تونس آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

تغير المناخ يدفع تونس الى أنواع بديلة من القمح

تغير المناخ يدفع تونس الى أنواع بديلة من القمح

 يسعى مزارع القمح التونسي حسن الشتوي لاستلهام روح الماضي السحيق وهو يحاول الإفلات من تأثير الجفاف الناجم عن تغير المناخ فيزرع أصنافا قديمة من القمح يأمل في أن تنتج محاصيل على مدار العام.

لا يعتقد الشتوي أن تجربته مع أنواع بديلة من القمح ستنجح على الأرجح في كل مكان، لكنه يعتقد أنها قد تساعده على الاستمرار بعد سنوات من شح الأمطار وموجات حر دمرت الكثير من محصوله العام الماضي.

وقال "نحصل على قمح تونسي قديم مزروع في الحقل قادر على الإنتاج عدة مرات في الموسم، مما يوفر لنا حلولا استراتيجية".

مزرعة الشتوي في منطقة برج العامري في شمال تونس، وهي منطقة كانت بمثابة سلة غذاء لحضارات البحر المتوسط ​​التي يعود تاريخها إلى روما القديمة وقرطاج، غير أن تونس صارت حاليا مستوردا خالصا للقمح.

وأثر الجفاف على مدى سنوات على مناطق كبيرة من شمال أفريقيا واستنزف الاحتياطيات التونسية وجفف المحاصيل، كما أتت سلسلة من مواسم الصيف الحارقة على بعض المحاصيل المتبقية.

ويتجنب الشتوي الاعتماد على محصول صيفي واحد، ويأمل في أن يتمكن من إنتاج بعض القمح على الأقل حتى في السنوات الصعبة. وقال هو ومسؤولون في اتحاد الفلاحة التونسي إن مزارعين آخرين لجأوا إلى بذور متوارثة من القدم، لكن الروايات عن تجاربهم ليست سوى حكايا.

يتشكك خبراء الزراعة في تونس في أن أصناف القمح القديمة ستنجح في حماية المزارعين من تأثير تغير المناخ، ويشيرون إلى أن أصناف القمح الحديثة تنتج محاصيل أكبر بكثير.

غير أنهم يقولون أيضا إن الأصناف القديمة قد تعمل بشكل أفضل في مناطق محددة أو في ظل ظروف معينة، وإن تجارب الشتوي تستحق المتابعة.

وقال محمد رجايبية عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة التونسي "لا يمكننا تحديد ما إذا كانت ستنجح أم ستفشل لأننا لا نستطيع تقييم مدى فعاليتها إلا بعد تنفيذها على نطاق واسع".

بدأ الشتوي يعمل في المزارع وهو في سن 12 عاما. ولا يزال وهو 64 عاما الآن يبحث عن بذور أصناف قديمة من الحبوب تشمل الذرة والشعير والقمح لاستخدامها في حقوله.

وظل يزرع محاصيل على مدى سنوات بالبذور التي يقول إن عائلته تستخدمها منذ أجيال وورثها له والده.

وأضاف أنه استخدم أيضا بعض الأصناف القديمة من البنك الوطني للجينات، وجمع بذورا من مزارعين آخرين قالوا إنها إرث عائلي، ومن بينها بعض البذور غير المسجلة في بنك الجينات.

وقال الشتوي "يجب أن نعتمد على بذورنا التونسية الأصلية لأن هذه البذور بالخبرة والمعرفة تحمل الحل ويمكن أن تساهم في العديد من الحلول الإستراتيجية لمعالجة الأزمات الغذائية".

ويتفق بعض الخبراء مع هذه الفكرة.

وقال حسين الرحيلي الخبير في السياسات الزراعية بتونس "البذور الأصلية متجذرة في الطبيعة.. متأصلة في نوعية التربة وعلى حسب الموقع، ولديها القدرة على التكيف".

رويترز

يقرأون الآن