تسود مشاهد دمار مدينة دينانت البلجيكية الأحد غداة مرور عواصف رعدية شديدة ولكنها محدودة، بحيث اجتاحت سيول من الوحل الشوارع وجرفت السيارات وحطمت السكك الحديد على مرأى من السكان الذين يحاولون تجاوز محنتهم وإعادة إعمار مدينتهم.
في شارع فيليبفيل، قام السكان حاملين المجارف والمكانس بتنظيف الطرقات من الوحل الذي اجتاح مواقف السيارات والطوابق الأرضية والأقبية بعد أن ضربت عاصفة شديدة مساء السبت هذه المنطقة بمقاطعة نامور الجنوبية.
وتُذَكر هذه المشاهد بالفيضانات المدمرة التي شهدتها مقاطعة لييج المجاورة قبل عشرة أيام والتي أودت ب37 شخصاً، وفقا لما اورد الأحد المركز الوطني للأزمات.
وانجرفت السيارت المركونة في الشارع لتتوقف عند المنحيات، وتهدمت الأرصفة بسبب سيل من الوحل، ما أدى إلى ظهور الأسلاك المدفونة تحتها.
وقال جاك هيرمانت، أحد السكان، الذي بدا التأثر في نبرة صوته "رأيت وصول كتلة من المياه يبلغ ارتفاعها متراً وجرفت كل شيء في طريقها. كنت خائفاً على والدتي البالغة 89 عامًاً التي تقيم قبالة الشارع، لقد انقطع التيار الكهربائي ولم نتمكن من رؤية أي شيء".
"لم نشهد ذلك من قبل"
وجرفت الفيضانات سيارته التي تحطمت نوافذها وثقبت إطاراتها، كما حدث للسيارات الأخرى. وأضاف هذا المتقاعد الذي لا يزال محروماً من المياه بحزن بالغ "الذهاب في إجازة؟ لم أعد أرغب في ذلك".
وقالت بريجيت كروكيه التي ولدت في هذه البلدة الشهيرة بقلعتها ومنحدراتها "لقد اعتدنا على ارتفاع منسوب نهر الميز ولكن أن تتدفق المياه في شوارع المرتفعات ... هذا لا يمكن تصوره".
وتابعت "ضربت عاصفة رعدية شديدة مصحوبة بالبرد. كنا نحضر مباراة كرة قدم وانزلقت الأرضية الصناعية للملعب. في دينانت، كان الوحل جارفاً، لم نشهد ذلك من قبل".
وأضافت بسخط حزين "مدينتنا جميلة للغاية، لا يمكن أن تتضرر بسبب الأحوال المناخية".
صباح الأحد، قامت رافعة بإزالة الحجارة وأغصان الشجر من السكك الحديد للسماح للفنيين بتقييم مدى الأضرار في هذا القسم الذي يربط بين دينانت ونامور.
وقال كلوديو غالتيري، الفني في شركة السكك الحديد البلجيكية "لم أر ذلك قط منذ 20 عاماً".
لم يتم الإبلاغ عن أي حالة وفاة أو إصابة في هذه العاصفة التي ضربت عشر بلديات في وادي نهر الميز، بينها نامور. وفي دينانت، اضطر بعض السكان إلى مغادرة منازلهم.
واظهر السكان تضامنهم، اذ قدم متطوعون من المدينة وأماكن أخرى، مثل امرأة وزعت بعض الحلوى والشراب.
واعلنت بلجيكا حدادا وطنيا في 20 تموز/يوليو على ضحايا الفيضانات غير المسبوقة التي دمرت جزءا من البلاد في 14 و 15 تموز/يوليو.
ونسب قادة أوروبيون الأمطار الغزيرة التي تواصلت أياماً عدة إلى الاحترار المناخي.
أ ف ب