بات واضحا ان اسرائيل توسع دائرة الغارات الجوية الى مختلف المناطق اللبنانية بعد أن كان القصف والاستهداف يطال القرى الحدودية فقط في بداية الصراع في غزة.
واليوم هناك تخوف من حرب في لبنان بعد التفرغ أو الانتهاء من الحرب في غزة، وبدا لافتا ما أعربت عنه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم من احتمال قيام إسرائيل بتوغل بري في لبنان في نهاية الربيع، معبّرة عن قلقها من الآراء المتنامية داخل الحكومة الإسرائيلية التي تؤيد هذا التوغل .
إنطلاقا من التطورات الميدانية، لا بد من طرح بعض الاسئلة: هل هناك عملية برية في لبنان وان احتمالها أصبح واضحا كما تقول الادارة الاميركية؟. أو ان احتمال الحرب البرية لا يزال مستبعدا، والتهويل بها يهدف الى الضغط على الاطراف المتنازعة للاسراع في إيجاد الحلول؟.
نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق اللواء عصام أبو جمرا اعتبر في حديث لـموقع "وردنا"، ان ما تحدثت به الادارة الاميركية يأتي في إطار الضغط للتوصل الى حل بحيث نرى ان اسرائيل تستهدف حاليا كل الاراضي اللبنانية، وليس هناك من تصعيد أكبر سوى الدخول بوحدات مقاتلة، وهذا ليس متوقعا حاليا.
أما العميد نزار عبد القادر، فرأى في حديث لـ "وردنا" ان التخوف الاميركي من توغل بري في لبنان ليس مفاجئا في ظل التصاعد في وتيرة العمليات بين حزب الله واسرائيل. لا بد أن نقول انه لا يمكن أن نقرأ في النوايا خلال الحروب، لكن التصعيد المستمر في العمليات الاسرائيلية ونوعية الاهداف، يؤشر الى اننا سنصل الى حرب.ولا يمكن اعطاء نسب مئوية لنشوب الحرب، لكن نوافق الادارة الاميركية التي تقول ان الحرب احتمال واضح. وبالتالي، ما تقوله الادارة الاميركية ليس فقط للضغط على الاطراف المتنازعة لايجاد الحلول بأسرع وقت انما يرتكز الى مؤشرات ووقائع. انها منهجية فكرية واقعية.
وفي حين يتوقع توسع العمليات العسكرية الى حد حرب شاملة باتت واردة بين الطرفين سواء بسبب سوء تقدير أو انطلاقا من خطأ قد يكون مقصودا، فإن تأخرها الى الربيع المقبل ينطلق من منطق تفرغ اسرائيل للمواجهة في الشمال على اساس ان المواجهة على الحدود اللبنانية الجنوبية ستكون كبيرة خصوصا اذا دعمت ايران حزب الله. وهنا لا بد من الاشارة الى أن ايران لا تريد التضحية بالحزب اليوم وإدخاله في حرب واسعة من هذا النوع لأن الحزب أفضل فصيل مسلح تستند اليه، ويخدمها في القضايا على صعيد المنطقة ككل لناحية مبدأ توحيد الساحات.
وشدد على ان المخاوف كبيرة بعد الانتهاء من الحرب في غزة أن تستغل القيادة الاسرائيلية هذا التفرغ العسكري لاطلاق عملية واسعة في لبنان بهدف ابعاد حزب الله عن الحدود. والقصف الصاروخي الذي يقوم به الحزب ربما يستدعي اسرائيل الى القيام بمعركة برية سريعة لإبعاد ليس فقط مقاتليه عن الحدود انما ايضا بيئته الحاضنة التي يحتمي بها الحزب.