مع انطلاق عملية "السيوف الحديدية" التي أعلنتها إسرائيل أعقاب هجوم 7 تشرين الاول/أكتوبر، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة وطالت ضرباته بالإضافة للأهداف العسكرية المحددة مبان سكنية تأوي بداخلها آلاف المدنيين والنتيجة كانت دمارا كبيرا واغتيالات بالجملة.
مجلة "+972" اليسارية التي أنشأها مجموعة من 4 كتاب إسرائيليين في تل أبيب نقلت عن مصادر استخباراتية قولها إن "قصف المباني السكنية يهدف بشكل أساسي إلى إلحاق الضرر بالمجتمع المدني الفلسطيني، وسبب صدمة سيكون لها، من بين أمور أخرى، صدى قوي يقود المدنيين إلى ممارسة الضغط على حماس".
وأكدت العديد من المصادر للمجلة أن الجيش الإسرائيلي لديه ملفات حول الغالبية العظمى من الأهداف المحتملة في غزة، بما في ذلك المنازل، والتي تنص على عدد المدنيين الذين من المحتمل أن يكونوا قتلى في هجوم على هدف معين، وهذا الرقم محسوب ومعروف مسبقا لوحدات استخبارات الجيش، التي تعرف أيضا قبل وقت قصير من تنفيذ الهجوم العدد التقريبي للمدنيين الذين من المؤكد أنهم سيقتلون".
وفي إحدى الحالات التي قدمتها المصادر كأمثلة، وافقت القيادة العسكرية الإسرائيلية عن علم على قتل مئات المدنيين الفلسطينيين في محاولة لاغتيال أحد كبار القادة العسكريين في حماس.
وقال أحد المصادر: "ارتفعت الأعداد من عشرات القتلى المدنيين إلى مئات القتلى المدنيين كأضرار جانبية لعملية الاغتيال".
وقال مصدر آخر: "لا شيء يحدث بالصدفة، عندما تُقتل فتاة تبلغ من العمر 3 سنوات في منزل في غزة، فذلك لأن أحد أفراد الجيش قرر أن قتلها ليس بالأمر الكبير، وأن ذلك هو الثمن الذي يستحق دفعه، نحن لسنا حماس، هذه ليست صواريخ عشوائية، كل شيء متعمد، نحن نعرف بالضبط حجم الأضرار الجانبية الموجودة في كل منزل".
نظام "حبسورة"
ووفقا للتحقيق الذي أجرته المجلة، فإن سببا آخر للعدد الكبير من الأهداف، والأضرار الجسيمة التي لحقت بالحياة المدنية في غزة، هو الاستخدام الواسع النطاق لنظام يسمى "الحبسورة" أو "الإنجيل"، وهو مبني إلى حد كبير على الذكاء الاصطناعي ويمكن أن يولد أهدافا بشكل تلقائي تقريبا بمعدل يتجاوز بكثير ما كان ممكنا في السابق.
نظام الذكاء الاصطناعي هذا، كما وصفه ضابط مخابرات سابق، يؤدي بشكل أساسي إنشاء "مصنع اغتيالات جماعية".
ووفقا للمصادر، فإن الاستخدام المتزايد للأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل "الحبسورة" يسمح للجيش بتنفيذ غارات على المنازل السكنية التي يعيش فيها عضو واحد من حماس على نطاق واسع.
ومع ذلك، فإن شهادات الفلسطينيين في غزة تشير إلى أنه منذ 7 تشرين الاول/أكتوبر، هاجم الجيش أيضاً العديد من المساكن الخاصة حيث لم يكن هناك أي عضو معروف من حماس أو أي جماعة مسلحة أخرى يقيم فيها.
وأكدت المصادر أن مثل هذه الضربات يمكن أن تقتل عائلات بأكملها عمدا.