كسبت والدة مبابي فايزة العماري، معركتها الكبيرة مع إدارة نادي ريال مدريد الإسباني حول الشروط المالية مقابل توقيع نجلها مع الفريق المطلوب بقوة من عدة أندية أوروبية عملاقة أخرى.
ولم يعد سراً على أحد أنّ اللاعب الدولي الفرنسي كيليان مبابي سيغادر فريقه الحالي باريس سان جيرمان، في الصيف المقبل، نحو نادي ريال مدريد، ولكن الجديد في الملف أنّ الصحافة الإسبانية تتحدث اليوم 22 شباط/فبراير، عن رضوخ النادي الملكي بقيادة رئيسه المُتمرس، فلورنتينو بيريز، للشروط المالية التي وضعها نجم الكرة الفرنسية للتوقيع على عقده.
ويكون الطرفان قد اتفقا على منحة توقيع بـ100 مليون يورو، وراتب سنوي بـ15 مليون يورو، وأخذ مبابي 80% من حقوق تسويق صورته مقابل 20% لنادي ريال مدريد، في حين كان كل نجوم الفريق السابقين يتقاضون 50% فقط من تسويق صورهم.
وقد ظهرت صرامة فايزة العماري وشراستها في الدفاع عن الحقوق المالية لنجلها وثقتها الكبيرة في قدراته الفنية، في سنة 2011، لما كان كيليان مبابي يبلغ من العمر 12 عاماً فقط، وأجرى تجارب فنية وفترة معايشة ضمن نادي تشيلسي الإنكليزي.
والدة مبابي فايزة العماري
فبعد نهاية تلك الفترة، طلب أحد المدربين المُكوّنين من والدة مبابي العودة في وقت لاحق لمعاينة اللاعب الطفل عن قرب مرة أخرى، فردت عليه فايزة العماري :" لا لن نعود أبداً، فإذا أردتم التعاقد معه فلتوقعوا معه الآن. فبعد 5 سنوات ستعودون أنتم وستدفعون 50 مليون جنيه إسترليني من أجله".
هذه القصة، رواها أحد وكلاء اللاعبين، الفرنسي دانيال بوغا، في تصريحات لمجلة "ذا أتلتيك" البريطانية في يوليو/تموز 2023، والذي كان قد لعب خلالها دور المترجم بين والدة مبابي ومسؤولي مدرسة نادي تشيلسي.
تصف بعض الصحافة الفرنسية، والدة مبابي فايزة العماري، بـ"الذئبة" التي تدافع عن ابنها بشراسة كبيرة. ويظهر أنها احتفظت بهذه الشراسة عند الدفاع عن مصالح ابنها منذ أن كانت لاعبة شرسة في رياضة كرة اليد.
كانت والدة مبابي فايزة العماري، لاعبة في نادي بوندي الفرنسي لكرة اليد، أي فريق المدينة التي ولدت بها في سنة 1974، من أبوين جزائريين تعود أصولهما إلى منطقة "القبائل الصغرى"، وبالضبط إلى بلدة "أميزور" بمدينة بجاية، شرق الجزائر العاصمة.
ويتذكر الرئيس السابق لنادي بوندي، جون لويس كيمون، جيداً الرياضية فايزة العماري، حيث قال عنها في تصريحات صحفية: "فوق الميدان كانت محاربة وتلعب بحرارة كبيرة، كان يجب تفادي استفزازها. ولم تكن الأمور ودية دائماً مع منافساتها".
ونشطت والدة مبابي فايزة العماري، ضمن نادي بوندي لكرة اليد إلى غاية سنة 2001، حيث توقفت نهائياً عن ممارسة رياضتها المفضلة في سن الـ27 من عمرها، وذلك لمزاولة مهنة تناسب الدراسة التي زاولتها، بالموازاة مع نشاطها الرياضي، بحيث تحصلت على شهادة في علوم التربية سمحت لها بشغل منصب مُنشطة بمركز للترفيه في مدينة مسقط رأسها.
عملت فايزة العماري، مُنشطة في مركز للترفيه لمدة 12 سنة، لكن ذلك لم يشغلها عن الاعتناء بطفلها كيليان وشقيقه إيثان الذي ولد في سنة 2006، بالإضافة لابن آخر بالتبني، وهو الكونغولي جيراس كومبو إيكوكو، المولود في العام 1988، والذي أصبح هو الآخر لاعباً محترفاً.
كانت السيدة فايزة تهتم بكل صغيرة وكبيرة فيما يخص كيليان مبابي منذ أن كان تلميذاً صغيراً بالمدرسة الابتدائية، وقد أكدت ذلك أستاذته السابقة في اللغة الفرنسية، نيكول لوفيفر، خلال وثائقي بُثّ على قناة "ليكيب" الفرنسية الرياضية في تشرين الثاني/نوفمبر 2018.
وكشفت الأستاذة لوفيفر أنّ كيليان كان التلميذ الوحيد في قسم السنة الخامسة الابتدائي الذي كان يملك بطاقة أعدتها له والدته تطلب من خلالها من كل أستاذته تدوين ملاحظاتهم حول سلوكه في القسم.