مضيفاً أن القائم بالأعمال سيتولّى رئاسة بعثة السعودية الدبلوماسية إلى حين تعيين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز سفيراً لدى النظام، هو الأول منذ 12 عاماً، "خلال مُدةٍ ليست طويلة".ويشار في السياق الى ان المملكة اتخذت اخيرا خطوة تصب في خانة التطبيع مع نظام الاسد تجلت في سحب ملف الحج والعمّرة من المعارضة السورية وتسّليمه لوزارة الأوقاف في حكومة النظام بعد أكثر من 10 سنوات على إدارته من قبل المعارضة.

الانفتاح العربي والغربي على النظام السوري ليس منعزلا عن المفاوضات الجارية في عدد من دول المنطقة في ما يتصل بمستقبلها وحل ازماتها ، ذلك ان لسوريا دورا لا بدّ ستؤديه في الحل وشروطا مطلوبة منها، وما الاتصالات الجارية مع النظام راهنا سوى البداية لبحث دور نظام الاسد ومدى التزامه. ووفق المصادر الدبلوماسية، على الاسد تلبية الشروط، والا فان نظاما اخر سيحل محله، لأن اي تسوية لا يمكن ان تبرم قبل تحديد دور ومهمة النظام السوري.

يقرأون الآن