أعلنت مصلحة السجون في منطقة يامالو-نينيتس، اليوم الجمعة، وفاة السياسي الروسي المعارض أليكسي نافالني.
وكانت قد قضت محكمة روسية، بالسجن 19 عامًا على نافالني بعد إدانته بتهم تتعلق بـ"التطرف".
وجرت جلسة المحاكمة داخل سجن شديد الحراسة حيث يُحتجز أشهر معارضي الرئيس فلاديمير بوتين. ويقع السجن في قرية ميليخوفو في منطقة فلاديمير الروسية، على بعد حوالي 244 كيلومترًا شرقي موسكو.
واتُهم نافالني بتكوين "مجتمع متطرف"، و"تمويل أنشطة متطرفة" وعدد من الجرائم الأخرى.
وظلّ الناشط الروسي في مجال مكافحة الفساد، لزمن طويل الوجه الأبرز للمعارضة الروسية للرئيس فلاديمير بوتين.
ولدى المدون ملايين المتابعين الروس على وسائل التواصل الإجتماعي، وقد تمكن من إيصال بعض مؤيديه إلى المجالس المحلية في سيبيريا في انتخابات عام 2020.
ويقول نافالني إن حزب "روسيا المتحدة" الذي يتزعمه بوتين يغص بـ"المحتالين واللصوص"، ويتهم الرئيس بأنه "يمتص دم روسيا" عبر "دولة إقطاعية" تحصر وتركز السلطة في الكرملين.
وقد قاد احتجاجات في عموم البلاد ضد السلطات. لكنه لم يتمكن من تحقيق، ما يعد على الأرجح، حلمه الأكبر في تحدي بوتين في صناديق الإقتراع.
وقد مُنع من الترشح للإنتخابات الرئاسية في عام 2018 بسبب إدانته في محكمة روسية بتهمة الإختلاس.
ونفى نافالني بشدّة الإتهامات الموجهة إليه، قائلًا إن مشاكله القانونية كانت انتقامًا للكرملين منه بسبب انتقاداته الشديدة.
النجاة من التسمم بنوفيتشوك
وباتت معركة نافالني ضد الرئيس الروسي، معركة شخصية بشدّة، فهو يتهم بوتين بإصدار أوامره لعملاء الدولة السريين بتسميمه في هجوم كاد أن يقتله في آب/ أغسطس 2020.
وقد تدهورت صحة نافالني وهو على متن طائرة فوق أراضي سيبيريا ونقل إلى المستشفى في أومسك، بعد الإشتباه في تسممه ودخل في غيبوبة. وأقنعت جمعية خيرية مقرها ألمانيا، المسؤولين الروس بالسماح لها بنقله جوًا إلى برلين من أجل تلقي العلاج.
وبدأ صعود نافالني كقوة في السياسة الروسية في عام 2008 عندما بدأ في التدوين عن مزاعم سوء إدارة وفساد في بعض الشركات الروسية الكبرى التي تسيطر عليها الدولة.
وكان أحد تكتيكاته هو أن يصبح مساهمًا في أسهم الأقلية (المعروضة للبيع للمستثمرين من الناس في الشركات التي تملك الدولة الحصة الأكبر فيها)، في شركات النفط الكبرى والبنوك والوزارات، ومن ثم يبدأ في طرح أسئلة محرجة حول "فجوات" وتسريبات في تمويلات الدولة.
وقد وصل إلى المتابعين الشباب في الغالب على وسائل التواصل الإجتماعي، عبر استخدامه لغة نقدية حادة ومثيرة، وسخريته من المؤسسة الموالية للرئيس بوتين.
وقبل الإنتخابات البرلمانية لعام 2011، التي لم يخضها كمرشح، حثّ قراء مدونته على التصويت لأي حزب باستثناء حزب روسيا المتحدة، الذي أطلق عليها اسم "حزب المحتالين واللصوص". وظلت العبارة عالقة في الأذهان.