على وقع التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة، مع الدخول الاميركي المباشر على خط الاحداث العسكرية، بعد استهداف "البرج 22"، يبدو واضحا ان عملية خلط اوراق كبيرة قيد التحضير، قد ان لا تستثني ايا من دول محور الممانعة والمقاومة، او قواه، والتوازنات الحاكمة.
في هذا الاطار، يرى الكثيرون من العرب كما للغرب، شكل غياب بيت الوسط عن المشهد السياسي، عقبة اساسية امام انجاز الكثير من الاستحقاقات، حتى انه ادى في الكثير من المرات الى "ورطات" على مستوى رئاسة الحكومة كادت تؤدي الى ازمات كبيرة، وتتحول الى انفجار طائفي في البلد، وهو ما قد دفع بالنائب الان عون الى استذكار الشيخ سعد ودوره خلال كلمته الاخيرة خلال مناقشة الموازنة في المجلس النيابي.
وسط هذه الضبابية يستعد تيار المستقبل لاستقبال رئيسه في ذكرى استشهاد رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، لمدة اربعة ايام، حيث سيكون له كلمة استثنائية، واستقبالات ستحمل معها الكثير من الرسائل، على ما يؤكد المطلعون، الذين يجزمون بان الشيخ سعد بنسخة شباط الـ 2024 ، مختلف كليا عن ذلك الذي عرفه اللبنانيون ما قبل ذلك.
وتشير مصادر متابعة الى ان العودة المؤقتة هي اختبار سعودي، لمعرفة مدى شعبية الرئيس الحريري، وموقعه الراهن في الساحة السنية، التي باتت مشتتة وبحاجة الى "لم" صفوفها، واعادة توحيدها، كاحد ابواب الخروج من الازمة، في ظل عجز الرياض بعد قرارها بالانكفاء عن الساحة اللبنانية، من خلق قيادات مناطقية، قادرة على الامساك بالقرار السياسي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، باعتبار هذه الوحدة احد ابواب الخروج من الازمة الرئاسية، في حال تقرر الاخراج من خلال هذا المجلس النيابي.
وتتابع المصادر، بان لقاءات شيخ بيت الوسط السياسية ستكون صادمة ومفاجئة للكثيرين، حيث ان كلمات سر وصلت الى بعض القيادات السنية، بالعودة الى بيت الوسط، وقد يكون من بينها مرشحون لرئاسة الحكومة في الفترة القادمة، من وجوه صنفت في فترات سابقة على انها من الصف الثاني والثالث.
ورأت المصادر ان الشيخ سعد اقتنع ان العودة الى لبنان لا يمكن ان تكون الا تحت الغطاء السعودي وبقرار ودعم من الرياض، التي يبدو ان ولي عهدها قد بات اكثر ليونة في هذا الملف، الا ان تلك العودة بالتاكيد لن تكون مع بداية العهد الجديد، وانما في فترة لاحقة، سيسبقها ولادة اطار سياسي جديد، منبثق من رحم تيار المستقبل.
وكشفت المصادر ان المهمة الاساسية للرئيس الحريري ستكون اعادة لم الشارع السني وتاطيره، خصوصا في ظل الاحداث المتسارعة والعملية الاميركية التي انطلقت ولا يمكن التكهن بنتائجها، والتي ادت الى قلب المعادلات، وفرضت توازنات جديدة، تحتم تغيير الاستراتيجيات، وان من خلال العودة الى اعادة احياء "كيانات حزبية" وفتح بيوتات كانت اتخذت القرارات باقفالها.
وختمت المصادر بان الرابع عشر من شباط يشكل معمودية اساسية امام الرئيس سعد الحريري كزعيم سني لا زال ممسكا بالشارع السني، وبابا لانهاء حالة الاعتكاف السياسي، التي ستسقطها زياراته المتكررة الى لبنان، في حال تخطيه الامتحان بنجاح، ليكرم على اساس ذلك.