نجح أبطال العنابي في كتابة تاريخ الرياضة القطرية بأحرف من ذهب في الدورة الثانية والثلاثين من الألعاب الأولمبية التي أقيمت فعالياتها في العاصمة اليابانية طوكيو 2020 والتي اختتمت منافساتها أمس الأحد قبل أن تسلم الراية الأولمبية للعاصمة الفرنسية باريس التي تستعد لاحتضان النسخة المقبلة في 2024. وتعد مشاركة قطر في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو العاشرة على التوالي، حيث دخلت المنافسات في هذه الدورة بـ 15 لاعباً ولاعبة تنافسوا في 7 رياضات مختلفة، لتصنع البعثة العنابية إنجازا تاريخيا بعدما عزف النشيد الوطني القطري في مناسبتين وارتفعت الراية الوطنية ترفرف عاليا في سماء طوكيو. هذا الإنجاز التاريخي جاء ليفتح حقبة جديدة من الإنجازات الأولمبية القطرية التي استثمرت في صناعة الرياضة على مدار سنوات طويلة من أجل الوصول إلى منصات التتويج العالمية والأولمبية.
صدارة خليجية وعربية
تصدرت دولة قطر الخليج والمنطقة العربية من حيث الحصاد الأولمبي وذلك لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، وحملت مشاركة بعثة قطر أرقاما تاريخية غير مسبوقة بالنسبة للعنابي بعد أن حصد 3 ميداليات، ذهبيتَين وبرونزية.وكانت البداية بتتويج الرباع فارس إبراهيم بالميدالية الذهبية في وزن 96 كجم ضمن مسابقة رفع الأثقال، بينما كانت الميدالية الثانية من نصيب البطل التاريخي معتز برشم في الوثب العالي الذي قفز بارتفاع 2.37 م بالتساوي مع الإيطالي جيانماركو تامبيري بعد أن وافق الحكم على اقتراح برشم بمنح الذهبية للبطلَين في لقطة تاريخيّة تجسّد معنى الروح الرياضية في الأولمبياد.
واختتم الثنائي شريف يونس وأحمد تيجان سلسلة التتويجات العنابية بعد أن تمكنا من حصد المركز الثالث والميدالية البرونزية في كرة الطائرة الشاطئية بعدما فازا على ثنائي منتخب لاتفيا. ورغم أن مصر تعد صاحبة أكبر عدد من الميداليات العربية في طوكيو إلا أنها احتلت المركز الثاني عربيا خلف العنابي برصيد 6 ميداليات منها واحدة ذهبية وأخرى فضية و4 ميداليات برونزية، في حين جاءت تونس في المركز الثالث بميداليتَين، ذهبية وفضية، وحلت المغرب رابعة بذهبية والأردن خامسة بفضية وبرونزية، ثم السعودية والبحرين بفضية لكلّ منهما، ثم الكويت وسوريا ببرونزية لكلّ منهما.
الفرحة الشعبية تعزز الحماس
عاشت الجماهير الرياضية في قطر طيلة الأيام الماضية على وقع الفرحة وتابعت باهتمام بالغ مسيرة العنابي في أولمبياد طوكيو وظل الجميع في حالة ترقب كبير من أجل الاحتفال بالإنجازات، وبالفعل تعالت الأصوات من كل حدب وصوب هاتفة باسم أبطال الذهب فارس إبراهيم ومعتز برشم وثنائي الطائرة الشاطئية شريف يونس وأحمد تيجان الحائزين على البرونزية.
ولقيت ردود الأفعال بالشارع القطري الأثر الطيب في نفوس أبطالنا أثناء تواجدهم بالبعثة وإلى غاية وصولهم ليلة أول أمس بمطار الدوحة الدولي وسط فرحة عارمة بالاستقبال الرسمي الذي شهدته البعثة بوجود الممثل الشخصي لسمو الأمير في مقدمة المستقبلين.
هذه الحفاوة التي لقيتها بعثتنا من شأنها أن تعزز من حماس وإصرار رياضيينا من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل وسط إجماع كبير بأن هذه الميداليات لن تكون الأخيرة في رصيد الرياضة القطرية بل هي مجرد بداية جديدة نحو المزيد من الإنجازات.
42 عاما من الإنجازات
شهدت الرياضة والحركة الأولمبية في قطر طفرة كبيرة خلال 42 سنة الماضية منذ تأسيسها في 1979، حيث حققت قطر العديد من الإنجازات غير المسبوقة على مختلف الأصعدة وذلك للدور البارز الذي لعبته اللجنة الأولمبية القطرية في الارتقاء بكافة أنواع الرياضات علاوة على استضافة العديد من الأحداث الرياضية الكبرى التي جعلت قطر عاصمة الرياضة على مستوى العالم.وعلى مدار عشرات السنوات تداولت العديد من الشخصيات المرموقة التي صنعت ربيع الرياضة القطرية على رئاسة اللجنة الأولمبية القطرية وحققت طفرة كبيرة على مستوى الإنجازات الرياضية إقليميا وقاريا ودوليا، وفي 2015 تولى سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئاسة اللجنة الأولمبية القطرية لتتواصل منذ ذلك الحين مسيرة الإنجازات الذهبية قبل أن تتعزز في أولمبياد طوكيو الذي شهد إنجازات غير مسبوقة على مر التاريخ.
عهد جديد
منذ أن حلت بعثة العنابي بطوكيو كان الجميع على يقين بأن هذه البعثة تمتلك حظوظا وافرة من أجل تحقيق إنجازات تاريخية للرياضة القطرية، وهو ما حدث فعلا بدءا بإنجاز الرباع البطل فارس إبراهيم الذي قهر أساطير رياضة رفع الأثقال العالمية محققا رقمًا قياسيًا أولمبيًا قدره 402 كيلوجرام ليفوز بذهبية الرجال البالغ وزنها 96 كيلوجراما في أولمبياد طوكيو 2020.ووضع الرباع البطل فارس إبرهيم 177 كيلوجرامًا في الخطف، ثم سجل رقمًا قياسيًا أولمبيًا في النطر مع وزن 225 كيلوجرامًا، لينهي بطلنا المهمة برصيد إجمالي قدره 402 كيلوجرام، ليسجل رقمه الأولمبي الثاني في تلك الليلة التاريخية.ومن جهته أوفى الصقر الذهبي معتز برشم بوعوده ليهدي قطر الميدالية الثانية قبل أن يكون مسك الختام على مستوى الألعاب الجماعية بحصول ثنائي الطائرة الشاطئية على الميدالية البرونزية.هذه الإنجازات سيحفظها التاريخ ويعززها المستقبل وسط استمرار الاهتمام والرعاية من طرف القيادة الرشيدة بالرياضة والرياضيين وتثمين جهودهم من أجل مواصلة رفع الراية الوطنية عاليا في مختلف المحافل الدولية والأولمبية.
الشرق القطرية